"محمد شعيب" هو مهندس يعمل في إحدى شركات الاتصالات في عجمان ويقيم في منطقة النهدة في الشارقة، لكنه وجد نفسه يعاني من ارتفاع حاد في أسعار الإيجارات في جميع أنحاء الإمارة.
وقد شهدت إمارة عجمان ارتفاع الإيجارات إلى ما يقارب الضعف منذ الجائحة، بحسب وكلاء العقارات، ممّا أجبر السكان على إعادة النظر في ترتيبات معيشتهم.
وقال "شعيب": "كنت أعيش في عجمان سابقاً، حيث كنت أدفع حوالي 11 ألف درهم سنوياً مقابل شقة استوديو في الراشدية حتى عام 2021". وخلال الجائحة، أعاد عائلته إلى باكستان، على أمل إعادتهم لاحقاً. والآن، بينما يخطط لعودتهم، أصبح الوضع أكثر صعوبة مما كان متوقعاً.
وأضاف: "توقعت ارتفاع الإيجارات، لكن ليس إلى هذا الحد. أبلغني وكلاء العقارات أن شقة الاستوديو تبدأ الآن من 18 ألف درهم، بينما تبدأ شقة بغرفة نوم واحدة من 25 ألف درهم، حسب الحي. أما غرفة النوم والصالة والمطبخ، التي كانت تبدأ من 16 ألف درهم، فهي تكلف الآن أكثر بكثير".
ويدرس "شعيب" الآن خيارات متعددة بسبب ارتفاع أسعار إيجارات المساكن. وقال: "مكتبي في عجمان، وأعمل في الغالب من المنزل. ومع ذلك، هناك احتمال أن يكون وجودي في المكتب مطلوباً بسبب المشاريع الجديدة، ممّا يعني أنني بحاجة إلى إيجاد مكان أقرب إلى العمل". وفي حين كان يأمل في استئجار شقة بغرفة نوم واحدة لعائلته، فإن تكاليف الإيجار المرتفعة تدفعه الآن إلى استئجار استوديو بدلاً من ذلك.
وقد شهدت عجمان، التي كانت تُعتبر في السابق بديلاً اقتصادياً للمقيمين الذين يتنقلون يومياً إلى دبي، ارتفاعاً حاداً في أسعار الإيجارات.
وقال "اسكندر عزام"، وكيل عقارات في شركة "ليماس" العقارية: "ارتفعت الإيجارات في العديد من مناطق عجمان بشكل كبير. تبدأ أسعار شقق الاستوديو التي كانت تُؤجر من 13 ألف درهم قبل عام 2021 الآن من 22 ألف درهم في عدد قليل من الأحياء الرئيسية. وتبدأ أسعار إيجار الشقق المكونة من غرفة نوم واحدة، والتي كانت تتراوح بين 18 ألف درهم و22 ألف درهم، الآن من 35 ألف درهم".
وأوضح "اسكندر عزام" أنّ إيجارات الشقق المكونة من غرفتي نوم في المباني الجديدة والمواقع الرئيسية أصبحت تبدأ من 40 ألف درهم، وهي زيادة كبيرة عن الأعوام السابقة، والتي كانت حوالي 26 ألف درهم".
وأشار إلى أن أكثر الأحياء طلباً هي الراشدية 3 ومنطقة الكورنيش، حيث يستمر الطلب في الارتفاع.
تساهم عدّة عوامل في ارتفاع الإيجارات في عجمان. وأشار "محمد مختار"، مالك شركة "مرحبا" للعقارات، إلى ارتفاع الإيجارات في دبي والشارقة كمحرك رئيسي. وقال "مختار": "مع ارتفاع الإيجارات في دبي والشارقة، انتقل العديد من السكان إلى عجمان، ممّا أدى إلى زيادة الطلب".
وبالإضافة إلى ذلك، أدت مشاريع التطوير الضخمة في رأس الخيمة إلى زيادة الطلب في عجمان. وقال "مختار": "يختار العديد من المقيمين في مشاريع رأس الخيمة العيش في عجمان من أجل موقعها المركزي، مما يسهل عليهم التنقل إلى رأس الخيمة ومكاتبهم في دبي".
وأضاف "مختار" أن البنية التحتية والتطوير الحضري في عجمان جعل المدينة أكثر جاذبية للسكان. وأضاف: "لقد أدّت البنية التحتية المحسنة في المدينة، بما في ذلك الجسور الجديدة والطرق السلسة المكونة من ثلاثة حارات على طول طريق الاتحاد، إلى تسهيل حركة المرور وجعل التنقل إلى الإمارات المجاورة أكثر ملاءمة".
وساهم نمو قطاع الأعمال في عجمان في زيادة عدد السكان وزيادة الطلب على الإيجارات. وقال "مختار": "لقد تم افتتاح مشاريع تجارية جديدة في عجمان، من المقاهي والمطاعم إلى أماكن الترفيه، وهو ما استقطب المزيد من السكان إلى المنطقة".
وبحسب وكلاء العقارات، تلعب لوائح الإيجار في عجمان أيضاً دوراً في شعبيتها المتزايدة. وقال "عزام": "في عجمان، لا يمكن زيادة الإيجارات إلا بعد ثلاث سنوات من الإشغال، بحد أقصى للزيادة 20 %. وهذا يجعلها خياراً جذاباً لأولئك الذين يعملون في دبي ولكنهم يبحثون عن مساكن بأسعار معقولة أكثر".