ترهل الوجه عقب تناول العقار 
الحياة والمعيشة

"أوزمبيك": حل سحري لفقدان الوزن أم خطر صحي جديد؟

سمية ميهتا

بحسب دراسة أجرتها مؤسسة البدانة العالمية، فإن السمنة آخذة في الارتفاع في الإمارات العربية المتحدة، حيث من المتوقع أن يعاني ما يقدر بنحو 7.5 مليون شخص - بما في ذلك 700 ألف مراهق وطفل - من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2035. وقد توجه الكثيرون إلى استخدام "أوزمبيك" بعد ظهور أساليب الحياة التي تقل فيها الحركة، بما في ذلك سهولة الوصول إلى وسائل النقل وقلة التمارين البدنية.

الآن، بعد أن تم الإشادة به باعتباره عقاراً سحرياً لإنقاص الوزن، اكتسح عقار أوزمبيك قطاع إنقاص الوزن في الأشهر الاثني عشر الماضية. كما ساهم دور وسائل التواصل الاجتماعي وتأييد المشاهير والوعد بنتائج سريعة في زيادة استهلاكه من قبل الأشخاص دون وصفة طبية.

يقول الدكتور "جورجيوس أورفانيوتيس"، جراح التجميل صاحب خبرة 15 عاماً في جراحة التجميل والترميم: "يلجأ الناس، وخاصة أولئك الذين يقتربون من سن اليأس إلى هذه الطريقة لفقدان الوزن غير المرغوب فيه عندما لا يتمكنون من تحقيق نتائج من خلال الوسائل الطبيعية مثل التمارين الرياضية والنظام الغذائي، وهناك منتجات مماثلة مثل "مونجارو" [متوفرة في السوق]".

عقلر "اوزمبيك"

الحبة السحرية

"تعد حقن سيماجلوتايد (المعروفة باسميها التجاريين أوزيمبيك وويجوفي) لمرضى السكري وتستخدم أيضاً كدواء لإنقاص الوزن. تقول الدكتورة "صوفي شوتر"، طبيبة التجميل وأخصائية الهرمونات في عيادة بيولايت دبي: "تعمل هذه الحقن كعمل هرمون GLP-1 في الجسم، مما يجعلك تشعر بالشبع بشكل أسرع ويطيل عملية الهضم".

وأضافت أن هذه الحقن أصبحت شائعة للغاية في الإمارات العربية المتحدة بسبب نتائجها الفعالة و"السريعة" في إنقاص الوزن. قالت: "لقد أحدثت هذه الحقن ثورة حقيقية بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أجل إنقاص الوزن، ولكنها قد تكون خطيرة بالنسبة لأولئك الذين لا يصلحون لاستخدامها".

ووضح الدكتور جورجيوس أورفانيوتيس - مسلطاً الضوء على عوامل الخطر - أن عقار أوزمبيك يعمل بشكل أساسي عن طريق إبطاء عملية الهضم مما يجعل عضلات المعدة تعمل بشكل أبطأ بكثير. لذلك، إذا كان شخص ما يتناول عقار أوزمبيك فسوف يحتاج إلى التوقف عن تناوله لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع قبل الخضوع لأي عملية جراحية لتقليل خطر الاختناق.

الصيام قبل العمليات الجراحية

ويضيف: "إذا بقي الطعام في المعدة أثناء الجراحة فقد يدخل إلى الرئتين مما يسبب الالتهاب الرئوي الشفطي المميت. لذلك، يُنصح المرضى بعدم تناول الطعام أو الشراب قبل الجراحة. مع أوزمبيك، لا يكفي التوقف عن تناول الطعام في الليلة السابقة لأن المعدة تعالج الطعام ببطء شديد".

في حين يرى بعض الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن فوائد بالتأكيد، بدأ آخرون الآن في ملاحظة آثاره غير المرغوب فيها. يقول الدكتور جورجيوس أورفانيوتيس: "حتى الآن، لا توجد سوى أدلة قصصية، حيث لم يتم إجراء العديد من الدراسات حول الأضرار المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب أوزيمبيك مشاكل في الصحة العقلية؛ فقد أفاد بعض الأشخاص أنهم شعروا بالاكتئاب الشديد وحتى بالرغبة في الانتحار بعد ذلك".

ما هو 'وجه أوزيمبيك'؟

إن فقدان كتلة العضلات بشكل ملحوظ هو أحد الآثار الجانبية الأخرى التي يعاني منها الناس بسبب عقار إنقاص الوزن. يقول الدكتور جورجيوس أورفانيوتيس: "بالنسبة للوجه على وجه التحديد، يظهر فقدان ملحوظ في حجمه خاصة مع بدء ترهل الدهون في الوجه وزيادة نزول أنسجة الوجه مثل اللفائف العضلية السطحية مما يسرع ظهور علامات الشيخوخة"، وأضاف أن أحد الآثار الجانبية الشائعة التي يعاني منها الناس نتيجة لذلك هو "الوجه الأوزمبي".

