أظهر استطلاع للرأي في دولة الإمارات العربية المتحدة أن أكثر من نصف المشاركين يعتزمون الانتقال إلى السيارات الهجينة عند شراء سياراتهم المقبلة، في حين أن أقل من 15% يخططون للانتقال إلى السيارات الكهربائية بالكامل.
وتظهر دراسة أجرتها شركة "أرثر دي ليتل" (ADL) أن أهمية امتلاك سيارة في دولة الإمارات تتزايد بشكل ملحوظ، حيث تفوق هذه الأهمية أي منطقة رئيسية أخرى على مستوى العالم، بما في ذلك الصين.
وتقدم النسخة الرابعة من تقرير "مستقبل التنقل في صناعة السيارات" تحليلاً شاملاً للاتجاهات الحالية والمستقبلية في صناعة السيارات. ويتناول التقرير موضوع ملكية السيارات والسيارات الكهربائية والقيادة الذاتية والخدمات الجديدة للتنقل داخل الإمارات.
وكشفت الدراسة التي شملت آراء أكثر من 16,000 مشارك من 25 دولة، أن حوالي 80% من المشاركين في الإمارات أبدوا اهتماماً بشراء سيارات جديدة (بدلاً من المستعملة)، وهو ما يتفوق على السوقين الأوروبي والأمريكي اللذين يمتلكان أسواق سيارات مستعملة كبيرة.
وقال "آلان مارتينوفيتش"، الشريك ورئيس قسم السيارات في منطقة الشرق الأوسط والهند في "آرثر دي ليتل": "تعد الإمارات في طليعة الابتكار في مجال السيارات واستعداد المستهلكين للحلول الجديدة في مجال التنقل."
وأضاف: تسلط نتائجنا الضوء على الاهتمام الكبير في الإمارات بالانتقال إلى السيارات الكهربائية، والمواقف الإيجابية تجاه تقنيات القيادة الذاتية، والميول القوية نحو المعاملات الرقمية في عمليات شراء السيارات. تعتبر هذه الرؤى حاسمة لمصنعي السيارات وصناع السياسات الذين يتنقلون في سوق السيارات المتطورة في الإمارات".
في الوقت الذي يمتلك فيه عدد كبير من المشاركين في الإمارات سيارات بمحرك احتراق داخلي، يعتزم أكثر من نصفهم أن تكون مركبتهم التالية مزودة بمحرك بديل، مع اهتمام كبير بالخيارات الكهربائية والهجينة. وفقاً للدراسة، فإن أقل من 15% منهم يخططون لاختيار السيارات الكهربائية بالكامل.
وتعد خدمات طلب السيارات عبر تطبيقات الهاتف المحمول الأكثر شعبية بين سكان الإمارات، مع معدلات استخدام أعلى من مشاركة السيارات التقليدية ومشاركة الرحلات. وتظهر الدراسة وجود انفتاح قوي للتغيير إلى وسائل النقل البديلة نظراً للجودة ومستويات الخدمة المتاحة اليوم.
وبحسب الدراسة، يُعتبر المستهلكون في الإمارات من بين الأكثر انفتاحاً على مستوى العالم لتبني السيارات ذاتية القيادة. حيث ارتفعت المواقف الإيجابية تجاه هذه التكنولوجيا من 32% في السنوات السابقة إلى 60% هذا العام، بينما تبلغ النسبة في الأسواق الناضجة حوالي 30%. "تظل المخاوف المتعلقة بالسلامة، سواء تلك المرتبطة بالبشر أو بالآلات، العقبات الرئيسية التي تعوق التبني الواسع للسيارات ذاتية القيادة."
وقال "فيليب سيدل"، مدير شركة "آرثر دي ليتل" والمؤلف المشارك للدراسة: "تؤكد دراستنا الفرص السوقية الواعدة لمصنعي وموزعي السيارات في الإمارات العربية المتحدة. يُظهر المستهلكون في الإمارات إقبالاً كبيراً ومتزايداً للسيارات، وهم من بين الأكثر تطلباً عالمياً عندما يتعلق الأمر بأحدث تقنيات المركبات وتجربة الشراء والخدمة السلسة".
وجدت الدراسة أن سكان الإمارات يعتمدون بشكل كبير على الإنترنت طوال عملية شراء السيارة، بدءاً من العثور على السيارة المناسبة إلى ترتيب تجارب القيادة وإتمام الصفقات. يزور المشترون في الإمارات صالات العرض بمعدل 3.9 مرات قبل اتخاذ قرار الشراء، وهو أعلى من أي منطقة أخرى في العالم، مما يبرز الحاجة إلى دمج فعّال بين التجارب عبر الإنترنت وخارجها.
وبحسب الدراسة، يفضل أكثر من 53% من المشاركين في المنطقة إتمام عملية شراء سيارتهم عبر الإنترنت، مما يجعل هذه النسبة الأعلى على مستوى العالم. كما تعتبر الاستدامة عاملاً رئيسياً أشار إليه المستهلكون في الإمارات العربية المتحدة كعنصر مؤثر في اختيار السيارة. وقد حصلت الإمارات على مرتبة متقدمة بين النصف الأعلى من المناطق، مما يبرز التزامها بالقضايا البيئية.