من المتوقع أن يرتفع الطلب على الأمونيا منخفضة الكربون إلى حوالي 24 مليون طن سنوياً بحلول عام 2032، بعدما كان قريباً من الصفر اليوم، وذلك وفقاً لتقديرات مستشاري الصناعة والشركات.
وقال أحمد الحوشي، الرئيس التنفيذي لشركة "فرتيجلوب"، في مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز"، إن الزيادة في الطلب على الأمونيا منخفضة الكربون سيأتي نتيجة التطبيقات الجديدة للأمونيا، مثل توليد الطاقة ووقود السفن البحرية والمواد الخام الصناعية، واستخدامها كناقل للهيدروجين، مشيراً إلى أن هذا النمو هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت "أدنوك" للاستحواذ الكامل على "فرتيجلوب".
وأضاف الحوشي: "مع استكمال هذا الاستحواذ، أصبحت "فرتيجلوب" منصة "أدنوك" للنمو العالمي في مجال الأمونيا منخفضة الكربون، ويسعدنا أن نكون جزءاً من هذا المعلم المهم في استراتيجية "أدنوك" لتنمية أعمالها في مجال الكيماويات، وتوسيع أنشطتها في مجال الوقود منخفض الكربون، وتحقيق هدفها بأن تُصبح ضمن أكبر خمس شركات عالمية في هذا المجال. وتُعد "فرتيجلوب" أكبر مُصدر بحري لليوريا والأمونيا في العالم، حيث تُصدر منتجاتها إلى 53 دولة وتستحوذ على حوالي 10% من حصة السوق العالمية، مما يجعلها في وضع مثالي لدعم هذه الاستراتيجية".
وأكد أن نزع الكربون يمثل محوراً رئيسياً في نموذج أعمال "فرتيجلوب"، مُشيراً إلى التقدم الكبير الذي أحرزته الشركة في بعض مبادراتها الرئيسية، بما في ذلك تأمين عقد لتوريد الأمونيا المتجددة إلى الاتحاد الأوروبي بعد أول مزاد تجريبي أجرته شركة "اتش 2 جلوبال" (H2Global)، وهي مبادرة ممولة من وزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي الفيدرالية الألمانية. وقد فازت "فرتيجلوب" بعقد لتصدير الأمونيا المتجددة من مصر، حيث تتمتع أصولها بسهولة الوصول إلى مراكز الاستيراد الرئيسية.
وفي هذا الصدد، اتخذت شركة "فرتيجلوب"، بالشراكة مع شركة "تعزيز" وشركة "جي إس إنيرجي كورب" وشركة "ميتسوي آند كو"، القرار الاستثماري النهائي بشأن مشروع الأمونيا منخفضة الكربون في "تعزيز"، والذي تبلغ طاقته الإنتاجية مليون طن سنوياً. وقد منحت عقد البناء لشركة "تكنيمونت إس بي إيه"، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2027. كما لعبت "فرتيجلوب" دوراً رئيسياً في دعم "أدنوك" لتسليم أول شحنة تجارية معتمدة من الأمونيا منخفضة الكربون في العالم إلى اليابان، وذلك باستخدام تقنية التقاط الكربون وتخزينه. وقد تم إنتاج هذه الشحنة التاريخية في منشآت "فرتيجلوب" في أبوظبي.
وتتوقع "فرتيجلوب" أن يُعزز انضمامها إلى منظومة "أدنوك" من نموها في سلسلة قيمة الأمونيا منخفضة الكربون، حيث قال الحوشي: "يتيح لنا هذا الاندماج مع المجموعة الاستفادة من قدرات "أدنوك" اللوجستية للطاقة البحرية ذات المستوى العالمي وريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءتنا التشغيلية وقدراتنا التكنولوجية، مما سيدعم توسيع هامش الربح ويدفع النمو التدريجي للأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك".
ويعزز هذا الاستحواذ طموحات "فرتيجلوب" المستقبلية، ويجعل الشركة أداة لتنفيذ خطط أدنوك لإنشاء منصة نمو عالمية للأمونيا، لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الحلول منخفضة الكربون. وكجزء من هذه الخطة، ستنقل "أدنوك" حصصها في مشاريع الأمونيا منخفضة الكربون الحالية والمستقبلية إلى "فرتيجلوب" بسعر التكلفة وعندما تكون جاهزة للبدء، مما يخلق منصة نمو عالمية المستوى للأمونيا منخفضة الكربون كوقود رئيسي للانتقال في مجال الطاقة. ويشمل ذلك مشروعي الأمونيا منخفضة الكربون في أبوظبي ومشاريع أخرى في محفظتها العالمية. وبشكل عام، سيضيف المشروعان في أبوظبي حوالي 2 مليون طن سنوياً، وهو ما يزيد عن ضعف سعتها التجارية الحالية من الأمونيا البالغة 1.6 مليون طن سنوياً ويزيد إجمالي سعتها القابلة للبيع إلى 8.6 مليون طن سنوياً من صافي الأمونيا واليوريا مجتمعين.
وتُبدي "فرتيجلوب" تفاؤلاً كبيراً بشأن نمو قطاع الأمونيا منخفضة الكربون، خاصة مع تزايد تحفيز القطاع البحري لتبني الوقود النظيف، ويرجع ذلك جزئياً إلى تنظيم الاتحاد الأوروبي البحري للوقود (بدءاً من عام 2025)، حيث تُقلل الأمونيا منخفضة الكربون من انبعاثات الكربون بنحو 70% مقابل وقود الزيت منخفض الكبريت، وفقاً للمستشارين. كما تتوقع الشركة أن يؤدي تنظيم توليد الطاقة المخطط له في اليابان وكوريا الجنوبية، بما في ذلك متطلبات 20% إلى 30% من الحرق المشترك في محطات الفحم بحلول ثلاثينيات القرن الحالي، إلى زيادة الطلب على الأمونيا منخفضة الكربون، مع دعم إضافي من السياسات وبرامج الدعم. وفي أوروبا، أشارت الشركة إلى وجود جانب إيجابي كبير من الأهداف الإلزامية التي تُعزز خفض الانبعاثات واستخدام الهيدروجين الأخضر في الصناعة.