الجمال، على الرغم من الاحتفاء به في معظم الأوقات، يمكن أن يكون سلاحاً ذو حدين في كثير من الأحيان، وخاصة بالنسبة لمن هم تحت نظر الجمهور.
يجد العديد من النجوم أن التركيز الشديد على مظهرهم يمكن أن يجعل من الصعب التحرر من هذا القالب، لقد عانى النجوم مثل "ريتشارد جير" و "أيشواريا راي باتشان" و "هريثيك روشان" من إثبات أنهم أكثر من مجرد مظهر جميل. إن تمثيل "جير" المتقن في فيلم "شيكاغو" ، والأداء القوي لـ "راي" في "Hum Dil De Chuke "Sanam ، والأداء المتنوع لـ "روشان" في "Zindagi Na Milegi Dobara" هم بمثابة تذكير مقنع بأنه غالباً ما تكون هناك موهبة حقيقية تكمن خلف المظهر.
يستطيع عماد عرفاني فهم تلك المعاناة تماماً حيث أنه يرى أنه في رحلة لتجاوز القيود التي ترتبط بالمظهر، ويؤكد على أهمية العمق والأصالة في فنه.
في المشهد الترفيهي الباكستاني، حيث يكون أفراد الجمهور متفانون ومرتبطون عاطفياً بشكل عميق بالأعمال الدرامية، قد يكون تحقيق مكانة ذات أهمية أمراً صعباً بشكل خاص. لدى المشاهدون ارتباطات عميقة بالشخصيات المحبوبة، مما يجعل من الضروري أن يتردد صدى المشاريع الجديدة بشدة. لقد شهد عماد هذا بنفسه مع النجاح الأخير لـ Kabhi Mein Kabhi Tum ، وهي الدراما التي لم تأسر القلوب فحسب، بل أثارت أيضاً اهتمام وإعجاب الجمهور على مستوىً شخصيّ. وسمح هذا القبول الجديد لعماد وزملائه الممثلين بالتألق بطرق تتجاوز مجرد المظهر الخارجي.
في حوار مع صحيفة سيتي تايمز، تحدث عماد عن تجاربه في الصناعة وكيفية الموازنة بمهارة بين المظهر الجيد والموهبة.
دعنا نتناول المسألة الجوهرية: ما رأيك في تفضيل المال على الحب؟ في نهاية المطاف، يحق لنا جميعاً أن نستمتع بحياة مريحة.
لقد أعادني سؤالك إلى طفولتي وأغنية زوهيب حسن "Paisa Bara Ya Pyar" . في الواقع، إن هذا السؤال بمليون دولار، حرفياً. في رأيي، إنه اختيار شخصي يعتمد على الأولويات والظروف الفردية. يجد بعض الناس الراحة في الحب، بينما يجدها آخرون في المال، ولكل شخص طريقته الخاصة.
يمكن أن يكون الباكستانيون مخلصين للغاية وقد يشعرون حتى بالتملك تجاه بعض الأعمال الدرامية مثل "Humsafar" أو "Dhoop Kinare" ، أو فنانين مثل "FK" أو "MK". قد يستغرق الأمر عقوداً من الزمن حتى يحظى مشروع آخر جديد بالإعجاب الذي حققه فيلم مثل "Kabhi Mein Kabhi Tum" . كيف تتعامل مع هذا النوع من مشاعر الجمهور؟
إن الإخلاص والحب والإعجاب هي الأشياء التي يعيش من أجلها كل فنان وممثل. لقد كانت تلك الاستجابة من الجمهور بمثابة دفعة مهنية بالنسبة لي، بعد أخذ استراحة من التلفزيون للعمل على فيلمي مع شعيب منصور صاحب، أرى هذا بمثابة عودة لي للمجال، وأنا سعيد لأن الجمهور والنقاد أعجبوا بـ "Kabhi Mein Kabhi Tum" بشدة.
الآن بعد أن بلغت الأربعين من عمرك، هل تغيرت وجهة نظرك للحياة بأي شكل من الأشكال؟
بالطبع، لقد تغيرت الأمور. الآن بعد أن أصبحت أكبر سناً، وأكثر حكمة، أصبحت أمتلك سلاح الخبرة. نحن جميعاً نتعلم ونتطور مع تقدمنا في الحياة. فلسفتي الشخصية هي السعي إلى أن أكون أفضل نسخة من نفسي.
