رحب المعلمون في رأس الخيمة ببرنامج التأشيرة الذهبية الجديد، الذي يقولون إنه سيمنحهم الاستقرار ويساعدهم في التخطيط للمستقبل.
بالنسبة للأمريكية "ليديا"، أصبحت رأس الخيمة بمثابة منزل ثانٍ بعد قضاء أربع سنوات في التدريس هناك. وقالت ليديا، معلمة التربية الخاصة البالغة من العمر 25 عاماً في مدرسة ويلسبرينج: "التأشيرة طويلة الأمد ستوفر لي الاستقرار والتقدير، وستساعدني على التخطيط بشكل أفضل للمستقبل".
وأوضحت ليديا أن البرنامج يعكس التزامها تجاه المجتمع ويحفزها على بذل المزيد من الجهد في دورها كمعلمة. وأضافت: "أتمنى أن أرى الأطفال الذين درّستهم منذ انتقالي إلى هنا يكبرون ويحققون النجاح في حياتهم".
في وقت سابق من هذا الشهر، أطلقت رأس الخيمة برنامج التأشيرة الذهبية لمعلمي المدارس الخاصة، تقديراً لدورهم الأساسي في بناء مستقبل الإمارة. وأعلنت دائرة المعرفة عن هذه المبادرة، التي تتيح إقامة طويلة الأمد برعاية شخصية لقادة المدارس والمعلمين المؤهلين. ويهدف البرنامج إلى تعزيز الاستقرار الوظيفي واستقطاب الكفاءات المتميزة، مما يعكس التزام الإمارة بتطوير نظام تعليمي على مستوى عالمي.
ووصفت كاثرين، معلمة رياض الأطفال البريطانية في أكاديمية رأس الخيمة، التأشيرة الذهبية بأنها "تحول جذري" في مجال التعليم. وقالت كاثرين، البالغة من العمر 36 عاماً: "إنها خطوة مفاجئة ومثيرة. يعالج البرنامج تحديات أساسية مثل العقود قصيرة الأجل، مما يعزز الاستقرار الوظيفي والشعور بالانتماء".
وترى كاثرين أن هذا البرنامج سيسهم في تقليل معدل تبديل المعلمين وتشجيع التميز في التدريس. وقالت: "يدفعنا إلى تقديم أفضل ما لدينا ويوفر هدفاً واضحاً نسعى لتحقيقه. كما يمنح المعلمين مزيداً من الأسباب لاختيار رأس الخيمة كوجهة للنمو المهني وتحسين جودة الحياة". وشددت على أهمية استقرار الأسرة، وهو ما تدعمه التأشيرة الذهبية، مما يجعل مهنة التعليم أكثر استدامة.
ويجب على المعلمين المؤهلين للحصول على التأشيرة الذهبية أن يكونوا قد أمضوا ثلاث سنوات على الأقل في رأس الخيمة، وأن يكونوا حاصلين على شهادة جامعية متقدمة، وأن يظهروا تأثيراً إيجابياً على أداء المدرسة. بالإضافة إلى ذلك، يشمل البرنامج عائلاتهم، مما يعزز من استقرارهم ويعمق شعورهم بالانتماء إلى المجتمع.
وقالت "كانديس"، معلمة العلوم من جنوب أفريقيا في مدرسة ويلسبرينج الثانوية: "التأشيرة الذهبية تفتح آفاقاً جديدة للنمو. فهي تشجع المعلمين على الالتزام بعقود طويلة الأمد، مما يبدد القلق المرتبط بالعقود محدودة المدة". وترى كانديس، البالغة من العمر 51 عاماً، أن هذه المبادرة هي الحل الذي انتظره المعلمون طويلاً.
وبعد أن قضت أربع سنوات في رأس الخيمة، تعتز كانديس بروح المجتمع والشمولية التي تتميز بها الإمارة. وتقول: "هذا البرنامج غيّر نظرتي للبقاء هنا - لم يعد الأمر مؤقتاً". وهي تعتقد أن المبادرة ستستقطب معلمين ذوي كفاءات عالية، مما يساهم في رفع جودة التعليم في الإمارة خلال السنوات المقبلة.
وأشاد "تيميتوب"، الذي يتمتع بخبرة تمتد لنحو عقد من الزمان في رأس الخيمة، بالمبادرة لمعالجة المخاوف الطويلة الأمد بشأن الاستقرار والاعتراف بالمعلمين.
قال مساعد رئيس المرحلة الثانوية النيجيري في مدرسة جيمس وستمنستر: "توفر التأشيرة الذهبية استقراراً طويل الأمد، وتعزز الرضا الوظيفي والالتزام. كما تزيل الضغوط الناتجة عن تجديد الإقامة بشكل متكرر، مما يتيح للمعلمين التركيز على تطوير حياتهم المهنية والشخصية".
وسلط المعلم البالغ من العمر 41 عاماً الضوء على إمكانات رأس الخيمة في جذب المعلمين ذوي المهارات العالية، مما يعزز سمعتها كمركز تعليمي.
بالنسبة للمعلمين مثل ليديا وكاثرين وكانديس وتيميتوب، فإن التأشيرة الذهبية لا تمثل مكافأة لمساهماتهم فحسب، بل إنها أساس لبناء مستقبلهم في رأس الخيمة.