تُوهمنا الشاشات الصغيرة بحجم يفوق حقيقتها عندما ترتفع نغمات الصوت، وهذه حقيقة أثبتتها التجارب المبكرة التي أجرتها صناعة الإلكترونيات، بالتعاون مع كبار صنّاع الأفلام، مُستعينة بتقنيات سينمائية مثل الصوت المحيطي.
ومؤخراً، خضنا تجربة مذهلة مع مكبّر الصوت "برافيا ثياتر بار 9" (Bravia Theatre Bar 9) الجديد من "سوني" (Sony)، برفقة مكبّر الصوت الفرعي "اس إيه-اس دبليو-5" (SA-SW-5)، حيث تجاوزت شاشة غرفة المعيشة الصغيرة حدودها، وحوّلت المكان إلى صالة عرض "آي ماكس" (IMAX) غامرة، وكأننا في قلب الحدث.
لاحظنا في الآونة الأخيرة عودة سحر "سوني" القديم، حيث تُنتج الشركة منتجاً تلو الآخر بجودة تُعيد إلى الأذهان أيام مجدها في العقود الماضية. فبعد أن هيمنت على عصر الإلكترونيات التناظرية (الذي هيمن عليه اليابانيون)، واجهت منافسة شرسة مع ظهور الشركات الكورية والصينية في العصر الرقمي، مما أثر على حصتها في السوق. ولكن يبدو أن خبراء "سوني" في مقرها في مدينة ميناتو بطوكيو قد استعادوا قوتهم، مُقدمين في السنوات الأخيرة منتجات حائزة على جوائز، تُثبت عودتهم القوية إلى المنافسة.
ومن بين هذه الأجهزة، برز نظام الصوت المسرحي المنزلي "اتش تي-إيه 7000" (HT-A7000) الذي أطلقته "سوني" عام 2021، ليُصبح معياراً ذهبياً في عالم الصوتيات، ويحصد العديد من الجوائز العالمية، مُتصدراً قوائم المبيعات. واليوم، جاء "برافيا ثياتر بار 3" كخليفة مباشر له، مُحمّلاً بإرثٍ عظيم، وطموحٍ أكبر.
ويبدو أن هذا النظام يسير على درب النجاح نفسه، من حيث المظهر والميزات على الأقل. فهو حل صوتي شامل، مُزود بـ 13 وحدة مكبّر صوت موزعة بدقة على الجهة الأمامية والعلوية والجانبية، مصممة لعرض الصوت في جميع الاتجاهات بمساعدة تقنية "سباشل ساوند مابينغ 360" (360 Spatial Sound Mapping)، ليُقدم تجربة غامرة تُحاكي أجواء المسرح، وتتجاوز حدود الصوت المحيطي التقليدي. ويتميز نظام 7.0.2 بتقنية "بلوتوث 5.2" (Bluetooth 5.2)، وشبكة "وايفاي" (Wi-Fi) مدمجة، ومنفذي "اتش دي ام آي" (HDMI)، بالإضافة إلى إمكانية التحكم بالتطبيق لمزيد من الراحة.
يتألق التصميم بأناقته وعصريته، وإن لم يختلف كثيراً عن سابقه. يبلغ قياسه 130 × 6.4 × 11.3 سم (عرض × ارتفاع × عمق)، ويحافظ على نفس عرض "اتش تس-إيه 7000" (HT-A7000) لكنه أقل ارتفاعاً وعمقاً، مما يُضفي عليه مظهراً أنحف يُسهل وضعه أمام معظم أجهزة التلفزيون أو على أي حامل. وتأتي معه أدوات التثبيت على الحائط، بالإضافة إلى قدمين من أجل التحكم في الارتفاع في حال كان جهاز التلفزيون يحتوي على حامل مركزي. يبلغ وزنه حوالي 5.5 كجم، ويبدو متيناً ومُصمماً بعناية، بسطح خارجي أسود مُغطى بقماش صوتي في المقدمة والجوانب والأعلى. أما الجزء الخلفي، فيتميز بسطح بلاستيكي أملس بنمط جذاب، ويضم منافذ التوصيل في تجويفين منفصلين.
أما عن منافذ التوصيل، فيحتوي الجانب الأيسر على مدخل الطاقة فقط، بينما يضم الجانب الأيمن مخرج "اتش دي ام آي تي في (إيه آر سي/إي إيه آر سي)" (HDMI TV (ARC/eARC))، ومدخل "اتش دي ام آي" (HDMI)، بالإضافة إلى وصلة لمكبّر الصوت "اس سنتر" (S-Centre). كما يوجد منفذ "يو اس بي" (USB) في الخلف، ولكنه مخصص لأغراض الصيانة فقط. ومن الجدير بالذكر غياب مداخل "اس/بي دي آي اف" (S/PDIF) البصرية أو منافذ "يو اس بي" (USB) لتشغيل الموسيقى.
ويحافظ شريط الصوت على بساطته، فلا يوجد سوى زر تشغيل نحيف على الجانب الخلفي الأيمن، يُستخدم لتشغيل وإعادة ضبط الجهاز. ولأيّ وظيفة أخرى، ستحتاج إلى جهاز التحكم عن بُعد المُرفق.
ومن أهمّ مميزات شريط الصوت سهولة إعداده، فكل ما يتطلبه الأمر هو توصيل منافذ (إيه آر سي/إي إيه آر سي)" (HDMI TV (ARC/eARC)) الخاصة بالتلفزيون وشريط الصوت باستخدام كابل "اتش دي ام آي" (HDMI) المُرفق، واختيار مصدر الإدخال المُناسب.
