جوب مينكي (يمين) 
موسيقى

فنان هولندي واعد في دبي: الموسيقى قوة موحدة

يطلق "جويب مينكي"ألبوم موسيقي محلي عبارة عن تجميع مكون من 13 تسجيلاً يضم فنانين مشهورين عالمياً

سمية ميهتا

بما أن دبي مدينة شابة نسبياً، فهي تتنافس الآن على الساحة العالمية في كل ما يتعلق بالفنون والثقافة والطعام وأسلوب الحياة. ورغم أن السرد الثقافي لدبي لا يزال في طور البناء، إلا أنه بدأ بالفعل في التحرك. فالفنانون العالميون لم يقتصر حضورهم على زيارات عابرة فقط؛ بل أصبح العديد منهم يعتبرون المدينة الآن موطناً لهم.

على مر السنين، شهدنا مواهب محلية تكتسب زخماً كبيراً. ورغم أن المشهد الموسيقي لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يبدو واعداً. وتساعد المهرجانات مثل (سول دبي) Sole DXB وغيرها من الأحداث المحلية دبي على تحديد إيقاعها الخاص، مما يخلق مجتمعاً من محبي الموسيقى يتسم بالتنوع مثل المدينة نفسها.

يشكل إطلاق شركة (تسجيلات مويز) Moe's Records، أول شركة تسجيلات عالمية من إنتاج شركة (مويز اون ذا فيفث) Moe's On The 5th التي تتخذ من دبي مقراً لها، فصلاً مثيراً في هذا التطور. مع أول مجموعة من الأغاني بعنوان (مويز إن وينتر) Moe's In Winter، نظمت هذه الشركة المستقلة في دبي مجموعة رائعة من الأغاني قدمها نجوم عالميون مثل سيث تلوكسير ودينيس كروز وجوب مينكي، وهو إنجاز مهم يعكس تطور المشهد الثقافي في دبي.

تعاون الفنان الهولندي منكي، الذي اشتهر بمشاهده الصوتية العاطفية ونهجه الروحي في الموسيقى، مع شركة (تسجيلات مويز) "Moe's Records" لإنتاج ألبوم (مويز إن وينتر) "Moe's In Winter". وفي مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز" قبل إطلاق الألبوم، تحدث منكي والمنتج عن رحلته الشخصية ورؤيته للموسيقى، وكيف يُمثّل هذا المشروع مع الشركة التي مقرها دبي، تعاوناً عالمياً مهماً.

مقتطفات محررة من المقابلة:

س. كيف أثرت سنوات تكوينك على اهتماماتك المبكرة بالموسيقى؟

كانت الموسيقى دائماً جزءاً مهماً من حياتي. عندما كنت صغيراً، كنت أعزف في فرق موسيقية، وعندما كنت في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمري، بدأت في إنتاج الموسيقى الإلكترونية. في ذلك الوقت، كانت مجرد هواية. ولم أصبح أكثر جدية في إتمام مشاريعي إلا بعد أن بلغت العشرين. عندها بدأ كل شيء يتغير.

في ذلك الوقت، كنت أعمل ك دي جي بالفعل، لكن فقط مرة أو مرتين في الشهر ولم يكن ذلك في أماكن خاصة. ومع ذلك، كنت أحب ذلك كثيراً. ثم في عام 2018، حضرت مهرجان "أفريكا بيرن"، النسخة الأفريقية من مهرجان "بيرنينج مان"، وكانت تلك التجربة بمثابة نقطة تحول بالنسبة لي.

أتذكر بوضوح لحظة أثناء الحدث: كنت أعزف في الليل تحت سماء مرصعة بالنجوم في الصحراء الخلابة، وكان هناك 400 شخص يرقصون. كل شيء كان يسير بشكل رائع. في تلك اللحظة، أدركت أنني بحاجة لمتابعة مهنة في الموسيقى.

س . من هم أكبر المؤثرين عليك أثناء نشأتك، وكيف ساهموا في تشكيل صوتك كفنان؟

أستطيع أن أقول إن أكبر التأثيرات التي تركت أثراً علي كانت بلا شك من فنانين مثل (دافت بانك) Daft Punk و (جاستيس) Justice. أتذكر أنني سمعت موسيقاهما لأول مرة ــ كانت جديدة ومختلفة تماماً. وبما أنني كنت آتي من خلفية موسيقية في فرق الروك، التي كانت قد شكلتني بالفعل من الناحية الإبداعية، فإن تعرفي على الموسيقى الإلكترونية كان بمثابة نقطة تحول بالنسبة لي. لم يكن هذا مثل أي شيء مررت به من قبل.

في وقت لاحق، كان هناك فنان آخر ترك تأثيراً عميقاً عليّ وهو ديفيد أوغست. كان أسلوبه في سرد القصص، ليس فقط في الأغاني الفردية ولكن أيضاً عبر الألبومات الكاملة والعروض الحية، مميزاً للغاية. كانت مشاهدة أول عرض له في (بولير رووم) "Boiler Room" لحظة حاسمة بالنسبة لي. فكرت في نفسي، "واو، هذا هو بالضبط ما أرغب في خلقه".

س. كيف أثرت خلفيتك الثقافية وبيئتك على نهجك في إنتاج الموسيقى ورواية القصص؟

نشأت في أسرة مبدعة للغاية، حيث قضينا الكثير من الوقت في ممارسة أشكال مختلفة من الفن، مثل الرسم والطبخ وصناعة الأشياء، وبالطبع الموسيقى. كانت والدتي تعشق الموسيقى بشدة، وكانت مصدراً كبيراً للدعم والتشجيع بالنسبة لي.

