نالت "شوبانا" جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم 
ترفيه

"مانيتشيتراثاجو" يعيد إحياء ذكريات السينما الهندية

مانجو رامانان

أعيد عرض أحد أفضل الأفلام التي تحتل مكانة مرموقة في عالم السينما في ولاية كيرالا في الإمارات العربية المتحدة. الفيلم الشاعري الرائع "مانيتشيتراثاجو"، وهو من أبرز أفلام الإثارة النفسية في السينما الهندية، أعيد الآن عرضه في دور السينما بصوت "دولبي" المحسن. الفيلم، الذي ألّفه "مادو موتام" وأخرجه فاضل، وقام ببطولته النجوم "موهانلال"، "شوبانا"، و"سوريش جوبي"، عُرض لأول مرة في عام 1993. حصل على جائزة الفيلم الوطني الهندي لأفضل فيلم شعبي يقدم ترفيهاً ممتعاً ومفيداً، كما نالت "شوبانا" جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم. تمت إعادة إنتاجه بأربع لغات: التاميلية، الكانادا، البنغالية، والهندية (في النسخة الشهيرة بهول بهيولاي ). شارك في إخراج الفيلم كمخرجين للوحدة الثانية كل من "سيبي مالايل"، "برييادارشان"، و"صديق لال"، مما أضاف أبعاداً فنية مميزة لهذا العمل الكلاسيكي الخالد."

النسخة المعاد إصدارها من مانيتشيتراثاجو تتميز بجودة فنية أكثر وضوحاً ودقة، وتعد تكريماً مؤثراً لمجموعة من الممثلين والفنيين الذين رحلوا عن عالمنا خلال الثلاثين عاماً الماضية. هذه النسخة تخلد ذكرى شخصيات بارزة تركت بصمات لا تُنسى في عالم السينما، مثل "ثيلاكان"، "نيدومودي فينو"، "إينوسنت"، "كوتيرافاتام بابو"، و"كيه بي إيه سي لاليثا"، على سبيل المثال لا الحصر

الفيلم لم يفقد بريقه مع مرور الزمن، بل ظل أحد الأفلام الكلاسيكية التي تحظى بشعبية كبيرة، مما يجعله ذو أهمية خاصة في عصرنا الحالي

يمتاز الفيلم بقدرته على المزج بين عالمين متناقضين—عالم الطقوس والمعتقدات وعالم الفكر العلمي والطب النفسي. وهو مكتوب بعناية فائقة، يمنح كل عالم احترامه واهتمامه ومصداقيته، دون أن يسخر أحدهما من الآخر. نُفذت هذه الموازنة الدقيقة بمهارة استثنائية، مما جعل كل جانب يحظى بحقه الكامل. ولا عجب أن إعداد هذا الفيلم المميز استغرق أكثر من عامين.

قصة الأصل

في قصر ضخم بولاية كيرالا، توجد غرفة محظورة مغلقة بقفل مزخرف، يُشاع أنها مسكونة بشبح راقصة ثانجافور، ناجافالي. وفقاً للأسطورة، اختطفها مالك القصر في ذلك الوقت، كارانافار سانكاران تامبي، وسجنها لإشباع نزواته. كانت ناجافالي تكره خاطفها، وكانت مغرمة بشخص آخر يعيش بجوار القصر. عندما أدرك كارانافار القاسي وجود هذا الحب السري، قتل العاشقين بوحشية. وتوفي بعدها بظروف غامضة، لتظل القرية تعاني من وجود شبح ناجافالي، حتى تمكن رجال الدين من طردها وحبسها في غرفة القصر.

بعد مائة عام، قامت جانجا، عروس شابة فضولية، تلعب دورها الممثلة شوبانا، باقتحام الغرفة أثناء استكشافها لمنزلها الجديد. ومنذ تلك اللحظة، بدأت الأحداث الغريبة تتوالى. وكأنها أطلقت عن غير قصد (أو ربما عن قصد) روح الشبح المحاصرة، وبدأت الغرفة تعج بالحياة من جديد بالغناء والرقص المخيف. كل من حاول التحقيق في هذه الأحداث الغامضة تعرض للهجوم، وكأن الشر قد أطلق العنان لنفسه في القصر. تزايدت الصراعات والشكوك بين أفراد العائلة، مع اتهام أحدهم بالجنون.

ثم يدخل الطبيب النفسي اللطيف وغريب الأطوار، الدكتور ساني، الذي يؤدي دوره موهانلال. وصوله لم يلقَ قبولاً جيداً من قبل السكان المحليين، ليبدأ بعد ذلك في خوض متاهة من ألعاب العقل وسوء الفهم والمكائد الخطرة وأفخاخ الموت. مع كل خطوة، تنكشف طبقات من الغموض حتى يصل إلى اللحظة الحاسمة حيث يتم كشف اللغز بالكامل.

