ما لم تكن منعزلاً عن العالم تماماً، فأنت تعلم أن جنوب آسيا تنتظر بفارغ الصبر نهاية الدراما الباكستانية "كبهي مين كبهي تم" (Kabhi Main Kabhi Tum) . وبينما تسير معظم الشخصيات في إطار أحداث مُتوقعة، استحوذت شخصية واحدة على اهتمام الجميع: "رباب"، التي تُجسدها الممثلة نعيمة بوت. شخصية لا يمكن التحكم بها، حيث أن ردود فعلها لاذعة، وهي تتخذ مواقف قوية وتتحدى التصوير النمطي للمرأة الباكية على شاشة التلفزيون. يشجعها الناس لأنهم يرون قوتها كنوع من أنواع التنفيس.
وتحدثت نعيمة مع صحيفة "سيتي تايمز" عن شخصيتها بالتفصيل، ولفتت الانتباه إلى السمات التي ربما لم يلاحظها الكثيرون.
في الحياة الواقعية، هل ستأخذين اعتذار عادل بعين الاعتبار وتعطيه فرصة أخرى؟
لا أستطيع أخذ اعتذاره في عين الاعتبار لأنه جعلني أشعر بالانزعاج في العديد من المواقف. بدأت الدراما بسبب سلوكه، وحتى أنني دعمته مالياً أثناء محاولته تدارك العواقب. ورغم إيماني بأهمية الغفران في العلاقات، إلا أن الضرر الذي سببه لا يُغتفر. لو كانت المشكلة أقل خطورة، لربما نجحت المصالحة، لكن عيوب شخصيته كانت فادحة. ولم يكن حبي ودعمي المالي كافيين لتغيير ذلك. وزاد الأمر سوءاً سلوكه المسيء مع الآخرين، بما في ذلك "شارجينا". لم تكن مجرد مشكلة واحدة، بل كانت مجموعة من العوامل التي أدت إلى انهيار الثقة بيننا، وكان اكتشاف خيانته بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
لا يزال المشاهدون يتساءلون عما إذا كانت الأموال التي قدمتها لـ "شارجينا" بمثابة تعبير عن تقدير حقيقي أم كانت لإثارة غضبها. ما الغرض من ذلك؟
في القصة، تتعامل "رباب" مع العلاقات وتعبر عن التقدير بطريقة تعكس رغبتها في الانسجام مع الغير وترك انطباع جيد لنفسها لدى الاخرين. في البداية، تحاول مصادقة "شارجينا"، وتتعامل معها بلطف وتبدي استعدادها لتخطي مشاكل الماضي. ومع ذلك، تجد صعوبة في فهم ما يدور حولها، وخاصة مشاعر زوجها تجاهها. وبينما تحاول التواصل مع الآخرين، وتقديم مساهمات إيجابية، تقرر تقديم رمز للتعبير عن التقدير، معتقدة أن ذلك قد يساعدها على التأقلم. ليس وراء أفعالها نية سيئة، بل إنها تحاول إيجاد مكان لها في بيئة جديدة. في النهاية، تريد إثارة إعجاب من حولها مع إعطاء الأولوية لمشاعرها وعلاقاتها.
ما هو الدرس الذي يمكن للمشاهدين أن يستفيدوا منه من شخصيتك؟
أعتقد أنه من الضروري أن ننظر إلى الناس كبشر معقدين بدلاً من تصنيف شخص ما على أنه طيب أو شرير تماماً. فلكل شخص قصصه ومعاناته ولحظات ضعفه الخاصة به. وبما أنني ممثلة، أسعى لإظهار أنه يمكن الجمع بين اللطف والقوة في نفس الوقت. لقد علمتني تجاربي كامرأة في المجتمع الباكستاني ورحلاتي أهمية وضع الحدود والسعي إلى الولاء في العلاقات. أدرك أن شخصيتي قد يُنظر إليها على أنها متسلطة، لكنها تقدم أيضاً الحب والدعم. من الضروري فهم السياق الكامل لأفعالها بدلاً من التركيز على جانب واحد فقط. في النهاية، رسالتي هي تأكيد على مدى أهمية رؤية كل شخصية كشخص كامل، مع كون الهدف الرئيسي غالباً هو الإخلاص والالتزام. إن الدفاع عن النفس والتعامل مع المواقف المعقدة أمر ضروري.