يظهر فقدان ملحوظ في حجم الوجه مع بدء ترهل الدهون

إذن، ما هو وجه أوزمبيك؟ تشرح الدكتورة "ماريا توماس"، طبيبة الأمراض الجلدية ورئيسة قسم الليزر والتجميل في مركز زيا الطبي في دبي، "يشير هذا المصطلح إلى مظهر العينين الغائر والفارغ بالإضافة إلى زيادة بروز الخطوط الدقيقة والذقن نتيجة لاستخدام أوزمبيك".

وأضافت: "يحدث هذا لأن عقار أوزيمبيك والأدوية المماثلة يمكن أن تتسبب في فقدان الوزن بسرعة، مما لا يترك وقتاً كافياً للأنسجة للتكيف. ويؤدي فقدان الوزن السريع إلى تمدد الجلد مما يجعل الأنسجة الزائدة أكثر وضوحاً ويؤدي إلى فقدان الحجم، ويمكن أن يكون هذا ضاراً بشكل خاص للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، مما يجعل وجوههم تبدو وكأنها مترهلة ومتعبة".

وبحسب الدكتورة آيزة جميل، استشارية الأمراض الجلدية في هيلث بوينت في أبوظبي، فإن السبب الرئيسي لظهور التجاعيد في الوجه هو فقدان الوزن بشكل كبير وسريع. قالت: "يمكن أن تتفوق سرعة فقدان الوزن على قدرة الجلد على التكيف مما يؤدي إلى الترهل، وهذا ملحوظ بشكل خاص في المناطق التي كان الجلد فيها مدعوماً بالدهون في السابق".

ونتيجة لذلك، ارتفعت طلبات إجراء جراحة تجديد شباب الوجه بين الأشخاص الذين تناولوا عقار أوزيمبيك. وتقول الدكتورة "شويتا سينغ"، طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة في مركز مينال الطبي: "هذه الآثار الجانبية منتشرة للغاية لدرجة أن مصطلح "وجه أوزيمبيك" أصبح موجوداً، كما يمكن أن تحدث تأثيرات مماثلة مع أدوية إنقاص الوزن الأخرى المتوفرة في السوق مثل "موجارو" و "زيباوند".

ظهور "وجه أوزيمبيك" في الإمارات؟

في الآونة الأخيرة، تزايد بشكل كبير عدد الأفراد الذين يعانون من مشكلة وجه أوزيمبيك في الإمارات، حيث يقوم العديد من المرضى بزيارة الخبراء بحثاً عن حلول.

وأوضحت الدكتورة آيزة جميل: "لقد لاحظنا تزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل بشكل كبير. يؤدي فقدان الوزن الشديد والسريع إلى ترهل الجلد بسبب انخفاض مستويات الكولاجين وفقدان كتلة العضلات ويمكن أن يتفاقم هذا بسبب عدم تناول كمية كافية من البروتين".

يؤدي فقدان الوزن الشديد والسريع إلى ترهل الجلد

وأضافت الدكتورة شويتا سينغ: "نحن نستقبل ونرد على الاستفسارات المتعلقة بعلاج وجه أوزمبيك في مركز مينال الطبي يومياً. بعد فقدان الوزن، يشعر المرضى بالقلق بشأن التجاويف في الوجه والترهل وظهور معالم التقدم في السن".

تقول الدكتورة "مينال باتواردان أندرادي"، أول طبيبة أمراض جلدية وتجميلية في الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة مركز مينال الطبي: تعتبر الوقاية والتوعية أمرين بالغي الأهمية لفهم كيفية عمل الدواء وآثاره الجانبية المحتملة على فقدان الوزن. إن استخدام أوزيمبيك لفقدان الوزن فقط لدى المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن ولأغراض تجميلية غالباً ما يكون مصحوباً بنقص الوعي بآثاره الجانبية".

وتنصح: على المرضى عدم الانتظار حتى يحدث فقدان كبير للوزن، بل يجب البدء في العلاجات الوقائية بالتزامن مع رحلة فقدان الوزن. من المثير للقلق مدى شيوع ظهور التجاعيد وفقدان المظهر الشبابي لدى المرضى، وبمجرد إعلام المرضى بهذه الآثار الجانبية، تصبح الوقاية أسهل كثيراً".

يمكن أن يكون لفقدان كتلة العضلات أيضاً تأثير ضار على الصحة العامة ومن الأفضل منع ذلك من خلال الالتزام بنظام غذائي خاص غني بالبروتين، يتم تحديده تحت إشراف أخصائي التغذية.

الحد من الآثار الجانبية

يمكن استخدام علاجات مثل Sculptra للمساعدة في إعادة هيكلة المناطق التي فقدت تحديدها، مثل خط الفك وعظام الخد. يمكن أن يؤدي استخدام هذه العلاجات في المناطق المجوفة إلى زيادة امتلاء الجلد، مما يدعم الشيخوخة المبكرة الناجمة عن فقدان الوزن.

