أمجد الحاج 
ترفيه

ساعات أمجد الحاج..تعيد صياغة الوقت في تحف فنية

سيعرض أعماله في معرض "داون تاون ديزاين"، حول ابتكار ساعات متقنة تجمع بين الفن والعلم.

أناميكا تشاترجي

الزمن يحمل إمكانيات لا حدود لها. قد يكون مصدر ألم، وقد يكون سبباً للشفاء. أحياناً يبدو متدفقاً، وأحياناً أخرى يبدو ثابتاً. تناول الفلاسفة، في الغرب وفي العالم العربي، موضوع الزمن بعمق، محاولين فهم دوره في تشكيل وجودنا ورسم مسار تطورنا. وفي هذا السياق، قام "أمجد الحاج"، النحات المقيم في الإمارات، بتصميم ساعات معقدة تعكس فهمنا العميق والمتعدد الأبعاد للزمن.

على سبيل المثال، تأتي تحفته الفنية (بيغ بانغ) "Big Bang" ضمن مجموعة (ميستريس أوف ذا يونفرسل) "Mysteries of the Universe"، والتي سيعرضها أمجد في معرض داون تاون ديزاين من 6 إلى 9 نوفمبر. يجمع هذا العمل الفريد بين الفن والعلم، مستوحياً تصميمه من الحدث الكوني الذي أسس الكون. أما الساعة الأخرى، "Supernova"، التي سيتم الكشف عنها أيضاً في داون تاون ديزاين، فتجسد بروعة مشهد انفجار نجم يعبر عن عظمة الكون. باختصار، يعبر عمل أمجد عن الزمن بوصفه شاهداً على تطور الكون.

يقول أمجد، الأردني الأصل، عندما سألناه عن بداية شغفه بالساعات كأعمال فنية: "بدأت هذه الرحلة منذ طفولتي. كنت محظوظاً ببيئة دعمت موهبتي الفنية؛ حيث سُمح لي بالرسم على الجدران، وزودوني بالألوان والفرش للتعبير عن نفسي. حتى أن والدي علّمني استخدام أدوات البناء مثل المطرقة ومفك البراغي، فيما كانت والدتي فنانة." هذا الدعم، إلى جانب التعليم المبكر الذي ركز على أهمية الفن، أسهم في انغماس أمجد في مجال الهندسة المعمارية، وهو ما قاده في النهاية إلى احتراف نحت الساعات.

ومن أهم النقاط التي يحرص عليها أمجد في تصميم كل ساعاته أن يكون التركيز منصباً على الجانب الجمالي وليس على الجانب الوظيفي. يقول: "أنا لست صانع ساعات محترف، ومن الناحية التقنية، لا أستطيع تصميم ساعة تُستخدم لقراءة الوقت. لكنني أستطيع تصميم جماليات الساعة. فأنا أتعامل مع مورد سويسري يوفر لي الآلية اللازمة لتشغيل الساعة، ونستعين بخدمات متخصصة أخرى للتعامل مع الجوانب الفنية المعقدة لصناعة الساعات. وما أبدعه في الأساس هو منحوتات تأخذ شكل الساعات."

ومن بين هذه الأعمال الفنية المتقنة يأتي برج ساعة نافكو. يمتد البرج بارتفاع 13 متراً، ويقف شامخاً في قلب منطقة جبل علي، وقد تم إنشاؤه بناءً على تكليف من رئيس شركة نافكو السابق، خالد الخطيب، الذي "أراد نصباً تذكارياً يجسد روح شركته". صمّم أمجد الساعة باستخدام الفولاذ والجرانيت، مع أرقام مصنوعة من نفس المواد، مما يعكس رؤيته للوقت كظاهرة أزلية تعلو فوق كل المساعي البشرية.

في معرض "داون تاون ديزاين"، سيقدم أمجد أحدث إبداعاته التي تتناول موضوع علم الكون. يقول أمجد: "لكل إبداع قصة ومشاعر معينة، وارتباط خاص بالناس. أطمح إلى تصميم ساعة دبي، وأن تكون على الأقل إحدى ساعاتي موجودة في قلب كل مدينة حول العالم."

