كان ذلك أحد تلك الأيام، تلك الأيام التي تصل فيها قبل الموعد، ولكنك تضطر إلى الانتظار لمدة ساعة إضافية، ولكنها كانت نجمة بوليوود، لذا ربما كان الأمر مفهوماً، بعد ساعة واحدة في حفل الاستقبال بفندق بولمان الشارقة، تم اصطحابي بسرعة وهدوء إلى المصعد ونحو باب مغلق، رن الجرس وفجأة ظهر صوت رنين - "مرحبا!"

وهناك وقفت مرتديةً بدلة سوداء، وكانت السترة مزيّنة بأزهار الكريستال، وكان شعرها الطويل المحمر ينسدل على ظهرها، كانت الممثلة هوما قريشي مستعدة للحديث عن مشروعها الأخير، وهو ابتكار بطلة خارقة تدعى زيبا، بطلة خارقة وقحة، ولكنها مدلّلة وتدخن الحشيش، والتي على الرغم من كل عيوبها إلا أنك تتعاطف معها.

بالنسبة لقريشي، فإن جميع الشخصيات في الكتاب لديها بعض العناصر الخاصة بها. "أعتقد أن جميع الشخصيات هي أنا، يتمتع الكتاب بتفاصيل مثيرة للاهتمام، فكل فصل من فصول الرواية يتحدث بضمير المتكلم، وكل فصل يتحدث عن شخصية مختلفة، مما يدفع الكتاب إلى الأمام، لذا في حين يمكن أن يتحدث أحد الفصول عن زيبا وصوتها الداخلي، يمكن أن يتحدث الفصل الآخر عن والدتها أو والدها. إنهم جميعاً يتحدثون بضمير المتكلم، لذلك لا يوجد حكم، وهذا بالنسبة لي كان رائعاً للغاية كعملية وكممثلة".

تحدثت نجمة مسلسل "مونيكا او ماي دارلنغ" Monica O My Darling ، إلى مجلة "وينكد" wknd. على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا الأسبوع، عن ولادة كتاب زيبا : آن أكسدنتال سوبر هيرو Zeba: An Accidental Superhero ، ولماذا هي مهتمة جداً بكتب المساعدة الذاتية، ومن تتواصل معه عندما تبدأ في كتابة قصتها.

وُلدت زيبا في عصر كوفيد؛ عندما تعلم العالم الخبز والطهي واتخذوا هوايات إضافية لمنع العزلة من التسلل إلى أدمغتهم، عندما أصبح تطبيق زووم مشهوراً مثل جوجل، وأصبح المعقم الملحق الجديد الذي لا غنى عنه، شعرت قريشي، التي تعمل في هذا المجال منذ أكثر من عقد من الزمان، بالملل الشديد، قالت: "أنا شخص يحب الاستمرار في العمل طوال الوقت وعقله دائماً في الشيء التالي، لذلك عندما حدث كوفيد، كان لدي كل هذا الوقت لنفسي، وبدأت كل الأشياء التي كانت بداخلي تخرج".

"قد يحدث ذلك"

وتوضح قريشي أنّ السمات الشخصية التي تميّز زيبا، معقولة. "كنا جميعاً نعتقد عندما كنا أصغر سناً أنه عندما تكون في الثلاثينيات من عمرك، ستكتشف ذلك، كما تعلمون، لأن الأشخاص الأكبر سناً يبدون أكثر ذكاءً عندما تكون في سن المراهقة، ولكن لا، هم أيضاً معقدون ومربكون ويصعب عليهم اكتشاف ذلك، وأشعر بشكل خاص مع النساء، النساء المسلمات، أن هناك صورة نمطية تأتي تلقائياً في الكتابة وفي تصويرهن في السينما الشعبية أو أي شيء آخر، هذا ليس صحيحاً، أنا امرأة مسلمة. أنا لست صورة نمطية، أنا عبارة عن خليط من كل أنواع التناقضات، وأين تمثيلي؟".

"لم أرَ ذلك من قبل، لقد رأيت دائماً نسخة متطرفة للغاية من معنى أن تكون كذلك، وأعتقد أن هذا كان السبب وراء ظهور زيبا أيضاً".

في البداية، أرادت أن تستخدم فكرتها في صنع فيلم أو مسلسل. وقالت: "لأنها تتمتع بهذا النوع من الجاذبية الدولية فيما يتعلق بالعالم الحديث والعالم الإسلامي، وما يعنيه أن تكون امرأة في عالم كهذا، وتتنقل في تلك المساحة، ولكن بطريقة ترفيهية للغاية وممتعة وثقافية شعبية".

وبينما كانت تفكر في كتابة سيناريو فيلم أو اختيار صياغة كتاب مُصوَّر، شعرت بوخزة شجعتها على الكتابة فقط.

"بدأت كاتبة اليوميات المتحمسة - التي بدأت في تدوين أفكارها في الصف الحادي عشر - في شرح فكرتها".

فكرت "أحتاج فقط إلى إخراج هذا على الورق، ثم دعونا نرى ما سيخرج منه، "وهذا هو بالضبط ما فعلته، وكان لدي عدد قليل من الأصدقاء الذين دفعوني ودفعوني في الاتجاه الصحيح، وهكذا، على مدى فترة عامين، تبلور الأمر ببطء".

ولأنها لم تكن من النوع الذي يقايض شهرتها بسطر من كتابها، فقد اختارت دار هاربر كولينز للنشر لتسويق كتابها، وقالت وهي تتلألأ بحماس: "لقد كانوا يضغطون عليّ، كان ناشري يطلب مني إعادة كتابة الكتاب... لقد استمتعت بهذا التفاعل الإبداعي".

