من المتوقع أن يشهد سوق الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نشاطاً قوياً في الفترة المتبقية من عام 2024، حيث تعتزم 16 شركة خاصة وسبعة صناديق من مختلف القطاعات إدراج أسهمها في البورصات الإقليمية.
وبعد النصف الأول القوي الذي قادته الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ستتسارع الاكتتابات العامة الأولية القادمة بفضل جهود الخصخصة المستمرة في المنطقة وزيادة السيولة وانتعاش الاقتصاد والمؤشرات الإيجابية في الأسواق، وفقاً لما يقوله خبراء المجال.
وشهد النصف الأول من عام 2024 زيادة بنسبة 45.3% في عدد الاكتتابات العامة الأولية، حيث جمعت 2.64 مليار دولار.
وأشار تقرير لشركة "إرنست آند يونج" حول نشاط الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أنه من بين 16 شركة تنوي إدراج أسهمها في الأشهر المقبلة، هناك 14 شركة في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك شركة "الرياض المالية" وشركة "يونايتد إنترناشيونال القابضة" وشركة "المطاحن العربية" للمنتجات الغذائية. كما حصلت شركة واحدة في الإمارات العربية المتحدة على الموافقة للإدراج، بالإضافة إلى شركة "جوباص" في مصر، وفقاً لتقرير "إرنست آند يونج".
وقال جريجوري هيوز، رئيس قسم الاكتتابات العامة الأولية لدى شركة "إرنست آند يونج" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "لا يزال هناك تركيز مستمر على التنويع الاقتصادي بعيداً عن النفط والغاز، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نتائج في قطاعات متنوعة بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والسلع الاستهلاكية والخدمات المهنية. ومع دخولنا مرحلة انخفاض أسعار الفائدة واستمرارنا في مشاهدة انتخابات كبرى في جميع أنحاء العالم، سنراقب باهتمام التأثير اللاحق على الأسواق الإقليمية ونشاط الاكتتابات العامة الأولية".
وأضاف أن سوق الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يزال يقوده السوق السعودي والإماراتي، حيث رحبت بورصة الكويت بأول إدراج لها منذ عام 2019.
وشهد الربع الثاني من هذا العام إدراج شركة مستشفى الدكتور سليمان عبد القادر فقيه في السوق الرئيسية بالمملكة العربية السعودية، حيث جمعت 764 مليون دولار، أي 29% من عائدات الاكتتاب العام الأولي في المنطقة خلال هذا الربع السنوي، تلا ذلك إدراج شركة ألف للاستشارات التعليمية في سوق أبوظبي للأوراق المالية، والتي ساهمت بنسبة 19.5% أو 515 مليون دولار. كما أدى إدراج شركة سبينيس 1961 القابضة، وهي شركة عائلية، في سوق دبي المالي إلى جمع 375 مليون دولار.
وشكلت شركة ألف للاستشارات التعليمية وشركة سبينيس 1961 القابضة ما نسبته 33.8% من إجمالي عائدات المنطقة خلال هذا الربع.
جمعت الاكتتابات العامة الأولية في السعودية 1.6 مليار دولار خلال هذا الربع، حيث جمعت الشركة السعودية لحلول القوى البشرية ثاني أكبر مبلغ في المملكة، وجاءت شركة رسن لتقنية المعلومات في المركز الثالث بمبلغ 224 مليون دولار.
وشهدت بورصة الكويت أول إدراج لها منذ الربع الرابع من عام 2019، مع إدراج مجموعة البيوت الاستثمارية القابضة التي جمعت 147 مليون دولار.
وقالت شركة "إرنست آند يونج": "إن زيادة السيولة المدفوعة بارتفاع أسعار النفط وانتعاش الاقتصاد والمؤشرات الإيجابية في السوق، أبقت نشاط الاكتتاب العام الأولي في المنطقة قوياً مع وجود خط قوي للاكتتابات للنصف الثاني من عام 2024".
وقد أظهرت ثمانية من أصل 14 اكتتاباً عاماً أولياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مدرجة في الربع الثاني من عام 2024 عوائد إيجابية اعتباراً من سعر السهم في 30 يونيو 2024 مقارنة بسعر طرحها العام الأولي، حيث حققت شركة مياهنا أعلى مكسب بنسبة 90.4%.
أظهرت البورصات في جميع أنحاء المنطقة أداءً متبايناً. وقد أنهى مؤشر MSCI للأسواق الناشئة الربع الثاني من عام 2024 بزيادة قدرها 4.2%، مما جعله السوق الأفضل أداءً في دول مجلس التعاون الخليجي، يليه ارتفاع بنسبة 1.0% في المؤشر العام لبورصة قطر.
وعلى مستوى العالم، تراجع نشاط الاكتتابات العامة الأولية مقارنة بالربع الثاني من عام 2023، بنسبة 15% من 317 إلى 271 اكتتاباً، فيما انخفضت العائدات بنسبة 31%. وأظهرت البيانات أن شركات منطقة دول مجلس التعاون الخليجي جمعت ما مجموعه 10.79 مليار دولار من الاكتتابات العامة الأولية العام الماضي.
وبحسب وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، فإن بيع حصص الأقلية من قبل الهيئات المرتبطة بالحكومة وإنشاء صناديق الاكتتاب العام من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى تسريع عدد الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة هذا العام.