يمتد برج الساعة الخاص بشركة نافكو على مساحة 13 مترًا

هذه المهمة ليست سهلة، إذ إن كل ساعة من ساعات أمجد تستغرق ستة أشهر على الأقل لإتمامها، مع استمرار النقاشات حول ما إذا كان يجب أن تكون القطع فردية أو ضمن إصدارات محدودة. أما عن العملية الإبداعية، فيوضح أنها تبدأ بفكرة أو "مفهوم". يقول: "يمكن أن تكون مستوحاة من الزهور، السماء، الطبيعة، أو قصة. إنها لحظة سحرية يصعب تفسيرها، حيث تبدأ الفكرة بالتحدث إليك." يبدأ أمجد برسم نماذج أولية، ثم يعمل على التفاصيل، حيث تبقى الجوانب الفنية في المرتبة الثانية.

في بعض الأحيان، تظل الفكرة ضبابية لعدة أشهر قبل أن تتضح، لكنه يشير إلى أن معظم أعماله، التي غالباً ما تبدأ أسعارها من 30 ألف دولار، تُستكمل في غضون ستة أشهر. يقول أمجد: "يجب أن أركز على التفاصيل من زوايا متعددة. ليس الهدف دائماً في حجم القطعة، بل في قدرتها على إيصال معنى عميق."

في الانفجار الكبير، استخدم أمجد عناصر مخفية

إحدى أعماله القادمة، التي تحمل اسم "الوهم"، هي ساعة يهدف أمجد إلى جعلها غير قابلة للقراءة. بعبارة أخرى، ستكون ساعة لا تخبر الوقت. يوضح أمجد: "في العلم، هناك مفهوم يشير إلى أن الوقت مجرد وهم. لذلك تصبح الوظيفة مسألة ثانوية أمام ما أسعى لتحقيقه هنا. لنكن واقعيين - إذا أراد الناس معرفة الوقت، يمكنهم ببساطة النظر إلى هواتفهم أو ساعاتهم العادية. لذا، ينبغي أن تؤدي الساعات الكبيرة وظيفة تتجاوز ذلك، تجمع بين الفن والعلم."

وأحياناً يتعمد أمجد إخفاء بعض الزخارف ليتيح للمشاهد فرصة اكتشاف التفاصيل الدقيقة بنفسه. في نظرية الانفجار العظيم، على سبيل المثال، هناك أرقام مخفية. ويقول: "في مجموعة علم الكونيات، توجد عناصر تصميم خفية، مما يضيف طابعاً أكثر تشويقاً. فموضوع جميع مشاريعي يدور حول الوقت، الذي يتحول لاحقاً إلى منحوتات لا تهدف إلى قياس الوقت، بل تجسيده. الوقت موضوع عميق للغاية، وقد قيل لي إنه الكلمة الأكثر استخداماً في اللغة الإنجليزية."

الأصل عبارة عن قطعة خرسانية بسيطة ومقاسة جيدًا

إن تحويل الساعة إلى فن هو مسعى نادر، كما يشير أمجد. يقول إنه لم يلتقِ بعد بأي شخص يتبع نفس الطريق. "حتى عندما زرت سويسرا للمشاركة في مشاريع مشابهة، قيل لي إن شيئاً كهذا لم يُشاهد من قبل. أعتقد أن هذا يعود بشكل كبير إلى أنني أتناول من خلال منحوتاتي للأسئلة الوجودية الكبرى - من أين أتينا، وإلى أين نحن ذاهبون؟"

في هذا السياق، يُعتبر مشروع "الوهم" الأكثر تعقيداً بالنسبة لأمجد، حيث يقول: "الوهم معقد لأنه عضوي. كل عمل يأتي بتحدياته الخاصة، وهذا هو الجزء الممتع حقاً. لكنني أؤمن بشدة بالبساطة كفلسفة تصميم. الأصل، على سبيل المثال، هو قطعة خرسانية بسيطة ومقاسة بدقة، ولكن الكثير من الجهد بُذل للحصول على النسب الصحيحة جنباً إلى جنب مع النهاية. قد ينظر إليه الكثيرون ويعتقدون أنه مستطيل بسيط، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك." ولهذا، يُقال إن الجمال يكمن في عيون الناظر.

عملية احتيال جريئة في دبي: "برايم إكسبيرتس" تسرق تذاكر طيران ووقود وتختفي

مخاطر صحية بسبب مكملات المغنيسيوم دون وصفة طبية

إفلاس"تي جي آي فرايديز" لن يؤثر على فروع الإمارات

الإمارات: مربية أطفال ..نجمة"تيك توك"بوصفاتها اللذيذة

أبوظبي: حظر العقاب البدني في المدارس وإجراءات تأديبية بديلة