تظهر سوق الأجهزة الذكية في الشرق الأوسط إمكانات نمو ملحوظة، حيث تشير التوقعات إلى أن حجم السوق سيصل إلى 6.96 مليار دولار في عام 2023 ومن المتوقع أن يصل إلى 20.74 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 19 في المائة، بحسب الأبحاث.
وقال "جوران ناكيبوجلو"، مدير ورئيس قسم الأجهزة المنزلية في سامسونج الخليج للإلكترونيات، في مقابلة مع صحيفة خليج تايمز: "يرجع هذا النمو إلى عوامل مثل زيادة الدخول المتاحة، والسكان المتمرسين في مجال التكنولوجيا، والطلب المتزايد على أنظمة الأمن المحسنة، وحلول إدارة الطاقة، وأجهزة الترفيه الذكية. ومع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتكاملها مع الأجهزة المنزلية، فمن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التوسع في السوق".
وقال ناكيبوجلو إن صناعة الأجهزة المنزلية تواجه فرصًا كبيرة مع استمرار تطورها ودخول تكنولوجيا المنزل الذكي فصلًا جديدًا ومثيرًا. وأضاف: "بينما تستمر الأجهزة المتميزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في تقديم قيمة وابتكار استثنائيين، فإن التكنولوجيا المتطورة والإنتاج المبسط يجعلها في متناول جمهور أوسع من المستهلكين المميزين. وبالتالي فإننا نشهد طلبًا قويًا من قاعدة المستهلكين الأوسع التي تقدر الجودة والمستعدة لترقية منازلهم".
ومع نضج السوق، هناك فرصة هائلة للترحيب بمستهلكين جدد في عالم أنماط الحياة الذكية. وقال ناكيبوجلو: "المنافسة شديدة بشكل خاص، حيث تعمل الشركات الكبرى باستمرار على دفع حدود الابتكار في الحلول التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. وقد عززت سامسونج مكانتها من خلال نظام SmartThings البيئي، الذي يسمح بالتكامل السلس للأجهزة والأجهزة المتعددة".
وتعمل اتجاهات الذكاء الاصطناعي على تحويل قطاع الأجهزة المنزلية بسرعة، حيث تقود شركات مثل سامسونج عملية دمج الميزات الذكية في الأجهزة المنزلية اليومية. وقال ناكيبوجلو: "تأتي ثلاجاتنا الذكية الآن مزودة بتقنية AI Vision Inside التي يمكنها تحديد وتتبع المواد الغذائية، بينما تعمل AI Family Hub+ كمركز قيادة مركزي لجميع الأنشطة المتعلقة بالطعام. يتجاوز التكامل الأتمتة الأساسية - يمكن لغسالاتنا التي تعمل بالذكاء الاصطناعي الآن اتخاذ قرارات معقدة حول دورات الغسيل بناءً على أنواع الأقمشة وأحجام الحمولة". وأضاف: "نشهد أيضًا تحولًا أساسيًا من الأجهزة المستقلة إلى أنظمة التعلم المترابطة مثل SmartThings التي تتكيف مع تفضيلات المستخدم وتتوقع احتياجات الأسرة، وكل ذلك يتم تقديمه عبر تطبيقات الهاتف المحمول سهلة الاستخدام والتي تربط بين أجهزة متعددة وتنسق بينها بسهولة".
لقد أصبحت الذكاء الاصطناعي قوة فعّالة للاستدامة في الأجهزة المنزلية من خلال تغيير طريقة استهلاكنا للطاقة وصيانتنا لأجهزتنا بشكل جذري. وقال ناكيبوجلو: "تمكن التكنولوجيا من إدارة الطاقة الذكية من خلال ميزات تعمل تلقائيًا على تحسين أنماط الاستهلاك وتنشيط أوضاع توفير الطاقة في الأوقات المثلى. على سبيل المثال، تكتشف وظيفة "Save Energy While Away" من سامسونج بذكاء متى تكون المنازل فارغة وتحث السكان على ضبط إعدادات الأجهزة وفقًا لذلك".
وفي الوقت نفسه، تراقب الثلاجات الذكية شدة التبريد وتضبطها بناءً على أنماط الاستخدام الفعلية. وقال ناكيبوجلو: "بالإضافة إلى توفير الطاقة، تعمل الذكاء الاصطناعي على إطالة عمر الأجهزة من خلال الصيانة التنبؤية، مما يقلل من النفايات الناتجة عن الاستبدال المبكر. ولا تعمل هذه التحسينات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي على خفض فواتير الطاقة فحسب، بل تساهم أيضًا في تقليل البصمة الكربونية الإجمالية للأسر".
ويشير مستقبل الأجهزة المنزلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى بيئة منزلية أكثر تكاملاً وذكاءً. وقال ناكيبوجلو: "بحلول عام 2025، يمكننا أن نتوقع رؤية قدرات الذكاء الاصطناعي مدمجة بعمق في الأجهزة اليومية، مما يوفر مستويات غير مسبوقة من التخصيص والأتمتة. إن دمج الذكاء الاصطناعي مع التقنيات الناشئة مثل 5G سيعزز اتصال الأجهزة ووظائفها، في حين أن الميزات المتقدمة مثل عرض الخريطة ثلاثية الأبعاد ستحدث ثورة في كيفية مراقبة بيئات منازلنا والتحكم فيها".
وقال ناكيبوجلو إن هذه التطورات تتوافق مع مبادرات المدن الذكية الأوسع نطاقًا، لا سيما في أسواق مثل الإمارات العربية المتحدة، مما يشير إلى مستقبل تساهم فيه المنازل الذكية الفردية في شبكات ذكاء حضري أكبر. وأضاف: "سيزداد تركيز الصناعة على الاستدامة وكفاءة الطاقة، مع لعب الذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا في إدارة استهلاك الموارد والتأثير البيئي".