سوريش جوبي يجسد دور ناكولان، صديق الدكتور ساني وزوج جانجا المحب. بدافع حبّه لزوجته، يستعد ناكولان لبذل قصارى جهده لإنقاذها من قبضة الشبح والمصير المجهول.

في مانيتشيتراثاجو، يشكل صوت ناجافالي المزعج الذي يتحدث باللغة التاميلية (لغة الراقصة)، تبايناً مع لغة الفيلم المالايالامية، مما يضفي بُعداً إضافياً من الرعب. وفقاً للمخرج، تم استخدام اختلاف اللغة بعناية لتجسيد شخصية جانجا المنقسمة، حيث يُظهر هذا الانقسام العميق داخلها، مما يضيف عمقاً لأجواء الفيلم المخيفة.

تظهر براعة السرد أيضاً من خلال استخدام الموسيقى. أثناء تحقيقه في القضية، يغني الدكتور ساني عمداً أغنية تُدعى بازهام تاميل باتو، والتي تروي القصة المأساوية للمنزل، بهدف مراقبة رد فعل جانجا. هذه الأغنية ليست مجرد أداء عابر من البطل، بل أداة نفسية لكشف تعقيدات الشخصية. اللحن يحمل تشابهاً مخيفاً مع أغنية اور مورا فاث باتيا الشهيرة، التي تغنيها جانجا عندما تصبح تحت تأثير ناجافالي في الليل. استخدام الأغنية في المشهد يهدف إلى كشف الصلة الخفية بين جانجا وناجافالي

وصفة طبية مركبة

تكمن روعة مانيتشيتراثاجو في قدرته على دمج الطقوس القديمة مع العلم الحديث لمعالجة مشكلة يمكن وصفها بالاستحواذ الروحي أو اضطراب الشخصية المنقسمة. هذا التوازن يظهر بوضوح من خلال الشخصيات، لا سيما في شخصية ثيلاكان، الذي يؤدي دور رئيس الكهنة براهمادوتان نامبوديريباد. مع تقدمه في السن وحكمته العميقة، يُظهر براهمادوتان فهماً واحتراماً للمعرفة العلمية التي يجلبها الدكتور ساني إلى القصر. إقراره بخبرة ساني يُجسد توافقاً نادراً بين العوالم الروحية والعلمية.

من بين أكثر المشاهد تأثيراً في مانيتشيتراثاجو هو مشهد رقصة ناجافالي، حيث تظهر الشخصية في حالة مكشوفة وممزقة بين مشاعر متضاربة، مشهد مزيج من الخوف والشفقة والقوة والعجز. أداء شوبانا في هذا المشهد يُعد تجسيداً متقناً للشخصية، بعيونها الكبيرة التي تبدو كأنها تخترق الروح، وكحلها المتدفق على وجهها، وغطاء رأسها المنفلت، وملابسها المبعثرة. تعابيرها تحمل مزيجاً من الجنون والعمق، مما يجعل هذا المشهد محفوراً في الذاكرة كواحد من أقوى اللحظات السينمائية في الفيلم.

تجسد شوبانا بمهارة راقصة بهاراتاناتيام ناجافالي، وتمنحها كل مشاعرها وتفانيها.

تكمن روعة الفيلم الملحمي مانيتشيتراثاجو في قدرته على أن يظل ممتعاً ومثيراً حتى عند مشاهدته مرات عديدة. إنه فيلم يشاهده الجمهور بـ"تجاهل مدروس"، حيث يعرفون جيداً المنعطفات والتقلبات التي تنتظرهم، لكنهم مع ذلك يستسلمون للإثارة والتشويق كما لو كانت المرة الأولى.

يأخذ الفيلم المشاهدين في رحلة زمنية، حيث يعيدهم إلى كل لحظة بشكلٍ يعيد إحياء الحماسة والدهشة مرة بعد مرة. ينجح مانيتشيتراثاجو في إطلاق العنان لإحساس جديد بالدهشة ويتخطى كل التوقعات.

توسيع نطاق الإعفاء من التأشيرة لرعايا الهند في الإمارات

200 ألف هجوم إلكتروني في أسبوع فشلت في اختراق أنظمة الإمارات

عروض ترفيهية وثقافات 90 دولة تجتمع في القرية العالمية

4 ملايين نسمة العدد المتوقع لسكان دبي 2026

طوابير طويلة للحصول على حليب مليحة العضوي