هل ترين أن الدور الذي تؤدينه يمثل خروجاً عن الصورة النمطية لدور زوجة الابن المتألمة أم أنها شخصية بها عيوب؟
أعتقد أن هذه الشخصية معقدة، وليست شخصية تسعى إلى جذب الانتباه بدوافع خفية. يرتكب البشر الأخطاء، ولا أؤمن بفكرة الكمال. تتجلى القصة بينما تسعى جاهدة لتكون مثالية لزوجها ولإبهار الآخرين، وتبذل قصارى جهدها في ذلك. يجب تجاوز الفكرة النمطية التي تصور المرأة على أنها كائن مضحي وخاضع دائماً. لقد علمني لعب هذه الشخصية الكثير عن التمكين وتقدير الذات. في النهاية، أدركت أنه من الضروري الدفاع عن النفس والاقتناع بأنك كافٍ. وهي تجسد هذه القوة أثناء محاولتها إنجاح علاقاتها.
إن اختيار الراحة أو المال بدلاً من الحب ليس مفهوماً جديداً. ما هو رأيك في هذا؟
إن اختيار الراحة أو المال بدلاً من الحب ليس مفهوماً مستداماً. لقد تعلمت من تجاربي الشخصية والمهنية أن الحب والراحة مهمان، لكنني كنت دائماً أفضل الحب. في القصة، كانت رباب تتمتع بالثروة والراحة لكنها لم تحصل على الحب. أظهرت الشخصية التزامها بالحب من خلال محاولة جعل الأمور تسير على ما يرام، حتى أنها قدمت عادل كرئيس تنفيذي للشركة لتعزيز شراكتهما. يعتمد النجاح في العلاقة على مساهمة كلا الشريكين بالتساوي، عندما يعطي أحدهما ويأخذ الآخر فقط، يؤدي ذلك إلى اختلال التوازن والإرهاق.
من الضروري أن يُقدّم كل شريك دعماً عاطفياً وعملياً للآخر. تزدهر العلاقة عندما يحرص كل طرف على "ملء كؤوس" الآخر بالحب والراحة، بدلاً من أن يستنزف أحدهما طاقة الآخر دون مقابل.
لقد أصبحت اسماً معروفاً في كل بيت. هل تخشين أن يتم تصنيفك للأدوار القادمة دائماً كفتاة قوية الإرادة عائدة من الخارج؟
بعد هذا المسلسل، تلقيت بعض السيناريوهات التي كانت معاكسة تماماً لشخصيتي. كان أحدها مشابهاً لدور "شارجينا"، ولم أستطع إلا أن أضحك من مدى طرافة عرض هذا الدور المتناقض عليّ. أعتقد أن كل ما هو مقدر لك سيأتي إليك، لأنه جزء من مصيرك. أحاول أن أظل شاهدة على هذه العملية، وأرى أن دور البشر في منتصفها، مع الثقة في أن الله هو خير المدبرين. لذلك، لست خائفة من هذه التغييرات، فهي لا تزعجني على الإطلاق.
بالنظر إلى اهتمامك بصناعة الأفلام، إذا كان لديك ميزانية غير محدودة وإمكانية الوصول إلى أي من الممثلين، من ستختارين وما هو موضوع الفيلم؟
واو، حسناً، لدي الكثير من الأفكار التي تدور في ذهني. لذا سأسميها "أصداء الخلود" وسيكون تصنيف الفيلم دراما/خيال علمي، حيث يشرع البشر من أبعاد مختلفة في رحلة عميقة لاكتشاف الذات، وتجاوز الفناء، واستكشاف العلاقة المعقدة بين الجسد الفاني والجوهر الأبدي.
هل أنت مستعدة لذكر طاقم التمثيل؟
كان من الممكن أن يضم هذا الفريق "جيم كاري" و"نعيمة بات" و"ريز أحمد" و"روبرت دي نيرو" و"آل باتشينو" و"مورغان فريمان" و"نيكول كيدمان" و"بلال عباس" أو "فؤاد خان" وغيرهم.
صادق سليم هو كاتب مقيم في الإمارات العربية المتحدة ويمكن التواصل معه على حسابه على الانستغرام @sadiqidas.