إذا كان علي أن أقدم نصيحة واحدة لأي شخص يبدأ مسيرته المهنية في مجال العقارات، فهي: كن مستعداً للتكيف.
"من مرحلة التصميم والبناء إلى التسليم والتشغيل، تشهد صناعة العقارات تطوراً مستمراً. في السنوات الأخيرة، برزت تكنولوجيا العقارات، المعروفة عادةً باسم "التكنولوجيا العقارية"، كمحفز للتغيير الإيجابي في قطاعنا. ومن خلال دوري كمؤسس ومدير تنفيذي لشركة (بريبكو) Prypco، كان لي الشرف بالمساهمة في هذا التحول."
"بغض النظر عن كيفية النظر إلى الموضوع، فقد شهدت التكنولوجيا العقارية نمواً هائلاً. وفقاً لبيانات "ايمارك"، بلغ حجم السوق العالمي للقطاع حوالي 31 مليار دولار في عام 2023. ويقدر المحللون في (بريسنديس ريسيرتش) Precedence Research أن قيمة الصناعة تتجاوز الآن 40 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى حوالي 179 مليار دولار خلال العقد المقبل، مما يعكس معدل نمو سنوي مركب قوي بنسبة 16% بين عامي 2024 و2034."
"تتحدث هذه الأرقام عن نفسها. فالتكنولوجيا العقارية لا تشكل نشاطاً تجارياً ضخماً فحسب، بل تساهم أيضاً في إحداث تحسينات ملموسة في كيفية شراء المستهلكين للعقارات وبيعها واستثمارها وإدارتها. وفي هذا السياق، قررت استكشاف بعض الاتجاهات العالمية في التكنولوجيا العقارية التي يجب الانتباه إليها في عام 2025."
إمكانية وصول أكبر
"في رأيي، كان نجاح التكنولوجيا العقارية في إضفاء الطابع الديمقراطي على سوق العقارات — خاصة من خلال نماذج مثل الملكية الجزئية — أحد الأسباب الرئيسية وراء النمو السريع الذي يشهده القطاع. وإذا كنت جديداً على مفهوم الملكية الجزئية وترغب في معرفة المزيد، فقد نشرت دليلاً شاملاً للمبتدئين. تشير الملكية الجزئية إلى الممارسة التي يتم فيها جمع موارد العديد من المستثمرين لشراء أسهم في نفس العقار."
"يجذب هذا النموذج المزيد من المتبنين، خاصة في الإمارات العربية المتحدة، حيث تتيح منتجات مثل (بريبكو بلوكس) Prypco Blocks للمستخدمين الاستثمار في العقارات بمبلغ لا يتجاوز 500 درهم. وبفضل أحدث تقنيات (بلوك تشين) blockchain، تجعل هذه المنصات العقارات فرصة استثمارية واقعية للأشخاص الذين قد يفتقرون إلى رأس المال اللازم لشراء الأصول عبر القنوات التقليدية."
وببساطة، تلعب الملكية الجزئية دوراً محورياً في توسيع إمكانية الوصول داخل قطاعنا، وأتوقع أن يكتسب هذا النموذج المبتكر مزيداً من الزخم خلال العام المقبل.
تحسين الدقة والكفاءة
ومن الاتجاهات الأخرى التي أتوقع أن أشهدها في عام 2025 هو التكامل الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي، والذي لديه القدرة على تعزيز العمليات بشكل كبير في مشهد التكنولوجيا العقارية العالمية.
"تتمتع أحدث الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحسين تقييمات العقارات، وتعزيز توقعات السوق، وزيادة الكفاءة التشغيلية للأصول المبنية. وبالمثل، من خلال الاستفادة الأفضل من البيانات المتاحة، يمكن لمنصات التكنولوجيا العقارية تقديم تجارب مستخدم أكثر تخصيصاً وتسهيل استراتيجيات الاستثمار القائمة على البيانات."
"لحسن الحظ، أخذ قطاع التكنولوجيا العقارية العالمي هذه القدرات على محمل الجد منذ بعض الوقت. ووفقاً لتقرير جيه إل إل، يحتل الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي المرتبة الثالثة بين التقنيات التي من المتوقع أن يكون لها أكبر تأثير على قطاع العقارات، حيث بلغ الاستثمار في التكنولوجيا العقارية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي 630 مليون دولار العام الماضي."
وبناءً على ذلك، أتوقع أن يستمر الذكاء الاصطناعي في لعب دور متزايد الأهمية في تطور التكنولوجيا العقارية خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.
مزيد من الاختيارات للمستهلكين
والاتجاه الأخير الذي أود تسليط الضوء عليه هو النطاق المتزايد باستمرار من الأدوات والمنتجات المتاحة لمستهلكي التكنولوجيا العقارية.
"تعد الملكية الجزئية عنصراً أساسياً في ابتكارات التكنولوجيا العقارية العالمية، لكنها ليست الميزة الوحيدة المتاحة. على سبيل المثال، تتيح أدوات الرهن العقاري المدعومة بالتكنولوجيا العقارية للمستخدمين الحصول على الموافقة المبدئية في غضون دقائق. وفي الإمارات العربية المتحدة، تستفيد منصات التكنولوجيا العقارية الرائدة أيضاً من أحدث التقنيات لتمكين المهنيين الأجانب المؤهلين ومستثمري العقارات من تبسيط إجراءات طلبات التأشيرات الخاصة بهم."
"في قطاعات أخرى من السوق، يطور المبتكرون أدوات مثيرة للإعجاب تعمل على تسريع التقدم في تقنيات المنازل الذكية، والأنظمة المستدامة الموفرة للطاقة، وغيرها. ولم يكن هذا الانتشار للمنتجات والخدمات ممكناً إلا بفضل التطور السريع في مجال التكنولوجيا العقارية، وأتوقع أن أرى المزيد من الخيارات للمستهلكين طوال عام 2025 وما بعده."
"بينما سيسهم تحسين إمكانية الوصول، وزيادة الدقة والكفاءة، وتوسيع الخيارات في تعزيز صناعة التكنولوجيا العقارية العالمية على مدار العام المقبل، فإن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلني أجد هذا القطاع جذاباً للغاية هو قدرته على مفاجأتي. كما أستمتع بفرصة المساهمة في دفع المزيد من التقدم في مجال التكنولوجيا العقارية بالتعاون مع زملائي، ووضع اتجاهات جديدة تقدم فوائد لم يتم استغلالها من قبل للعملاء."
مع أخذ هذا في الاعتبار، وبغض النظر عما يلوح في الأفق بالنسبة لقطاع التكنولوجيا العقارية العالمي في عام 2025، أتوقع أن يكون فترة أخرى مشرقة للغاية لقطاعنا.
أميرة سجواني هي المدير الإداري لشركة داماك العقارية، ومؤسسة ورئيسة تنفيذية لشركة بريبكو، ومؤسسة ومديرة العمليات لشركة أمالي العقارية.