أنت مقدم الهدية والمتلقي 
أعمال

%15 نمو ظاهرة "إهداء الذات" بالإمارات

سومشانكار بانديوبادياي

في عالم تمثل فيه عربات التسوق عبر الإنترنت قوائم رغبات شخصية، برزت ظاهرة غريبة وهي "إهداء الذات". إن جاذبية تلك الأداة الأنيقة، أو سترة الكشمير الناعمة، أو حلوى الشوكولاتة المصنوعة يدوياً تغريك بشكل لا يقاوم. وهكذا، بنقرة واحدة، تصبح أنت مقدم الهدية والمتلقي، وتغلف ذلك الغرض الصغير لتسعد نفسك.

ولكن لماذا يتزايد الإقبال على إهداء الذات؟ ربما يرجع ذلك إلى الضغوط التي تسببت فيها الجائحة، مما يدفعنا إلى معاملة أنفسنا بلطف أكثر. أو ربما يرجع ذلك إلى الإثارة التي نشعر بها عند الحصول على عرض جيد. وأياً كان السبب، فإن إهداء الذات لم يعد سراً يحيطك بالذنب، بل أصبح شارة لحب الذات. وأصبح الأمر رائجاً بين الجميع على الإنترنت أيضاً.

وتشهد دولة الإمارات العربية المتحدة ارتفاعاً بنسبة 15% في ظاهرة إهداء الذات، مدفوعاً بتركيز المستهلكين المتزايد على العناية الذاتية والتنمية الاقتصادية. وتشير التوقعات إلى أن سوق إهداء الذات في دولة الإمارات العربية المتحدة سوف ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 14.7% حتى عام 2029، في حين من المتوقع أن ينمو سوق التجارة الإلكترونية الإجمالي بمعدل سنوي يبلغ 8.63%، ليصل إلى قيمة سوقية تبلغ 10.56 مليار دولار بحلول عام 2029.

ويقول الخبراء إن ظاهرة إهداء الذات يمكن أن تكون شكلاً من أشكال العناية بالذات في عالم تزداد سرعته ويزداد فيه التوتر حيث يكافئ الناس أنفسهم على عملهم الشاق أو لإنجازاتهم أو ببساطة لتحسين مزاجهم. في الوقت نفسه، يمكن أن يكون شراء الهدايا لأنفسهم تعبيراً عن الاستقلال والاكتفاء الذاتي والاستقرار المالي، حيث يعتمد اختيارهم للهدايا على تفضيلاتهم ورغباتهم فقط.

وسجلت شركة "فلوواو" "Flowwow"، وهي سوق هدايا للعلامات التجارية المحلية في أكثر من 30 دولة، زيادة بنسبة 15 في المائة في إهداء الذات على أساس سنوي بين المستهلكين في الإمارات العربية المتحدة في النصف الأول من عام 2024. والجدير بالذكر أن 44 في المائة من أولئك الذين يشترون الهدايا لأنفسهم يذكرون "الصحة النفسية" و"الرفاهية" و"الاستقلال" كدوافع رئيسية. وكانت فئات الهدايا الأكثر شعبية في ظاهرة إهداء الذات هي باقات الأزهار المخصصة (+38 في المائة) والبالونات (+29 في المائة) وصناديق الزهور (+26 في المائة). وكانت الشوكولاتة المصنوعة يدوياً وكعكات البنتو أقل شعبية.

مشهد التجارة الإلكترونية المزدهر

وبحسب إحصائيات من شركة "أدميتاد" "Admitad"، وهي منصة تسويق بالشراكة، تظل دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الأسواق نشاطاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع زيادة الطلبات عبر الإنترنت بنسبة 6 في المائة في النصف الأول من عام 2024، بينما نمت القيمة الإجمالية للبضائع بنسبة 12 في المائة مقارنة بالفترة نفسها في عام 2023. وارتفع متوسط قيمة المعاملات في دولة الإمارات العربية المتحدة من 344 درهماً إماراتياً إلى 433 درهم.

أعلنت شركة "فلوواو" عن شراكتها مع "أدميتاد"، للكشف عن نتائج أحدث أبحاثها حول سوق التجارة الإلكترونية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في النصف الأول من عام 2024.

وكانت الدول الثلاث الأولى من حيث حجم الطلبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال النصف الأول من عام 2024 هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والجزائر، بينما احتلت المغرب المركز الثاني. وتصدرت المملكة العربية السعودية قائمة الدول الأعلى نمواً في الطلبات بنسبة تزيد عن 20%، بينما ارتفع حجم المبيعات في البلاد بأكثر من 25%. كما أظهرت المغرب نمواً كبيراً في القيمة الإجمالية للبضائع بنسبة 23%.

التقلبات الموسمية

وتظهر التوجهات الموسمية ارتفاعاً حاداً خلال أشهر فبراير ومارس وأبريل، تزامناً مع عيد الحب واحتفالات شهر رمضان وعيد الفطر، في حين تتبع المبيعات عموماً نمطاً أكثر ثباتاً خلال أشهر الصيف.