ويتميز مكبّر الصوت "اس إيه-اس دبليو-5" (SA-SW-5) بتصميمه البسيط، المُتّسق مع لغة تصميم شريط الصوت، حيث تُغطّي واجهته الأمامية قطعة قماش أنيقة تُحيط بمكبّر الصوت. أما بقية هيكله، فيتميز بلمسة نهائية من الخشب الأسود، أو على الأقل تحاكي مظهر الخشب.
على الرغم من سهولة إعداد شريط الصوت نفسه، إلا أن عملية إعداد مكبّر الصوت الفرعي قد تُشكل بعض الصعوبة، خاصة لغير المتمرسين تقنياً. فهي تتطلب تنزيل تطبيق "برافيا كونكت" (Bravia Connect) على هاتفك، والذي بدوره يكتشف مكبّر الصوت ومكبّر الصوت الفرعي عند تشغيلهما، ثم يرشدك خلال خطوات الإعداد والإقتران. ولكن، ستحتاج أولاً إلى إنشاء حساب "سوني"، والمرور ببعض الخطوات مثل تعيين الصوت على ملفك الشخصي. لحسن الحظ، هذه العملية تُجرى لمرة واحدة فقط، ويُصبح الأمر سلساً بعد ذلك. وهذا أمر مريح، فلا أحد يرغب بتكرار هذه العملية المرهقة. ومع ذلك، تبقى هذه إحدى النقاط السلبية القليلة في إعداد هذا المسرح المنزلي.
لكن لنتحدث عن الأداء، فهو، وبكل تأكيد، يستحق عناء إعداد مكبّر الصوت. ففي اللحظة التي تسمع فيها خطوات "تي ريكس" المدوية في أي جزء من سلسلة "جوراسيك بارك" (Jurassic Park)، أو أصوات المخلوقات الخيالية في "جومانجي ويلكوم تو ذا جانغل" (Jumanji Welcome to the Jungle) أو "ذا نكست لفل" (The Next Level)، ستُدرك قيمة هذا النظام الصوتي. أما دقة شريط الصوت، فتضمن وضوح الحوارات بشكل مذهل، بحيث ترتفع فوق كل ضجيج وصخب في أي مشهد سينمائي.
تحوّلت غرفة المعيشة إلى صالة عرض سينمائية، حيث انطلقنا في رحلة عبر أشهر الأفلام، تلك التي تشكّل فيها الموسيقى التصويرية نجماً رئيسياً برفقة أبطالها، مثل ملحمتي حرب النجوم و "ديون" (Dune)، وأفلام هاري بوتر، وسلسلة كوكب القردة، وجوراسيك بارك. بل وحتى بعض الأفلام التي اشتهرت باختبار قوة مكبرات الصوت، مثل إنقاذ الجندي رايان و"فورد ضد فيراري"، والتي تُطلق العنان لقوة مكبرات الصوت. و في كلّ تجربة، كان الأداء مذهلاً، يتجاوز كلّ التوقعات.
يقدم مكبّر الصوت ومكبّر الصوت الفرعي أداءً يُعيد تعريف مفهوم "الصوت الغامر". فهو لا يكتفي بملء المكان بصوت مذهل، بل يُوهمك بتوسّع المجال البصري نفسه، فيبدو حجم الشاشة أكبر، وتصبح الحركة أكثر واقعية، وكأنّك تشاهد الأحداث على شاشة عملاقة. باختصار، يرتقي هذا النظام الصوتي من "سوني" بتجربة مشاهدة الأفلام في المنزل إلى مستوى جديد تماماً.
ولم يختلف الأمر عند تشغيل الموسيقى، فقد حافظ نظام "برافيا ثياتر بار 9" (Bravia Theatre Bar 9) مع مكبّر الصوت الفرعي "اس إيه-اس دبليو-5" (SA-SW-5) على نفس المستوى من الجودة والروعة، سواءً كنت تسمع أغاني "تايلور سويفت" أم سيمفونيات "تشايكوفسكي".
وقد اتّسمت النغمات العالية بالوضوح والعذوبة دون أيّ تكلّف، بينما كانت النغمات المنخفضة والجهير قوية ومُحكمة دون مبالغة. والأهم من ذلك، برزت النغمات المتوسطة بوضوح في مقدمة المشهد الصوتي. لا شكّ أن هذا المزيج من مكبّر الصوت ومكبّر الصوت الفرعي يمكن أن يكون نظام الموسيقى الخاص بك أيضاً.
وبالطبع، يأتي كل هذا بسعر4499 درهماً إماراتياً لشريط الصوت، بينما يُقدّم مكبّر الصوت الفرعي بسعر عرض مستمر بقيمة 2299 درهماً إماراتياً.
لعلّ السعر الإجمالي البالغ 6798 درهماً إماراتياً هو العائق الوحيد أمام امتلاك هذه التحفة الصوتية. فرغم كلّ المميزات التي تُقدمها، إلا أن هذا السعر يُعدّ مرتفعاً بعض الشيء، ربما أعلى بنسبة 25% من السعر المتوقع لمثل هذه المجموعة المتميزة.
الإيجابيات:
- جودة صوت ممتازة
- التصميم والتشطيب
- إعداد سهل لشريط الصوت
السلبيات:
- إعداد مضخم الصوت المعقد
السعر:
4,499 درهماً إماراتياً (شريط الصوت)
2299 درهماً (مكبر الصوت الفرعي)
التقييم: 4.5 نجوم