مع ازدهار سوق العقارات في دبي، يسهم دمج التكنولوجيا الرقمية في إعادة تشكيل المشهد العقاري لكل من المشترين والبائعين. ووفقاً لخبراء الصناعة، يستفيد المستثمرون الأجانب من المنصات المبتكرة التي تسهل عليهم شراء العقارات الراقية بسهولة ويسر.
أكد "أرتاتشيس جريجوريان"، أحد كبار الوسطاء في شركة "وايت ويل دبي"، تأثير التحول الرقمي على قطاع العقارات. وفي حديثه لصحيفة خليج تايمز، قال: "إن الانتقال إلى المنصات الرقمية يحدث ثورة في معاملات العقارات في دبي." يعمل هذا التحول على تبسيط عمليات البيع والشراء، مما يجعلها أكثر كفاءة وسهولة في الوصول إليها.
تتيح التقنيات المتقدمة، مثل قوائم العقارات عبر الإنترنت المزودة بصور عالية الدقة وجولات الواقع الافتراضي، للمشترين استكشاف العقارات من جميع أنحاء العالم. وأكد غريغوريان أن "التواصل الفوري بين المشترين والبائعين والوكلاء يقلل من التأخير ويعزز الشفافية." وفي الوقت نفسه، تعمل الوثائق الإلكترونية على تسريع العمليات القانونية، مما يضمن معاملات أسرع وأكثر أماناً.
ويستخدم المستثمرون الدوليون الأدوات الرقمية بشكل متزايد للتنقل في سوق العقارات في الإمارات العربية المتحدة. وأشار جريجوريان إلى أن "الجولات الافتراضية للعقارات والأحياء تمكن المشترين الأجانب من اتخاذ قرارات مستنيرة دون الحاجة إلى الزيارة شخصياً." وقد ساهم هذا التوافر في توسيع سوق الاستثمار الأجنبي، وسد الفجوات الزمنية من خلال الاتصالات والمفاوضات في الوقت الفعلي.
على الرغم من مزايا التحول الرقمي، يواجه المشترون الدوليون تحديات، خاصة فيما يتعلق بديناميكيات السوق المحلية والإجراءات القانونية. وأوضح جريجوريان أن "فهم قضايا صرف العملات والحواجز اللغوية قد يكون أمراً شاقاً." لذلك، ينصح المشترون بإجراء بحث شامل حول اتجاهات السوق واستشارة خبراء العقارات ذوي الخبرة.
وأضاف أن "الشراكة مع الخبراء القانونيين الملمين بقوانين العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة أمر بالغ الأهمية لضمان إتمام المعاملات بسلاسة." وأكد على أهمية فهم اللوائح، بما في ذلك قوانين ملكية العقارات ومتطلبات التأشيرة المرتبطة بالاستثمار.
سلط جريجوريان الضوء على القواعد الأساسية للمستثمرين الأجانب، حيث أشار إلى أنه "لا يجوز للمواطنين غير الخليجيين شراء العقارات بنظام التملك الحر إلا في مناطق محددة، بينما تتوفر خيارات الإيجار في أماكن أخرى". وشدد على أهمية أن يتعرف المشترون على أنواع الملكية المختلفة والتكاليف المرتبطة بها، مثل رسوم التسجيل وعمولات الوكلاء. وأضاف: "إن الوعي بهذه العوامل ضروري لفهم الاستثمار بشكل شامل".
تعمل العديد من المنصات على تبسيط عملية الشراء. ويستشهد غريغوريان بتطبيقات شهيرة مثل بيوت وبروبراتي فايندر و دوبيزل، التي تُعتبر مصادر لا تُقدَّر بثمن للوصول إلى القوائم وبيانات السوق. وأشار إلى أن "جولات الواقع الافتراضي توفر تجربة غامرة، مما يسمح للمشترين بالتجول عبر العقارات افتراضياً".
كما سلط الضوء على كيفية تعزيز تقنية البلوك تشين لأمن المعاملات وضمان الشفافية. وعلاوة على ذلك، تتيح المبادرات الحكومية مثل تطبيق "دبي ريست" للمستخدمين إجراء المعاملات وإكمال عمليات نقل الملكية عن بُعد، مما يبسط التعاملات العقارية.
يشهد قطاع العقارات الفاخرة في دبي نمواً كبيراً، خاصةً بالنسبة للفلل والشقق الفاخرة. وذكر جريجوريان: "في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024 وحده، تم بيع 948 عقاراً فاخراً يزيد سعرها عن 15 مليون درهم". بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الاستدامة موضوعاً ذا أهمية متزايدة، حيث تكتسب العقارات الصديقة للبيئة زخماً. ويقدم المطورون خطط دفع مرنة ويدمجون تقنيات المنزل الذكي في المشاريع الجديدة.
مع ظهور الأدوات الرقمية، تغيرت توقعات العملاء بشكل كبير. يقول جريجوريان: "يتوقع المشترون اليوم تجربة سلسة تعتمد على التكنولوجيا". أصبح الوصول الفوري إلى المعلومات والقدرة على إجراء المعاملات عبر الإنترنت متطلبات قياسية الآن، مما دفع المتخصصين في العقارات إلى التكيف وفقاً لذلك.
أصبحت الجولات الافتراضية ضرورية للعملاء الدوليين. وذكر جريجوريان: "إنها تسمح للمشترين بفحص العديد من العقارات بسهولة، مما يساعدهم على اختيار الخيارات المناسبة قبل القيام بزيارات شخصية". تعمل هذه التكنولوجيا على تحسين تجربة الشراء بشكل عام من خلال توفير صور عالية الدقة وميزات تفاعلية.
يقدم جريجوريان نصيحة بالغة الأهمية للمستثمرين الأجانب الذين يتطلعون إلى سوق العقارات في دبي، حيث قال: "من الضروري فهم المناطق المختلفة وأنواع العقارات وظروف السوق الحالية". كما أوصى بالتحقق من تفاصيل العقار من خلال القنوات الرسمية وتعيين مستشار قانوني مطلع على قوانين دولة الإمارات العربية المتحدة."