في الوقت الذي تعج فيه ردهات الفنادق بالنشاط وتشع بخدمات الإستقبال والإرشاد وتُعد برامج الرحلات الشخصية بسرعة البرق، تتجه الفنادق في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لتلبية متطلبات جيل جديد من المسافرين، هؤلاء الذين يتمتعون بمهارات تكنولوجية عالية ويهتمون بالاستدامة ويتطلعون إلى تجارب أصيلة.
لم يعد الأسلوب التقليدي الموحد مقبولاً في عالم السفر الفاخر اليوم. فقد أصبح المسافرون يبحثون عن أكثر من مجرد الرفاهية، إنهم يتطلعون إلى خوض تجارب مخصصة ومصممة وفقاً لأسلوب حياتهم وتفضيلاتهم. سواء كان ذلك من حيث اختيار نوع الوسادة المفضل قبل الوصول أو إعداد خطة وجبات تناسب احتياجاتهم الغذائية، فإن الفنادق ترتقي بخدماتها إلى مستويات جديدة من التخصيص.
ويقول "جيه إس أناند"، الرئيس التنفيذي لشركة "ليفا هوتيلز": "لقد تغير مفهوم مجال الفنادق الذي كنا نعرفه، إذ تطور إلى مجال تجربة العملاء. حيث لم يعد توفير تجربة عملاء استثنائية ترفاً ولكنه أمر ضروري. اليوم، تتجاوز الرفاهية الأروقة الفخمة والاستقبال المحفوف والغرف الحديثة. يتعلق الأمر بضمان أن تعكس كل تفاصيل الإقامة شخصية الضيف الفريدة. وأضاف "أناند": بفضل الذكاء الاصطناعي والبيانات، بات بإمكاننا الآن توقع تفضيلات الضيوف حتى قبل وصولهم. لم يعد الأمر يتعلق بالراحة فقط، بل بخلق تجربة لا تُنسى".
التكنولوجيا في الرفاهية
وأصبح التحكم الصوتي في الغرف، والإضاءة الذكية، والجولات باستخدام الواقع المعزز ميزات أساسية في الفنادق الراقية. كما توفر تقنية الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) للضيوف فرصة لاستكشاف المساحات الفندقية والمعالم المحلية قبل الحجز، مما يضيف طبقة إضافية من الإثارة إلى عملية التخطيط. الخدمات الرقمية المدعومة برموز "كيو ار" (QR) تحول طريقة تفاعل الضيوف مع محيطهم، مما يجعل الراحة في متناول أيديهم. يقول "أناند": "تسمح لنا التكنولوجيا بتوقع احتياجات الضيف بشكل لم يسبق له مثيل. يمكن للضيوف اختيار كل شيء من درجة حرارة الغرفة إلى الرائحة المفضلة في جناحهم. يتعلق الأمر بالجمع بين الراحة والإبداع بطريقة سلسة".
الاستدامة في كل التفاصيل
ولكن التكنولوجيا ليست الشيء الوحيد المهم. فقد أصبحت الاستدامة أيضاً مركزاً للاهتمام، حيث يتوقع المسافرون الآن خيارات صديقة للبيئة حتى في أكثر الأماكن فخامة. وتتجه الفنادق في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بشكل متزايد إلى الطاقة المتجددة واستراتيجيات الحد من النفايات وتناول الطعام من المزرعة إلى المائدة لتلبية توقعات الضيوف المهتمين بالبيئة. ويوضح "أناند": "في ليفا، شهدنا تحولاً حقيقياً في كيفية تقدير ضيوفنا للاستدامة. بدءاً من التصاميم الموفرة للطاقة إلى الحصول على المنتجات المحلية، نعمل على ضمان أن يعكس كل جانب من جوانب الإقامة التزاماً بالبيئة".
سواء كان الأمر يتعلق بالحفاظ على المياه أو تقليل البصمات الكربونية، لم تعد الرفاهية تعني الإفراط، بل تعني التصميم المدروس والمستدام الذي يتناغم مع المسافرين الذين يهتمون بتأثيرها.
دمج الثقافة مع الراحة
لقد أصبح الانغماس الثقافي محوراً رئيسياً آخراً للفنادق في مختلف أنحاء المنطقة. فمن العمارة التقليدية إلى القطع الفنية المحلية، تجد الفنادق الفاخرة طرقاً إبداعية للاحتفاء بالتراث المحلي مع تقديم أقصى درجات الراحة. لم يعد الضيوف يكتفون برؤية المعالم السياحية، إنهم يريدون تذوق ولمس وتجربة الثقافة مباشرة. يقول "أناند": "إدخال الثقافة المحلية إلى منشآتنا يضيف عمقاً للتجربة. سواء كان ذلك من خلال دروس الطهي مع الطهاة المحليين أو الجولات الإرشادية مع الخبراء، نريد من ضيوفنا أن يشعروا بالاتصال بالمنطقة".
تجارب لا تُنسى
تجاوزت الرفاهية الفاخرة الأبعاد التقليدية لوجبات الطعام ذات الخمس نجوم والأجنحة الراقية. يمكن لعشاق اللياقة البدنية الآن الانضمام إلى صالات الألعاب الرياضية الفاخرة وجلسات اليوغا على الأسطح وبرامج التدريب الشخصية، بينما يمكن لعشاق الطعام الاستمتاع بقوائم الطعام التي تجمع بين النكهات العالمية والمكونات المحلية، في بعض من أكثر الأماكن ابتكاراً في العالم.
من غرف الطعام تحت الماء إلى الحانات على الأسطح بإطلالات بانورامية على المدينة، تخلق الفنادق في الإمارات والمملكة العربية السعودية تجارب تترسخ في الذاكرة طويلاً. ومع تحول المنطقة بسرعة إلى مركز عالمي للسياحة الفاخرة، فإن هذه التجديدات بدأت للتو. يقول "أناند": "يبحث المسافرون اليوم عن شيء فريد وشخصي. يتعلق الأمر بتقديم تجربة تتجاوز المألوف".
بينما تستمر حدود الرفاهية في التوسع، تعيد الفنادق في الإمارات والمملكة العربية السعودية تعريف معنى السفر، مقدمةً تجارب تجمع بين الراحة المألوفة والإثارة الغير متوقعة.