في الساعات الأولى من صباح يوم 5 مايو، كانت "ليز جونزاليس" تقوم بتحديث صفحة موقع تأشيرة" VFS "Global بغضبً وتوترٍ شديدين، فقد كانت هذه محاولتها الأخيرة في سلسلة من المحاولات المتواصلة لتأمين موعد للحصول على تأشيرة شنغن للحصول على فرصة حضور جولة الفنانة "تايلور سويفت" في هولندا يوم 6 يونيو، لكن لم يحالفها الحظ.

وقالت المعجبة الحزينة المقيمة في دبي البالغة من العمر 34 عاماً، والتي اتخذت في النهاية القرار الصعب ببيع تذكرة حفلها بعد فشلها في الحصول على موعد: "لا أتذكر أنني بكيت كثيراً بعد انفصالي، حيث لا تأتي فرصة مشاهدة أداء "سويفت" إلا مرة واحدة في العمر، لكن على الأقل، كانت تذاكر الطيران خاصتي قابلة للاسترداد".

حاولت "جام توتانز" مديرة عمليات في شركة خاصة والمقيمة في أبو ظبي، حجز مكان على مدى ثلاثة أشهر: "أردت مشاهدة تايلور سويفت في أوروبا، لكن بما أنني لم أتمكن من الحصول على موعد مع، فقد بعت تذكرتي وسأراها الآن في لندن في أغسطس".

كما باعت "بام داكوينان" المحبطة أيضاً تذاكرها بعد "محاولات دؤوبة " لحجز موعد، وقالت بام المقيمة في دبي والبالغة من العمر 26 عاماً: "لقد اشتريت تذكرة عرض يوليو 2024 في يوليو من العام الماضي وكنت أحاول الحصول على موعد منذ عدة أشهر".

لماذا يبدو تأمين موعد التأشيرة المرغوب به أمراً مستحيلاً؟

وأوضحت موناز بيليموريا، الرئيس الإقليمي لشركة VFS Global: "نظراً لقرب دولة الإمارات ولأن أوروبا وجهة مرغوبة للمسافرين في جميع أنحاء العالم، فإن الطلب على تأشيرات الدخول إلى دول شنغن لا يزال مرتفعاً، وبعد الوباء، شهدنا زيادة في عدد الطلبات امتدت إلى ما بعد أشهر الصيف التقليدية، مما أدى إلى الضغط على المواعيد المتاحة."

وتحدث خبراء الصناعة عن كيفية تأثير الطلب المرتفع على المسافرين. وقالت "منى تافوكلي"، الرئيس التنفيذي لشركة سوق السفر للسياحة: "20% من العملاء الذين يتصلون بنا غير قادرين على تأمين مواعيد التأشيرة". وقال "هاربريت سينغ"، المستشار والشريك في EzVisas: "نتلقى يومياً العديد من الاستفسارات من السياح الذين يطلبون منا مساعدتهم في تحديد مواعيد التأشيرة، لطالما كان الاندفاع الصيفي عاملاً يؤثر على المقيمين في الإمارات ".

وقالت "ليزا فولي"، مستشارة السفر لدى @luxurytravelbylisa، "إنّ عدم تحديد المواعيد يمكن أن يسبب الكثير من التوتر والإحباط بين العملاء، حيث لا يمكنهم السفر إلى وجهتهم المفضلة. فإذا لم يحصلوا على مواعيد، عليهم إما حجز موعد من أجل رحلة في آخر دقيقة إلى وجهة لا تتطلب التأشيرة (بتكاليف أعلى بكثير) أو فشل خطط العطلة تماماً.

