كاليان كومار 
التكنولوجيا

الحوسبة الكمومية تعزز مكانة الإمارات التكنولوجية عالمياً

تتيح الحوسبة الكمومية للدول فرصة إعادة تشكيل استكشاف النفط.

سومشانكار بانديوبادياي

أكد مسؤول كبير أن تبني الحوسبة الكمومية من شأنه أن يعزز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كرائدة عالمية في مجال التكنولوجيا والابتكار. ويتماشى هذا التوجه بشكل مثالي مع رؤية "نحن دولة الإمارات العربية المتحدة 2031" الرامية إلى تحويل الدولة إلى مركز اقتصادي وتكنولوجي عالمي رائد.

وفي مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز"، صرح "كاليان كومار"، رئيس مكتب المنتجات في شركة "إتش سي إل سوفتوير"، قائلاً: "تتضمن الفرص المتاحة تحسين إمدادات النفط، وصقل الاستخبارات الوطنية، وتعزيز الأمن الوطني في المستقبل، والتنويع في الصناعات الناشئة".

لطالما كانت صناعات النفط والبتروكيماويات من ركائز اقتصادات الشرق الأوسط. واليوم، تتيح الحوسبة الكمومية، بقدراتها الهائلة على إحداث ثورة في تحليل البيانات، فرصة ذهبية للدول لإعادة صياغة استكشاف النفط، وتحسين تخصيص الموارد، وخفض التكاليف التشغيلية، وتعزيز الإيرادات. وقال "كومار": "يمكن للحوسبة الكمومية أيضاً أن تساعد دول الخليج في تقييم وتعظيم إمكانات الطاقة المتجددة، في ظل سعي المنطقة للقيام بدورها في مواجهة تغير المناخ".

من تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي إلى تطوير حلول الأمن السيبراني المتقدمة، تمتلك الحوسبة الكمومية القدرة على دفع عجلة اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة من جوانب متعددة. ويُعدّ الاستثمار في هذه التقنية أمراً بالغ الأهمية للبقاء في طليعة الجهود الرامية إلى مواجهة التهديدات الأمنية المحتملة التي تواجه البلوك تشين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لقدرة الحوسبة الكمومية على إجراء تحليلات سريعة واسعة النطاق أن تُحسّن العرض والطلب، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة. وأضاف "كومار": "يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تُرسّخ مكانتها كرائدة في مجال التكنولوجيا الكمومية من خلال الاستثمار في البحث العلمي، وتعزيز نظام بيئي قوي جاذب للمواهب، والتعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية الرائدة."

وأوضح "كومار" أن دمج الحوسبة الكمومية في تطوير الذكاء الاصطناعي قادر على تجاوز بعض القيود التقليدية التي تفرضها الهندسة المعمارية الحالية لوحدات المعالجة المركزية ووحدات معالجة الرسومات.

واستطرد قائلاً: "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تصميم خوارزميات كمية أكثر كفاءة، ويحسّن من أدائها، ويحدد تطبيقات جديدة، وبالتالي يسرّع من تقدم الحوسبة الكمومية. كما يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تعزز أساليب تصحيح الأخطاء الكمية، وتحسّن موثوقية واستقرار الأنظمة الكمية، وهو أمر بالغ الأهمية للتطبيقات العملية. وإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تصميم وتحسين الأجهزة الكمية، مما يساعد في تحسين أوقات تماسك البت الكمومي والأداء العام للنظام".

وبما أن الحواسيب الكمومية تولد كميات كبيرة من البيانات المعقدة، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهل تحليل وتفسير هذه البيانات، مما يتيح استخلاص رؤى قيمة بسهولة أكبر. وقال "كومار": "إن دمج الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية يمكن أن يؤدي إلى إنشاء أنظمة هجينة تستفيد من نقاط القوة في كلتا التقنيتين، مما يعزز القدرات في مجالات مثل التحسين والتعلم الآلي والمحاكاة".

