حققت أسعار الذهب في دبي صباح اليوم الثلاثاء ارتفاعاً قياسياً جديداً، لتلامس بذلك آفاقاً غير مسبوقة، مدفوعة بزيادة الأسعار العالمية في ظلّ حالة عدم اليقين التي تُحيط بالانتخابات الأمريكية، وهو ما جعل المستثمرين يتشبّثون بالذهب الأصفر كملاذ آمن.
وفي تفاصيل الأسعار، سجّل سعر جرام الذهب عيار 24 قيراطاً ارتفاعاً ملحوظاً ليبلغ 333.5 درهماً صباح اليوم الثلاثاء، مقارنةً بـ 331.75 درهماً عند إغلاق الأسواق يوم أمس الاثنين. كما شهدت العيارات الأخرى ارتفاعاً مماثلاً، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 22 قيراطاً 308.75 درهماً، وعيار 21 قيراطاً 299.0 درهماً، فيما وصل سعر عيار 18 قيراطاً إلى 256.25 درهماً للجرام.
وجاءت هذه القفزة في الأسعار بالتزامن مع موسم الاحتفالات الهندية "ديوالي" و"دانتيراس"، حيث يقبل العديد من المتسوقين على اقتناء الذهب والمجوهرات المصنوعة من المعادن الثمينة.
وأشارت صحيفة "خليج تايمز" إلى التحوّل الملحوظ في توجهات المتسوقين نحو اقتناء المجوهرات المصنوعة من عيار 18 قيراطاً، والتي تُعدّ أسعارها معقولة في ظلّ الارتفاعات القياسية التي يشهدها سوق الذهب.
وقد بلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 2756.48 دولاراً للأوقية، مُسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.5% في تمام الساعة 9:15 صباحاً بتوقيت الإمارات العربية المتحدة.
وأشارت "رانيا جول"، كبيرة محللي السوق لدى "اكس اس دوت كوم" (XS.com)، إلى وجود ثبات قوي يواجه الذهب عند النطاق السعري 2720-2750 دولاراً للأوقية، حيث يسعى جاهداً لاكتساب الزخم اللازم لمتابعة الصعود، عاجزاً عن تجاوز منطقة العرض المحصورة بين 2748 و2750 دولاراً للأوقية.
وأضافت: "شكّل الإقبال المتزايد على الملاذات الآمنة، والذي يُعزى إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط والمخاوف المُتعلّقة بالانتخابات الأمريكية القادمة، عاملاً رئيسياً في دفع أسعار الذهب نحو الصعود. وتزامن ذلك مع تراجع طفيف لقيمة الدولار الأمريكي عن ذروته التي بلغها في يوليو الماضي، مما وفّر بعض الدعم للمعدن الأصفر، رغم وجود العديد من العوامل التي تُنذر باستمرار الضغط على أسعاره".
ولا تزال التوقعات المُتعلّقة بإمكانية خفض أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي تُشكّل مصدر قلق في السوق. يُضاف إلى ذلك المخاوف المتزايدة بشأن الإنفاق بالعجز في أعقاب الانتخابات الأمريكية، والتي تدفع بعوائد سندات الخزانة الأمريكية نحو الارتفاع.
واختتمت "جول" حديثها قائلة: "إن هذه العوامل مجتمعة، إلى جانب الإقبال على المخاطرة بشكل عام، تُؤثّر سلباً على جاذبية الذهب كملاذ آمن. كما أن هناك حالة من الترقّب تسيطر على المتداولين قبيل صدور البيانات الاقتصادية الرئيسية في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، والتي تتضمن قراءة الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وتقرير الوظائف غير الزراعية، مما يُفاقم حالة عدم اليقين السائدة في السوق."