ووفقاً لشركة VFS، شهدت دولة الإمارات نمواً بنسبة 25% في الطلب على التأشيرات في عام 2023 مقارنة بعام 2022، وزيادة بنسبة 18% مقارنة بعام 2019، مما يشير إلى استمرار الطلب على السفر إلى أوروبا. وقالت "فيكتوريا باجور"، المدير الإداري لشركة تنظيم شؤون الحياة تسمى VP The Service: "إلى جانب الطلب، فإن التغييرات في أنظمة التطبيقات والتراكم العام يجعل من الصعب أيضاً الحصول على مواعمواعيد المؤجلة

مواعيد مؤجلة

في الشهر الماضي، غاب مغترب جنوب إفريقيا فارون (الذي لم يرغب في مشاركة اسمه الكامل) عن مؤتمر عمل في هولندا بسبب التأخير في معالجة التأشيرة. وقال: "عندما تم فتح مواعيد التأشيرة في 29 فبراير، حجزت موعداً ليوم 26 مارس وتقدمت بطلب للحصول على تأشيرة في الفترة من 19 إلى 26 مايو. وتم إصدار التصريح في 22 مايو، واستلمته بعد ظهر يوم 23 مايو، مما منعني من حضور المؤتمر. فقد استغرقت العملية برمتها 18 يوم عمل، بينما تستغرق عادةً بين "5إلى 15 يوماً".

وقال المغترب المقيم في أبو ظبي: "شعرت بالإحباط لأن جواز سفري لم يكن معي لمدة شهر. كانت لدي خطط سفر أخرى ولم تكن هناك طريقة سهلة لإلغاء الطلب أو استرداد جواز سفري عندما فهمت أنني لن أتمكن من الحصول على التأشيرة".

وقالت موناز من شركة VFS: "نحن نحث المسافرين باستمرار على التقدم بطلب للحصول على تأشيراتهم في وقت مبكر لتجنب أي تأخير، وتقبل دول شنغن الوثائق حتى ستة أشهر قبل تاريخ السفر".

ووفقاً للشركة، فإن الوقت المستغرق لمعالجة الطلبات يمكن أن يختلف بشكل كبير من بلد إلى آخر، ويعتمد هذا على الكثيرمن العوامل مثل جنسية مقدم الطلب وفئة التأشيرة التي يتقدم بها والمستندات المقدمة.

في كثير من الأحيان، يلجأ المسافرون إلى الوكالات للمساعدة في تخفيف متاعب تقديم الطلبات، وعندما أرادت "زهرة نور"، المقيمة في دبي، السفر إلى أوروبا في شهر مارس، بدأت البحث عن مواعيد طلب التأشيرة منذ أكتوبر من العام الماضي. وقالت: "لأسباب مختلفة، ورغم محاولاتي المستمرة إلا أنني لم أتمكن من حجز موعد مناسب حتى يناير".

وعلماً بأنه لم يعد أمامها الكثير من الوقت، بدأت منشئة المحتوى الرقمي البالغة من العمر 35 عاماً في البحث عن وكالات في دبي يمكنها مساعدتها. وأضافت: "كان الكثيرون يطلبون أسعاراً مرتفعة بشكل يبعث على السخرية فقط لحجز موعد" ، أخيراً، تواصلت زهرة مع شركة EzVisas، التي ساعدتها في الحصول على موعد وإجراء الحجوزات اللازمة وتنظيم جميع الوثائق المطلوبة.

تحذير من المحتالين

وقال هاربريت، في شرحه لكيفية تمكن الوكالات من الحصول على مواعيد التأشيرة: "نظراً لأن الوكالات لديها الكثير من اليد العاملة، فإننا نتحقق باستمرار من المواعيد لمعرفة ما إذا كانت المواعيد مفتوحة حتى نتمكن من حجزها للعملاء. الشيء الوحيد الذي يمكن للمرء فعله للحصول على مواعيد تأشيرات مبكرة هي الاستمرار في التحقق من موقع الويب."

وأضاف :"يجب على الزائرين التحقق من المواقع الحكومية للحصول على أحدث الجداول الزمنية لمعالجة التأشيرة وزيارة موقع VFS Global الإلكتروني للحصول على قوائم مراجعة المستندات للتأكد من أن لديهم جميع الأوراق اللازمة لعملية طلب التأشيرة بسلاسة.