تقول منى ميرزا، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة بيولايت دبي: "بالنسبة للوجه، أوصي باستخدام علاج "سكلبترا" ومجموعة من العلاجات التي تساعد على تعزيز الكولاجين الجديد، وهذا ما يحدث عندما يقوم الجسم بتكوين كولاجين جديد من الاستجابات الالتهابية والإصابات، من علاجات مثل "سوف ويف" والوخز بالإبر الدقيقة "ميكرونيدلينغ" و "مورفيوس 8".

اختلاففق النتائج الفردية

من ناحية أخرى، تقترح الدكتورة شويتا سينغ على المرضى البدء في استخدام أجهزة تعتمد على الطاقة مثل "إمفيس" "EMFACE" والتي تساعد في شد العضلات والجلد بطريقة طبيعية، وقالت: "نجمع أيضاً بين علاج "إمفيس" و "سكارليت/بوتنزا" "Scarlet/Potenza" لتحفيز تكوين الكولاجين والإيلاستين في الجسم مما يساعد في منع وعلاج ترهل الجلد والتجاعيد".

وبما أن الجلد يفقد مرونته وإشراقه مع فقدان الوزن، يوصي أطباء الجلدية أيضاً بأن يخضع المرضى لمعززات الجلد بانتظام لإضافة الترطيب وتحسين التماسك وتعزيز توهج الجلد. ومن ناحية العناية بالبشرة، يُنصح أيضاً باستخدام المنتجات الغنية بأحماض الهيالورونيك والريتينول وفيتامين سي والببتيدات.

نمط الحياة هو المفتاح

كما أن فرض الرقابة الصارمة في الصيدليات التي تصرف دواء أوزمبيك واختيار المرشحين المناسبين من قبل الأطباء أمر ضروري أيضاً لمنع الآثار الجانبية الضارة للدواء. وتقول الدكتورة ماريا توماس: "ينبغي نصح المرضى بأن فقدان الوزن هو التزام يتضمن الانضباط الغذائي وممارسة الرياضة ولا يمكن تحقيقه بالأدوية وحدها على المدى البعيد".

الانضباط الغذائي

"إن الحفاظ على ترطيب الجسم أمر بالغ الأهمية فإن شرب ما يصل إلى لترين من الماء يومياً يساعد على ترطيب البشرة وإضفاء النضارة عليها ويمكن أن يؤدي الجفاف إلى زيادة تأثير امتصاص الدهون الذي يحدثه عقار أوزمبيك."

وتلعب عوامل مثل إدارة النظام الغذائي دوراً مهماً أيضاً. وأضافت منى ميرزا: "على الرغم من أن اتباع النظام الغذائي يعمل على كبح الشهية إلا أنه يجب عليك التأكد من أن جسمك مدعم بالعناصر الغذائية الأساسية والبروتين. يعد النظام الغذائي الغني بالبروتين إلى جانب تمارين المقاومة أمراً بالغ الأهمية لأنه يساعد في دعم كتلة العضلات المفقودة".

ومن ثم، فإن تقديم نهج شامل لإدارة وعلاج ومنع ظهور تجاعيد الوجه أمر بالغ الأهمية. تقول الدكتورة مينال باتواردان أندرادي: "ننصح المرضى بتناول الأغذية الصحية وممارسة تمارين المقاومة للحفاظ على قوة العضلات وإدارة التوتر بشكل فعال. ونوصي بالمكملات الغذائية مثل فيتامين سي والزنك والكولاجين البحري وننصح باتباع نظام غذائي غني بالبروتين؛ ونظراً لأن كل مريض لديه احتياجات فريدة فإن المفتاح هو إدارة كل حالة بنهج مخصص وشامل".

تغييرات نمط الحياة لإدارة الآثار الجانبية

يمكن أن تلعب تغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي والعناية بالبشرة، دوراً مهماً في التخفيف من آثار "وجه الأوزمبيك"، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات المحددة، كما ذكرت الدكتورة آيزة جميل:

  1. يساعد الحفاظ على ترطيب الجسم بشكل جيد في الحفاظ على مرونة الجلد والصحة العامة.

  2. من الضروري اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن البروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات ومضادات الأكسدة.

  3. يمكن أن يؤدي تقليل تناول الأطعمة المصنعة والسكريات إلى منع الالتهاب ودعم صحة الجلد بشكل عام.

  4. يمكن أن يساعد روتين العناية بالبشرة الجيد باستخدام المنظف والمرطب ومستحضرات الحماية من الشمس ومنتجات مكافحة الشيخوخة التي تحتوي على مكونات مثل الريتينويد والببتيدات ومضادات الأكسدة في الحفاظ على مرونة الجلد وتقليل علامات الشيخوخة.

  5. النوم الكافي

  6. إدارة الإجهاد

  7. تجنب التدخين والإفراط في تناول الكحول

تحدي دبي للياقة البدنية يعود بفعاليات جديدة ومسابقات دولية

"الموارد البشرية": الهوية الإماراتية إلزامية للدخول إلى منصاتنا الإلكترونية

بدء ترشيح المعلمين المتميزين للإقامة الذهبية

سلطان القاسمي: التأمين الصحي لجميع مواطني الشارقة

منخفض مداري محتمل في بحر العرب الأسبوع المقبل