توقع خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، في كلمته الافتتاحية لمنتدى دبي للمستقبل يوم الثلاثاء، أن يشهد العام المقبل زرع شريحة كمبيوتر في دماغ شخص سليم.
وقال بلهول: "ما كان يبدو خيالاً علمياً سيصبح حقيقة واقعة، فهو يفتح إمكانيات لم نكن نحلم بها من قبل، مثل تحسين الذاكرة والتركيز، وحتى التفاعل مع التكنولوجيا من خلال التفكير فقط".
وأشار إلى أنّ شركة "نيورالينك" التابعة لإيلون ماسك قد زرعت بالفعل شرائح دماغية في مريضين يُعانيان من إصابات في النخاع الشوكي، مُتوقعاً أن تُجرّب هذه الشرائح قريباً على أشخاص أصحاء. وأضاف: "ستُعيد هذه الخطوة المتقدمة تعريف التواصل".
ومع ذلك، أكّد بلهول أنّ هذا الأمر يثير تساؤلات عميقة، قائلاً: "لطالما كانت عمليات زرع الشريحة في الدماغ موضوعاً مثيراً للجدل. ماذا يعني طمس الخط الفاصل بين الإنسان والآلة؟ هل يُعيد هذا تعريف معنى أن تكون إنساناً؟"
ويعد منتدى المستقبل أكبر تجمع للمستقبليين في العالم، وسيشهد مشاركة أكثر من 2500 ممثل من أكثر من 100 دولة لمناقشة العديد من الموضوعات المستقبلية بما في ذلك مفهوم الوقت والعمل الخيري والرعاية الصحية وطول العمر. سيعود المنتدى في نسخته الثالثة، وسيقام على مدى يومين في متحف المستقبل.
تحدّث بلهول في خطابه عن سبعة تغييرات يتوقع حدوثها في العالم خلال العام المقبل، منها قيام إحدى الشركات من قائمة "فورتشن 500" بتعيين أول عضو في مجلس إدارتها من الذكاء الاصطناعي. وقال: "لقد أصبح الذكاء الاصطناعي قادراً على إنجاز مهام مذهلة، مثل تشخيص الأمراض، وقيادة السيارات، والتنبؤ بالاتجاهات المالية، وحتى إبداع الفنون. كما شهدنا تولي الذكاء الاصطناعي أدواراً تنفيذية، فعلى سبيل المثال، تم في العام الماضي تعيين أول رئيس تنفيذي روبوت كقائد لشركة ليديرها بدقة تعتمد على البيانات".
وتابع قائلاً: "أتوقع أن تضم إحدى شركات فورتشن 500 أول عضو في مجلس إدارتها من الذكاء الاصطناعي في العام المقبل. وهذا من شأنه أن يجبرنا على إعادة التفكير في معنى القيادة في الواقع. فهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمتلك الرؤية والهدف؟ أم أنه سيعمل ببساطة على تحسين الكفاءة؟"
في السنوات الأخيرة، تم استخدام التكنولوجيا في عدد كبير من المجالات، بما في ذلك الرعاية الصحية.
وأوضح بلهول أن بنوك الجينوم العالمية قد تصل قريباً إلى مليون عينة، مشيراً إلى أن بنوك الجينوم في الإمارات والمملكة المتحدة تمتلك بالفعل أكثر من نصف مليون عينة.
وقال: "هذا يعني أننا ندخل حقبة جديدة تصبح فيها الرعاية الصحية مخصصة فعلاً، حيث يمكننا توقع بعض الأمراض ومنعها قبل ظهورها. ولكن هذا يثير أيضاً أسئلة عميقة حول كيفية استخدام هذه المعرفة بشكل مسؤول. لن يكون هذا الإنجاز الذي يبلغ مليوناً مجرد إنجاز علمي، بل سيكون بمثابة بوابة لإعادة تشكيل نهجنا تجاه الصحة وتحديد وحماية الإنسان".