كما لعبت الطبيعة دوراً مهماً في حياتي. عندما كنت طفلاً، كنت أقضي الكثير من الوقت في الهواء الطلق، ألعب وأستكشف الغابات، وظل هذا الارتباط بالطبيعة مهماً بالنسبة لي. وغالباً ما يظهر تأثيره في موسيقاي من خلال الأصوات الطبيعية العضوية مثل التسجيلات الميدانية للأنهار أو حفيف الأشجار.

كان السفر أحد أهم مصادر الإلهام بالنسبة لي. منذ صغري، كان والداي يصطحبانني لاستكشاف أماكن مختلفة في العالم، مما أثار في نفسي شغفاً لاكتشاف ثقافات جديدة. وكل رحلة كانت تمنحني إلهاماً جديداً، من أصوات وتجارب ووجهات نظر مختلفة، وهو ما أثرى موسيقاي.

س: تشتهر أعمالك بمؤثراتها الصوتية العاطفية المؤثرة. هل يمكنك أن تشرح لنا عملية الإبداع التي تتبعها عند صياغة مقطوعة موسيقية مثل (نايس تو ميت يوو) "Nice to Meet You"؟

أعتبر نفسي شخصاً عاطفياً جداً، وهذا العمق العاطفي هو ما يلهم إبداعي. طريقتي في العمل غير منظمة وغالباً ما تتدفق بشكل طبيعي. أفضل أفكاري تأتي عندما تتناغم كل الأشياء معاً - بعد رحلة، أو عندما تلهمني تجارب وثقافات جديدة، وحتى الروائح.

بالنسبة لأغنية (نايس تو ميت يوو) "Nice to Meet You"، أحضر صديقي بنيامين، الذي يغني ويعزف على البيانو في الأغنية، رسماً تقريبياً ترك صدى في ذهني على الفور.

إن طريقته العفوية في العمل تثير الإلهام، حتى عندما أشعر بعدم الإلهام. لم نبدأ برؤية ثابتة. بل استسلمنا للعملية، وتركنا الموسيقى ترشدنا.

س. ما الذي جذبك للعمل مع شركة (تسجيلات مويز) Moe's Records، وكيف تتوافق رؤيتهم مع أهدافك الفنية؟

يمكن تلخيص ما جذبني إلى شركة (تسجيلات مويز) "Moe's Records" بكلمة واحدة: الجماعة. هناك شعور حقيقي بالتعاون والوحدة داخل الفريق. ليس مجرد مجموعة من الأشخاص الذين يعملون بشكل فردي، بل هو جهد جماعي حيث يتعاون الجميع لتحقيق هدف مشترك. يعمل الفريق كعائلة، ويخلق تآزراً يرتقي بالمشروع إلى مستوى أعلى.

لا يوجد شخص واحد في المقدمة؛ بل هو جهد متناغم يساهم فيه الجميع بالتساوي. ولاء الفريق للمشروع، واحترامهم العميق وحبهم للموسيقى، يظهر بوضوح في كل ما يفعلونه، ويترجم ذلك إلى عمل شركة التسجيلات.

س. يذكر ملفك التعريفي على إنستغرام "زيادة الوعي بالموسيقى". هل يمكنك توضيح ما يعنيه هذا بالنسبة لك وكيف يؤثر على الموسيقى التي تنشئها؟

"رفع الوعي بالموسيقى يعكس هدفي الأعمق: تقديم تجارب تحويلية للمستمعين. كل مقطع صوتي أبتكره هو رحلة. ألبوماتي وعروضي الحية تمثل رحلات مترابطة تساعد الناس على اكتساب رؤى جديدة والتواصل مع جانب أعمق داخل أنفسهم."

يبدأ الوعي بفهم نفسك وإدراك مكانك في العالم الأوسع. الموسيقى هي أداة قوية لتعزيز هذا الوعي ومساندة الناس في رحلتهم لاكتشاف الذات. على مر التاريخ، لعبت الموسيقى دوراً حيوياً في الطقوس ورواية القصص، وأعتبر عملي وسيلة لإحياء هذا الاتصال.

س: لطالما كانت الموسيقى أداة للتواصل مع شيء أعمق. كيف ترى العلاقة بين الروحانية والوعي وإنتاج الموسيقى أو تجربتها؟

في العديد من الثقافات القديمة، كانت الموسيقى وسيلة للتواصل مع الذات والمجتمع ومع شيء أسمى. بالنسبة لي، ترتبط العملية الإبداعية بهذا الشعور بالتدفق.

عندما أمارس التأمل أو التنفس، تتدفق الأفكار الأكثر روعة من خلالي - أشعر وكأنني أقوم بتوجيه شيء أعظم.

تتمتع الموسيقى أيضاً بالقدرة على إدخال المستمعين في حالة تشبه الغيبوبة، مما يؤثر على عقولهم ومشاعرهم. كل شيء في الكون هو ترددات، وأجسادنا، التي تتكون في غالبيتها من الماء، تستجيب بشكل عميق للترددات المحيطة بنا.

تتجاوز الموسيقى الأمور الدنيوية وتأخذنا في رحلات من التردد والعاطفة والتحول.

دبي: محاكمة 3 متهمين باكستانيين بالقتل فروا إلى عمان

دبي: رحلات نسائية للاسترخاء وتجديد الطاقة والنشاط

خطوات التقديم لوظائف أصحاب الهمم بأبوظبي عبر"تم"

تفاصيل مهمة في عقود العمل الإماراتية: دليل شامل للموظفين

أمطار متوقعة وأجواء مغبرة في الإمارات اليوم