وكان شهر مارس الذي صادف بداية شهر رمضان أيضاً فترة ذروة رغم الانخفاض الطفيف بنسبة 25% عن شهر فبراير. وعلى الرغم من النمو الإجمالي فقد انخفضت قيمة المعاملات المتوسطة في مارس بنسبة 25% مقارنة بشهر مارس 2023 بسبب الخصومات والعروض الترويجية الخاصة.

ويكشف تحليل متوسط إنفاق الهدايا في الإمارات العربية المتحدة للنصف الأول من عام 2024 عن تقلبات كبيرة. ففي يناير، ارتفع متوسط الإنفاق بنسبة 9.7 في المائة مقارنة بشهر فبراير. واستمر الاتجاه التصاعدي في فبراير، حيث ارتفع متوسط الإنفاق بنسبة 8.8 في المائة بحلول شهر مارس، ليصل إلى القمة التي بلغت 159 درهماً إماراتياً. ومع ذلك، في أبريل، ظهر انخفاض حاد بنسبة 11.9 في المائة. وفي مايو، لوحظ انتعاش طفيف بزيادة قدرها 1.3 في المائة، ولكن بحلول يونيو، انخفض متوسط الإنفاق مرة أخرى بنسبة 5.5 في المائة.

وقالت "سلافا بوجدان"، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "فلوواو": "يشهد قطاع التجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ازدهاراً كبيراً، بفضل نمو التجارة عبر الهاتف المحمول والتقدم التكنولوجي والمناسبات المتنوعة للتسوق والطلب المتزايد على الراحة والتسليم في نفس اليوم. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي مع استفادة شركات التجارة الإلكترونية من التكنولوجيا ورؤى بيانات المستهلكين لتقديم تجارب شخصية وسلسة وسهلة الاستخدام تلبي تفضيلات العملاء المتطورة".

التجارة عبر الهاتف المحمول

وواصل التسوق عبر الهاتف المحمول اتجاهه التصاعدي، حيث ارتفعت حصة المشتريات التي تتم عبر الهواتف الذكية من 36% إلى 39% في النصف الأول من عام 2024. وتصدرت المملكة العربية السعودية المنطقة حيث تجاوزت الطلبات عبر الهاتف المحمول 60%، تليها الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 50%. وسجلت تركيا أدنى حصة من الطلبات عبر الهاتف المحمول، أقل من 20%.

وقالت "آنا جيديريم"، الرئيس التنفيذي لشركة "أدميتاد": "يسلط النمو المذهل في التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الضوء على مرونة وتوسع رغبات التسوق عبر الإنترنت. وتُظهر البيانات زيادة ملحوظة في كل من حجم وقيمة المعاملات، مدعومة بازدياد قضاء العطلات في المنطقة والتحول المستمر نحو التجارة عبر الهاتف المحمول. وتؤكد هذه الأنماط على إمكانيات السوق الديناميكية في المنطقة والأهمية المتزايدة للمنصات الرقمية في دفع النشاط الاقتصادي".

بالنسبة لشعبية المنتجات من حيث الفئة، كانت الإلكترونيات (21.5%) والأزياء (20%) والسلع المنزلية (18.4%) ومنتجات السيارات والدراجات النارية (8%) هي الأكثر شعبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال النصف الأول من عام 2024. وشهدت فئة "الأدوات" أعلى نمو في الترتيب بنسبة 25%، تليها "الألعاب والهوايات" (+16%) و"منتجات السيارات والدراجات النارية" (+14%).

ومن المتوقع أن يصل حجم سوق قطاع التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2025 بفضل السكان الشباب المتمرسين في مجال التكنولوجيا في المنطقة، إلى جانب ارتفاع الدخل المتاح. وفي الوقت نفسه، أفادت "إي. زي. دبي" "EZDubai" أن الحجم الإجمالي لسوق التجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة بلغ 27.5 مليار درهم في عام 2023، مع توقعات بتجاوز 48.8 مليار درهم بحلول عام 2028.

إن استمرار دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تحقيق نمو قوي في التجارة الإلكترونية مدفوعة بالتقدم التكنولوجي وسكان من الشباب المتمرسين في استخدام التكنولوجيا الرقمية يشدد على أهمية هذه الأنماط، ويؤكد التوسع الذي تشهده المنطقة والمستقبل الواعد لكل من المستهلكين والشركات مع ظهور الهدايا الذاتية كمؤشر على تطور التفضيلات في سوق اليوم.

دبي: حريق ضخم في السطوة قرب شارع الشيخ زايد

برنامج العفو: قصص نجاح وأمل للمخالفين

شرطة دبي تضبط سائقاً تجاوزالسرعة المحددة

آيفون 16 في متاجر الإمارات: حجز مسبق وطوابير انتظار

دبي: أسعار الذهب تواصل الارتفاع وتحقق أرقاماً قياسية