أعلنت وكالة الطاقة الدولية يوم أمس الثلاثاء أن سوق النفط العالمية مقبلة على فائض كبير في العام المقبل، حيث خفّضت توقعاتها لنمو الطلب في عام 2024 بمقدار 40 ألف برميل يومياً، في حين رفعتها لعام 2025 بمقدار 50 ألف برميل يومياً.
وأكدت الوكالة، المسؤولة عن إدارة مخزونات النفط الطارئة للدول الصناعية، استعدادها للتدخل عند اللزوم لتعويض أي نقصٍ في الإمدادات قد ينجم عن الأوضاع في إيران.
يأتي هذا التعديل في توقعات الطلب على النفط لعام 2024 بعد خطوةٍ مماثلةٍ من منظمة أوبك، التي خفضت يوم الاثنين توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عامي 2024 و 2025، وهو التعديل الثالث على التوالي للمنظمة في هذا الاتجاه.
وتُلقي هذه التوقعات المنخفضة الضوء على التحدي الذي يواجه أوبك+، التي تعتزم زيادة الإنتاج في ديسمبر المقبل بعد أن أجّلت هذه الخطوة سابقاً بسبب انخفاض الأسعار.
وشهدت أسعار النفط ارتفاعاً في الأسابيع الأخيرة مدفوعةً بمخاوف المستثمرين من ردٍّ إسرائيلي محتمل على الهجوم الصاروخي الإيراني، يستهدف المنشآت النفطية أو المواقع النووية في إيران، العضو في منظمة أوبك.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية، ومقرها باريس، إلى أن المخزونات العالمية تجاوزت 1.2 مليار برميل، وأن احتياطي الإنتاج في أوبك+ بلغ مستويات تاريخية مرتفعة. وتضم أوبك+ منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاءها، مثل روسيا.
وأكدت الوكالة في تقريرها الشهري الصادر يوم أمس الثلاثاء على "جاهزيتها للتدخل في حال حدوث أي تطورات تؤثر على إمدادات النفط".
وأضافت: "في الوقت الحالي، يستمر تدفق النفط بشكلٍ طبيعي، وفي غياب أي اضطراباتٍ كبيرة، فإن السوق ستشهد فائضاً كبيراً في العام المقبل."
تراجعت أسعار النفط بأكثر من 4% يوم الثلاثاء، لتصل إلى نحو 74 دولاراً للبرميل، متأثرةً بتوقعات الطلب الضعيفة وبتقرير إعلامي أفاد بأن إسرائيل لن تستهدف المنشآت النفطية الإيرانية.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، سيزداد الطلب العالمي على النفط بنحو 860 ألف برميل يومياً هذا العام، بانخفاض قدره 40 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة. أما بالنسبة لعام 2025، فتتوقع الوكالة نمواً بحوالي مليون برميل يومياً، أي بزيادة تُقدر بـ 50 ألف برميل يومياً عن توقعات الشهر الماضي.
وتُشير توقعات الوكالة إلى أن نمو الطلب من الصين، التي لطالما كانت محركاً رئيسياً لزيادة استهلاك النفط عالمياً، سيبلغ 150 ألف برميل يومياً في عام 2024، بانخفاض قدره 30 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة. وقد انخفض الاستهلاك في الصين بمقدار 500 ألف برميل يومياً في أغسطس مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي، وهو الشهر الرابع على التوالي الذي يشهد انخفاضاً.
أكدت وكالة الطاقة الدولية أن المخاوف المتزايدة بشأن أمن إمدادات النفط تأتي على خلفية سوق عالمية مشبعة بالنفط، كما سبق وأن نوهت الوكالة.