حمدان العلي 
ألعاب

حكايات إماراتية: لعبة فيديو جديدة تعكس التراث الوطني

حمدان العلي: "هدفي تثقيف العالم حول التاريخ والثقافة الغنية للإمارات وفي الوقت نفسه ترفيه اللاعبين بطريقة مفيدة"

رقية القايدي

في عالم ألعاب الفيديو، يمكن لأي شخص أن يكون بطلاً؛ ابتكر مطور يبلغ من العمر 27 عاماً في دبي لعبة بطلها يرتدي الكندورة الإماراتية التقليدية.

أراد الملازم أول حمدان حامد العلي، الذي يعمل ضابطاً في شرطة دبي، أن يتعمق اللاعبون في ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال لعبته الإلكترونية "حكايات إماراتية".

وقال حمدان لصحيفة "خليج تايمز": "هدفي هو تثقيف العالم حول التاريخ والثقافة الغنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي الوقت نفسه ترفيه اللاعبين بطريقة مفيدة".

في لعبة الفيديو التي ابتكرها حمدان، يجسد بطل اللعبة - الذي يرتدي الكندورة (الزي الإماراتي التقليدي) والغترة - قصصاً من ماضي الإمارات العربية المتحدة ويقدمها في صيغة جذابة.

ومن خلال مغامرات البطل، يتعرف اللاعبون أيضاً على المزيد حول أسلوب الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدءاً من تاريخها ووصولاً إلى الأساطير.

مع التعليق الصوتي باللهجة الإماراتية العربية والترجمة إلى اللغة الإنجليزية، يمكن للجمهور العالمي الوصول إلى اللعبة مع الحفاظ على جذوره في التقاليد المحلية.

قوة الألعاب

في إطار شغفه بواجباته الشرطية، عمل حمدان على تطوير ألعاب فيديو تهدف إلى الترفيه والتثقيف.

وقال الضابط الإماراتي الذي يكمل أيضاً دراسته للدكتوراه في الذكاء الاصطناعي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: "لقد كنت مهتماً بألعاب الفيديو منذ أن كنت طفلاً".

"لم تكن مجرد ترفيه بالنسبة لي، بل كانت بمثابة بوابات إلى عوالم أخرى".

كان عمره 14 عاماً عندما أدرك أنه يمكنه إنشاء ألعابه الخاصة، مما أثار "الشغف" الذي شكل مسيرته المهنية.

ملازم أول حمدان حامد العلي

تشكل "حكايات إماراتية" خطوة مهمة في مسيرة حمدان ولكنها لم تكن لعبة الفيديو الأولى له.

في عام 2015، ابتكر لعبة الفيديو مريم ، التي تهدف إلى رفع الوعي حول التنمر. وقد ألهمه نجاح المشروع على الاستمرار وتصميم المزيد من الألعاب.

وقال "إن مشاركة هذه الفكرة مع الأطفال ورؤية مدى تأثيرها عليهم كانت نقطة تحول".

رأى حمدان أن ألعاب الفيديو تتمتع بإمكانات هائلة لإحداث تأثير إيجابي على المجتمع.

وأضاف أن "ألعاب الفيديو ليست للترفيه فقط، بل يمكنها أن تعلم وتلهم وتشفي".

"أريد أن أصنع ألعاباً تساعد الأطفال على التعلم وتحسين مهاراتهم وتعزيز رفاهيتهم."

"تشاتي تشيك"

بعد إصدار لعبة "حكايات إماراتية" على منصة ستيم للألعاب، تلقى حمدان ردود فعل إيجابية من اللاعبين في جميع أنحاء العالم. ويخطط في المستقبل لتحسين اللعبة وتوسيعها لتشمل المزيد من المنصات، بما في ذلك نظام التشغيل اي او اس.

وقال "أريد الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، والتأكد من تطور اللعبة واستمرارها في جذب انتباه اللاعبين".

لكن طموحاته لا تتوقف عند هذا الحد. ففي إطار بحثه للحصول على درجة الدكتوراه، يعمل حمدان أيضاً على تطوير لعبة فيديو جديدة، "تشاتي تشيك" ، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الأطفال الذين يعانون من اضطرابات لغوية.

وقال "إن إمكانات الذكاء الاصطناعي واللعب في مجال الرعاية الصحية هائلة. وأعتقد أننا على وشك ثورة في كيفية تشخيص وعلاج حالات مثل اضطرابات اللغة".

20 لعبة و العدد في تزايد

وعلى الرغم من نجاحه، إلا أن تطوير الألعاب لا يزال ليس بالأمر السهل، على حد قول حمدان.

قال حمدان "تطوير الألعاب هو مجال متعدد التخصصات يشمل البرمجة والفن والرسوم المتحركة والسرد القصصي. كأحد المطورين الفرديين، غالباً ما أقلل من تقدير الوقت الذي سيستغرقه المشروع. في بعض الأحيان، قد يستغرق آخر 10٪ من العمل ما يصل إلى 90٪ من الوقت".

قال حمدان "موازنة الطموح مع الواقعية هي تحدي آخر. فمثلاً 'إضافة ميزات جديدة مثل أوضاع اللاعبين المتعددين أو المستويات الإضافية هي أكثر تعقيداً مما تبدو عليه. فالأمر لا يقتصر على إضافة محتوى فقط؛ بل يتطلب إعادة النظر وإعادة بناء الأنظمة بالكامل، وهو ما يمكن أن يكون مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً".

طوال رحلته، تلقى حمدان دعماً كبيراً من عائلته وأصدقائه والمؤسسات الرئيسية.

وقال "لقد كنت محظوظاً بالحصول على دعم لا يصدق طوال رحلتي، فقد قدمت لي مؤسسات مثل وزارة التعليم ووزارة الثقافة فرصاً لعرض أعمالي".

نشر حمدان رسمياً حوالي 20 لعبة عبر منصات مختلفة، لكن أبرز مشاريعه تشمل "حكايات إماراتية"، التي نال من خلالها منحة البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع. وقد تم بالفعل عرض لعبة "تشاتي تشيك" في ورقة بحثية منشورة، بالإضافة إلى برامج تلفزيونية.

بالنسبة للشباب الذين يأملون في السير على خطاه، يقدم حمدان بعض النصائح القيمة: "ابدأ صغيراً. تطوير الألعاب متاح لأي شخص، بغض النظر عن خلفيتك. الأدوات المتاحة اليوم تجعل إنشاء لعبة أسهل من أي وقت مضى. لا تخف من التجربة قد لا تكون لعبتك الأولى مثالية، لكنها ستعلمك الكثير".

ويوصي بتجربة منصات مناسبة للمبتدئين مثل منصة كونستراكت 3، التي تسمح للمستخدمين بإنشاء ألعاب دون أي خبرة سابقة في البرمجة. ويقول: "بمجرد إنشاء اللعبة الأولى، ستكتشف كم هو مُرضٍ وممتع هذا المجال".

عجمان: ضبط عصابة آسيوية من 15 فرداً للاحتيال عبر الهاتف

شاب إماراتي ينتج ويعرض 22 نوعاً من العسل المميز

"رونالدو": جوائز "جلوب سوكر" بدبي أفضل من الكرة الذهبية

العين تسجل أدنى درجة حرارة في الإمارات بـ7.1 درجة مئوية

من العصيدة إلى الحلويات: المطبخ الإماراتي بلمسات عصرية