فيلمك القادم ينتظره الجميع بفارغ الصبر، وهو أول فيلم لك مع المخرج شعيب منصور. هل تفضل أن تثق تماماً بالمخرج وتتبع رؤيته، أم تفضل أن تقدم لمستك الخاصة للدور الذي تؤديه؟ بمعرفتك أن شعيب هو المدير، كيف تتعامل مع الخلافات الإبداعية؟
عندما تعمل مع أسطورة مثل شعیب صاحب، فإن الأمر يصبح مهولاً بعض الشيء نظراً لمكانته الهائلة في المجال وأعماله الرائعة - فالكثير من إبداعاته كانت بمثابة الموسيقى التصويرية لحياتي. عليك أن تثق به تماماً لأنه عبقري مبدع. ومع ذلك، فإن وجود لمستي الخاصة للدور هو أمر طبيعي بينما أحيي النص، وأخلق حكايا من خلال الطريقة التي أفكر وأتحدث وأمشي بها.
مع تشبع صناعة الدراما وجهود السينما لجذب الجماهير، هل تشعر بالإحباط أحياناً عندما يكون لديك الكثير لتقدمه كممثل ولكنك تكون مقيداً بالفرص المتاحة؟
في الحياة، عليك أن تستفيد من الموارد المتاحة لك، ولكل مرحلة تحدياتها الخاصة. لقد أصبحت السينما في مختلف أنحاء العالم أشبه باختبار لعبة الكريكيت، من حيث طبيعتها الخام والجميلة، ولكنها في طريقها إلى الانقراض. ومن حسن حظنا نحن الممثلين أن صناعة الدراما تزدهر، وتوفر لنا فرصاً للتمثيل فقط.
كيف تتعامل مع متطلبات وسائل التواصل الاجتماعي؟ ما هو الحد الأقصى المسموح به؟ هل تعتقد أن مشاركة الكثير من التفاصيل الشخصية قد تجعل النجم أقل إثارة للاهتمام؟
لقد نشأت في وقت كان فيه الممثلون ولاعبو الكريكيت يشكلون لغزاً. لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ضخمة اليوم، وتطورت تصورات الجمهور معها. لقد أدركت أهمية استخدامها كوسيلة لعملي والتفاعل مع أولئك الذين دعموني في رحلتي.
غالباً ما تأتي الشهرة مصحوبة بآثار جانبية سلبية، ولكن هناك أيضاً حاجة مستمرة للحفاظ عليها. ما رأيك في ذلك؟
أعتقد أن الشهرة هي نتيجة ثانوية لما أقوم به ـ في بعض الأحيان تمثل نجاحاً وأحياناً أخرى تسبب الفشل. ورغم أن إعجاب الآخرين بي أمر جيد، فإن الأهم من ذلك هو أن أتحلى بالتواضع واحترام المهنة التي منحتني كل هذا. إن استخدام الشهرة في توجيه الآخرين نحو القيام بالأمر الصحيح أمر ملهم للغاية.
صرح مؤخراً أحد الممثلين الباكستانيين المخضرمين أن الممثلين المساعدين غالباً ما يُعاملون باعتبارهم "أقل شأنًا". هل تتفق مع هذا الرأي؟ بصفتك شخصية رائدة في مجال الترفيه المهيمن، هل تشعر بالمسؤولية لمعالجة تلك التعاملات أو تغييرها؟
نعم، أشعر بمسؤولية تجاه إظهار أقصى درجات الاحترام لكبار السن. إن سنوات الخبرة التي اكتسبوها لا تقدر بثمن، وأتعلم منهم الكثير بمجرد التواجد في نفس المكان. يجب معاملة الجميع على قدم المساواة، ومن المؤسف وجود مثل هذه الآراء.
يعتقد العديد من الممثلين أن الحزن يُخرج أفضل العروض، فهل تعتقد أن الفنان يحتاج إلى المرور بتجارب حزينة ليقدم أفضل أعماله؟
في كثير من الأحيان، تكون هذه هي المشاعر التي تلقى صدى أكبر لدى الجمهور، وخاصة في الفنون المسرحية. فمثل أي شخص آخر، يمر الفنانون بالحزن. وسواء كان العمل هو الأفضل أم لا، فإننا جميعاً نتغلب على "حواجز الألم".
إذا كان لديك كل الأموال المتاحة وكل النجوم ضمن قائمة الاتصال السريع الخاصة بك، فمن هم الممثلون الثلاثة الذين ستختارهم وما هو الموضوع الذي ستتناوله إذا كنت ستخرج فيلماً؟
سأختار "أميتاب باتشان" و "توم كروز" و "ماهيرا خان" للعمل على دراما تاريخية ملحمية حول التفريق، مستوحاة من بعض حكايات مانتو المخيفة.
صادق سليم هو كاتب مقيم في الإمارات العربية المتحدة ويمكن التواصل معه على حسابه على الانستغرام @sadiqidas.