وقالت فيكتوريا: "تتطلب العملية في كثير من الأحيان مقابلات شخصية ونسخاً مطبوعة من المستندات، وهذا يحتاج إلى وقت للتجهيز وأي شيء مفقود سيؤدي إلى الرفض حيث يتطلب الأمر إعداداً دقيقاً".

ومع ذلك، أكدت موناز مجدداً على أن جميع "مواعيد التأشيرات ومعالجة الجداول الزمنية والقرارات المتعلقة بالطلبات هي من اختصاص السفارة أو القنصلية المعنية فقط. يتم إصدار المواعيد وإدراجها في الوقت الفعلي على موقع VFS Global وهي متاحة مجاناً."

وحذرت المسافرين من المحتالين، وأضافت أنّ الشركة "لا تعمل بالاشتراك مع أي جهات خارجية" لتوفير هذه المواعيد مقابل رسوم. حيث قالت: "نحث المسافرين على الحذر من الجهات الاحتيالية التي تتظاهر بأنها موظفة في شركة VFS Global وتعد بمواعيد مؤكدة أو قرارات إيجابية للحصول على تأشيرة مقابل تكلفة."

تغيير خطط السفر

ويمكن أن تؤدي ندرة مواعيد التأشيرات إلى تعطيل ترتيبات سفر السائحين. بالنسبة لزهرة وعائلتها، فقد اضطروا إلى تغيير مسار رحلتهم لهذا السبب بالتحديد. وقالت: "خططنا في الأصل للدخول عبر سويسرا والخروج عبر هولندا، لكن انتهى بنا الأمر إلى عكس نقاط الدخول والخروج لدينا بسبب عدم توفر المواعيد".

قال هاربيت ، موظف لدى EzVisas، شارحاً آلية العملية، :" الأمر يعتمد على مدى مرونة المتقدمين فيمايخص خططهم، على سبيل المثال، إذا أراد شخص ما السفر إلى جمهورية التشيك ولكن الموعد المحدد من النمسا متاح، فإننا ننصحه بالقيام بهذا وزيارة النمسا أولاً، ثم جمهورية التشيك. يقدر بعض المتقدمين ذلك لأنه يساعدهم على استكشاف المزيد في نفس الرحلة".

ويقول الوكلاء إن هناك وجهات بديلة تقدم تجارب مماثلة إذا لم يكن المناخ البارد في أوروبا خياراً متاحاً بسبب مشكلات التأشيرة، وإذا أراد المسافرون تجربة الطقس في أوروبا، تقول "منى توخكلي" إن هناك العديد من الخيارات، بما في ذلك أرمينيا وجورجيا وتركيا وقبرص والبوسنة وصربيا واليابان.

وأضافت "لعشاق الطقس الاستوائي، أوصي بإندونيسيا وسنغافورة وتايلاند وماليزيا. فالعيش في الإمارات يوفر راحة في الرحلات الجوية المباشرة من دبي وأبو ظبي إلى العديد من البلدان، لذلك يمكن للمقيمين في الإمارات الاستمتاع بإجازاتهم حتى لو لم يتمكنوا من السفر إلى بلدان منطقة شنغن."

وأكد هاربريت: "نحن نبذل قصارى جهدنا للحصول على مواعيد وتأشيرات للعملاء. ومع ذلك، إذا لم نتمكن من تلبية احتياجات رحلتهم إلى أوروبا، فإن معظم العملاء يفضلون الآن السفر إلى إحدى دول آسيا الوسطى، التي تقدم للمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة امتيازات السفر بدون تأشيرة".

وأضافت فيكتوريا: "تحظى دول جنوب شرق آسيا وأفريقيا بشعبية كبيرة الآن لدى عملائنا، حيث يرغب العديد منهم في تجربة الوجهات الصاعدة مثل مدغشقر والموزمبيق."