بدأت قريشي، التي ولدت في نيودلهي في 28 يوليو 1986، مسيرتها التمثيلية - والتي لا تزال تسميها وظيفتها الرئيسية - في عام 2012، بفترة من الأدوار الداعمة في الدراما " عصابات واسيبور.

ومنذ ذلك الحين، اجتاحت منصات سرد القصص، وظهرت على الشاشة الكبيرة بأفلام ناجحة مثل "بادلابور" Badlapur ، وفي مسلسل ويب ( Leila )، وفي فيلم جعلها تكتسب 20 كيلوغراماً من أجل دورها،"دبل أكس أل " Double XL (الذي لا يزال بإمكانك مشاهدته على Netflix).

وأضافت: "بالنسبة لي، كان الأمر دائماً أشبه بلعب شخصية - كان "دبل أكس أل" Double XL هو أول فيلم اخترته تحت شركة الإنتاج الخاصة بي وأردت أن يمثل كل فتاة أو كل رجل لديه مشكلة في صورة الجسم. لقد اكتسبت ما يقرب من 20 كجم من أجله، أشعر أنه يجعلك تفهم جسد الأنثى، والنظرة الذكورية، وأفكار الجمال".

"حتى اليوم، في كل مرة أضع فيها صورة شخصية بدون مكياج، يقول الناس، "يا إلهي، إنها بدون مكياج". وأتساءل، "ولكن لماذا هذا الأمر مهم إلى هذا الحد؟"

وعندما سُئلت عن الوسيلة المفضلة لديها - الشاشات الكبيرة مقابل سرد القصص عبر الإنترنت - قالت بثقة: "أفضل المشروع الذي يدفع لي أكبر قدر من المال". هذه ليست استخفافاً بحرفتها، بل إنها تشرح أنها عملت بجد وكافحت بكل ما أوتيت من قوة للوصول إلى حيث هي الآن، المكان الذي يمكنها فيه الاستمتاع بدخل جهودها. "هل تعلم كم عملت بجد للوصول إلى نقطة أشعر فيها أنني أخيراً أحصل على أجر قريب مما أعتقد أنه يستحق العمل الشاق الذي بذلته؟" تسأل. "أنا حقاً أستمتع بذلك [إشعار الدفع]. وأستمتع أيضاً بالتفاخر، لأنني أشعر أنه في بعض الأحيان، كما تعلم، يحصل مصفف الشعر على أجر أعلى من الممثلات في الأفلام السائدة الكبيرة".

وبينما تستكشف قريشي تكنولوجيا العصر الجديد (والتي تُعرف بالذكاء الاصطناعي) التي تسيطر على معظم جوانب الحياة - من السفر إلى التصوير الفوتوغرافي - وتسبب ضجة كبيرة بين الممثلين الذين يجدون نسخاً من أنفسهم مكررة على الشاشة (تشمل الأمثلة الأخيرة هاريسون فورد وتوم هانكس)، تدعو قريشي إلى منظور، وتشجع قائلة: دعونا نكون قدوةً، حسناً، يجب أن نستمر في التحقق من أنفسنا باستمرار وأن يكون لدينا هذه القواعد الأخلاقية"، موضحة أن هذا يحتاج إلى أن يكون نقاشاً متطوراً ومستمراً "ليس لديك قانون واحد ويبقى هناك إلى الأبد. إنه جزء متطور، كيف يمكنك التحسين والتأكد من وجود نظام حكم أفضل دائماً في بلد ما؟ وينطبق الشيء نفسه على الذكاء الاصطناعي، وينطبق الشيء نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي. تتطور التكنولوجيا ،ومع اكتشافنا لاستخدامات أفضل لها أو استخدامات مختلفة لها، يجب أن نكون قدوة، حسناً، ليس لهذا أو ذاك".

تتمتع قريشي بشخصية متحركة، حيث تسمح ليديها بالتحدث أو لغة جسدها تنقل حدة الحديث عندما تؤكد على نقطة معينة. ولهذا السبب، فأنت تعلم أنها قد أقامت حواجزها بالفعل عندما تذكر عرضَ هذين المعسكرين الرئيسيين للأبطال الخارقين اللذين يمكن أن يثيرا حتى أكثر المعجبين غير الكارتونيين. عندما سُئلت عما إذا كانت من محبي "دي سي او مارفيل "Marvel أو DC، هزت رأسها قائلة، "أنا من محبي "زاك سندير" Zack Snyder - دعنا نترك الأمر عند هذا الحد".

كما أن صانع الأفلام المسؤول عن فيلم "باتمان ضد سوبر مان" Batman V Superman و "ريبيل مون" Rebel Moon قد صنع فيلم (جيش الموتى) " Army of the Dead (المتاح على Netflix)، والذي شاركت فيه "قريشي" Qureshi. وهي تجري محادثات بشأن أفلام "هوليوودية" أخرى أيضاً ( wknd. لا يمكنني تأكيد ما إذا كان هذا سيكون إنتاجاً آخرَ من إنتاج Snyder) ومع ذلك، فقد حاولنا.

ولكن يمكننا أن نتحدث عن زيبا ومغامراتها – وحقيقة أن قريشي حريصة على كتابة كتاب آخر (عملها الجانبي). تقول مازحة: "إنها تحتاج فقط إلى عامين من الراحة".

وسرعان ما تبدأ قريشي في الكتابة على هاتفها بحماسة، حتى وهي تجد الوقت للابتسام، والإيماء برأسها، والتقاط الصور. وهي مستعدة للتوجه إلى المطعم، لتشارك فتاتها الخارقة مع العالم.