أظهر تقرير جديد أن الإمارات احتلت المرتبة الثانية من حيث عدد صفقات الأسهم الخاصة في الشرق الأوسط حتى الآن هذا العام.
وفقاً لبيانات "اس اند بي جلوبال ماركت انتيليجنس" (S&P Global Market Intelligence)، شهدت استثمارات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري في المنطقة زيادة ملحوظة في عام 2024، مستهدفةً الشركات خارج قطاع النفط والغاز.
واستقطبت منطقة الشرق الأوسط، التي تضم 12 دولة بما في ذلك السعودية والإمارات وإيران، استثمارات بلغت قيمتها 2.28 مليار دولار خلال الربع الثالث حتى 27 سبتمبر. هذا المبلغ تجاوز قليلاً قيمة صفقات الربع الثاني التي بلغت 2.16 مليار دولار، وكان تقريباً ضعف قيمة صفقات الربع الأول التي وصلت إلى 1.19 مليار دولار.
ومع ذلك، من المرجح أن يكون الإجمالي السنوي أقل من 11.60 مليار دولار من رأس المال الذي تم استقطابه في عام 2023، خاصة في ظل خلفية الصراع العسكري المستمر في المنطقة، وفقاً لتقرير "اس اند بي".
وعلى مدى العام المنتهي في 27 سبتمبر، سجلت إسرائيل أكبر عدد من الصفقات في المنطقة بواقع 150 صفقة مدعومة بالأسهم الخاصة، تليها الإمارات بـ 70 صفقة والسعودية بـ47 صفقة.
سجلت قطاعات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات أكبر نشاط بـ124 صفقة بلغت قيمتها أكثر من 2.15 مليار دولار. بينما جاء القطاع العقاري في المركز الثاني بقيمة صفقات بلغت 752 مليون دولار، ثم القطاع الصناعي بـ741 مليون دولار. في المقابل، سجل قطاع الطاقة والمرافق أدنى نشاط، حيث تم إبرام صفقتين فقط غير معلنتي القيمة، رغم زيادة الاستثمار في شركات الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة على مستوى العالم هذا العام.
كانت الصفقات في مجال العقارات والقطاع الصناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) أكبر الصفقات في المنطقة لهذا العام.
كانت أكبر صفقة في المنطقة هذا العام حتى الآن هي استحواذ شركتي "لونيت" و"أوليان للتمويل" على 49% من مركز الأعمال "آي سي دي بروكفيلد بليس" في دبي. تمت الصفقة مع "إنفستمنت كوربوريشن في دبي" و"آي سي دي بروكفيلد مانجمنت المحدودة" مقابل 735 مليون دولار. وبعد إتمام هذه الصفقة، أصبحت كل من "لونيت" و"أوليان" تمتلكان حصة تبلغ 24.5% في مركز الأعمال.
أما ثاني أكبر صفقة فقد كانت صفقة شراء شركة "أبولو جلوبال مانجمنت المحدودة" 50% من أسهم شركة مزج وتوزيع الحديد "فالي عمان ديستريبيوشن سنتر المحدودة" مقابل 600 مليون دولار. وتدير الشركة التابعة لشركة "فالي إس إيه" محطة بحرية في صحار بسلطنة عمان، مع مركز متكامل لتوزيع ومزج خام الحديد بقدرة انتاجية تبلغ 40 طناً مترياً سنوياً.
ثالث أكبر صفقة هي استثمار مجموعة "سيلفر روك" بقيمة 325 مليون دولار في شركة "باثفاينر جلوبال" الإماراتية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
عراقيل الاستثمار في الطاقة المتجددة
أشار تقرير معهد "بيكر" حول آفاق الشرق الأوسط إلى أن مشاريع الطاقة المتجددة تراجعت هذا العام، حيث يظل الصراع المسلح القضية الأكثر إلحاحاً.
علاوة على ذلك، أشار "إيان بالمر"، مهندس حقول النفط والشريك في شركة "هيجز بالمر للتكنولوجيا"، إلى أن بعض مشاريع الطاقة المتجددة، مثل إنتاج الهيدروجين الأخضر، لم تعد تستقطب المستثمرين والمطورين. وكتب "بالمر" في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى "ماركت انتيليجنس": "يواجه مستقبل الهيدروجين قيوداً تتعلق بالوقت والتكلفة، حيث أن استخدامه الأساسي يتواجد في الصناعات التي يصعب تقليل الانبعاثات فيها، مثل الطيران والشحن وإنتاج الصلب والإسمنت".
كما أن الاستثمارات المحتملة في مجال التقاط وتخزين انبعاثات الكربون الناتجة عن العمليات الصناعية، مثل إنتاج الصلب والإسمنت، بالإضافة إلى احتراق الوقود الأحفوري في توليد الطاقة، تواجه قيوداً في الشرق الأوسط. وأوضح "بالمر" قائلاً: "لن يسهم التقاط وتخزين الكربون في إنقاذ قطاع النفط والغاز، لأنه يتطلب وجود صناعة كبيرة مثل صناعة النفط والغاز".