حذرت رسالة إلكترونية من الإنتربول في أميركا السلطات في دبي من منشور على وسائل التواصل الاجتماعي حول أدوية منتهية الصلاحية مصنفة على أنها "انتحار". أثار هذا المنشور، الذي نشرته طفلة على سناب شات، مخاوف فورية بشأن سلامة الطفلة واحتمال وقوع حوادث مماثلة بين أقرانه.
وقال الرائد الدكتور علي محمد المطروشي مدير إدارة حماية الطفل والمرأة في شرطة دبي خلال منتدى خط نجدة الطفل الذي عقد يوم الثلاثاء: "عندما تلقينا التنبيه، علمنا أنه يتعين علينا التحرك بسرعة. تم تتبع عنوان IP الخاص بالحساب إلى دبي، وكانت العواقب وخيمة". ونسقت إدارة حماية الطفل والمرأة مع الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لتحديد الحساب بسرعة.
وتواصلت السلطات مع الأسرة للتأكد من سلامة الطفلة وتسهيل اللقاء. وخلص تقييم نفسي شامل إلى أن الطفلة لم تظهر أي ميول انتحارية؛ بل إنها نشرت الصور على سبيل المزاح المضلل بين الأصدقاء. وعلق الدكتور المطروشي قائلاً: "كان من الضروري التعامل مع الموقف بعناية، وضمان سلامة الطفلة مع معالجة القضايا الأساسية".
وأكد على الحاجة إلى تحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة السلوكيات عبر الإنترنت التي قد تعرض سلامة الأطفال للخطر. وأشار إلى أن "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحديد السلوكيات الضارة وتسهيل التدخل المبكر".
واجتمعت منظمات حماية الطفل الدولية معًا للبحث في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لحماية الطفل بشكل أفضل. وقال "باتريك كرينس"، المدير التنفيذي لـ Child Helpline International لصحيفة خليج تايمز : "الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية لجمع البيانات وتحليلها، ويمكنه جمع المعلومات لتوجيه الطفل إلى المكان الذي قد يحتاج فيه إلى المساعدة أو التدخل".
وأشار إلى أننا نتعاون مع شركة تكنولوجيا لتطوير برنامج يساعد المستشارين أثناء المكالمات، ويزودهم بالمطالبات والسيناريوهات للتواصل بشكل أفضل مع الأطفال المحتاجين.
ومع ذلك، وبينما كان يؤيد استخدام الذكاء الاصطناعي، أكد أنه في حين يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز عملية تقديم الدعم، فإنه لا يمكن أن يحل محل المستشارين البشريين. وقال: "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد جهودنا بشكل كبير، لكن اللمسة الإنسانية تظل لا يمكن الاستغناء عنها في توفير الرعاية والتعاطف الذي يحتاجه الأطفال".
وناقشت موزة الشومي، نائب رئيس جمعية حماية الطفولة، أيضًا إمكانات الذكاء الاصطناعي في دعم التواصل مع الأطفال المعرضين للخطر، وأوضحت: "من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحديد الأطفال المعرضين للخطر دون الحاجة إلى طلب المساعدة".
واستشهدت بحالات حيث يمكن للظروف العائلية، مثل سجن أحد الوالدين أو المشكلات النفسية، أن تؤثر على استقرار الطفل. "يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الملفات العائلية وتنبيهنا إلى الأطفال الذين قد يحتاجون إلى المساعدة، مثل أولئك الذين يعاني آباؤهم من الإدمان أو مشاكل الصحة العقلية".
واختتمت الندوة بدعوات إلى فرض قواعد أكثر صرامة على استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي وزيادة المبادرات التعليمية حول المخاطر المرتبطة بمشاركة المحتوى الحساس عبر الإنترنت. وأضافت الدكتورة المطروشي: "هذه المبادرات ضرورية لحماية الأطفال في عالمنا الرقمي المتزايد".
وفي النهاية، حذر من المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على الأطفال، بما في ذلك انتشار الكراهية والصور النمطية، والتهديدات للخصوصية، والتعرض لمحتوى غير لائق، والعزلة الاجتماعية. وحذر قائلاً: "يجب أن نفكر في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على الرفاهة الاجتماعية للأطفال".