كما شدد "كومار" أيضاً على أن اندماج الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي يبشر بثورة حقيقية في عالم تكنولوجيا المعلومات، قائلاً: "مع أننا ما زلنا في المراحل الأولى من هذا التقارب التكنولوجي، إلا أن الفوائد المحتملة هائلة. ويتمثل بعضها في تعزيز القوة الحسابية، وتعزيز التحسين، وتحليل البيانات بصورة أفضل، وتعزيز الأمان".

شهدت السنوات القليلة الماضية تحقيق خطوات كبيرة في سبيل تسريع قابلية استخدام الحاسوب الكمومي. وتوجد حالياً أنظمة كمومية من شركات مثل "دي ويف" (D-Wave) و"آي بي ام" (IBM) وغيرها، جاهزة للاستخدام في حالات محددة. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن تطوير حاسوب كمومي كامل الوظائف ومُصحح للأخطاء، قادر على التفوق على الحواسيب الكلاسيكية في التطبيقات العملية، لا يزال يتطلب بضع سنوات.

وتخطط دولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير منظومة متكاملة من تكنولوجيا الكم، تشمل: الحواسيب الكمومية نفسها، والخوارزميات التي تعمل عليها، وبرمجيات "الوسيط" التي تربط بينهما. وقال "كومار": "تهدف أبوظبي بالفعل إلى بناء شرائح كمية بسيطة، قبل الانطلاق في بناء حاسوب كمي كامل".

تتمتع الحوسبة الكمومية بالقدرة على إحداث ثورة في مجال الأمن السيبراني من خلال تحسين الاتصالات الآمنة باستخدام التشفير المتقدم. ومع ذلك، فإنها تشكّل تحدياً لأساليب التشفير الحالية، مما يجعل الاستعداد لعصر الكم أمراً حيوياً لحماية البيانات من المخاطر الجديدة. وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة بقوة في سباق تطوير الحوسبة الكمومية والتشفير الكمي من خلال مركز أبحاث الكم ومعاهد الإمارات العربية المتحدة العاملة في هذا المجال. وفي سبتمبر 2023، نجح معهد ابتكار التكنولوجيا في تطوير مقاييس للتشفير لتقييم أمان مخططات التشفير بعد الكم.

يُعدّ الحاسوب الكمومي بمثابة بوابة لفهم وتسخير الظواهر الغامضة لميكانيك الكم، مما يبشّر بقفزات هائلة في قوة المعالجة. وفي هذا السياق، قال "كومار": "من محاكاة نماذج المناخ المعقدة وتسريع عمليات اكتشاف الأدوية إلى تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي الأكثر قوة، من المؤكد أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية ستؤثّر على الجماهير في المستقبل القريب".

وفي حين أن الحواسيب الكمومية تمتلك القدرة على إحداث ثورة في مختلف الصناعات وتعزيز الابتكار العالمي، فمن الضروري أيضاً التحلي بالواقعية وإدراك أننا ما زلنا في المراحل الأولى من تطوير هذه التكنولوجيا. وقال "كومار": "إن معالجة التحديات المتعلقة بجودة الأجهزة والبرمجيات الكمومية، ونقص المواهب، والاعتبارات الأخلاقية، وغيرها، تُعدّ خطوة أساسية لتبني الحوسبة الكمومية على نطاق واسع. ومع استمرار تقدم التكنولوجيا، يمكننا أن نتوقع ظهور تطبيقات جديدة للحوسبة الكمومية في مختلف الصناعات، مما سيؤثر بشكل كبير على المجتمع والاقتصاد".

مواطنون ينقذون 3 شبان من الغرق على شاطئ رأس الخيمة

تخصص أكاديمي جديد في العقارات للطلاب الإماراتيين قريباً

"نيمار" يقتني شقة فاخرة في دبي بـ200 مليون درهم

تحديثات ضريبية في الإمارات تعزز الشفافية وتسهل الإجراءات

ضبط 1780 دراجة وسكوتر مخالف في دبي