عندما تعرض لاعب كرة القدم محمد البالغ من العمر 24 عاماً والمقيم في دبي لإصابة في الملعب، اعتبرها في البداية مجرد يوم سيئ. ولكن عندما بدأ الألم يؤثر على أنشطته اليومية، قرر زيارة الطبيب.
وأوضح: "لم يعد بإمكاني لعب كرة القدم أو صعود السلالم أو الوقوف لفترات طويلة." ثم أوصى طبيبه بإجراء عملية زرع غضروف، بهدف استعادة المزيد من المرونة في ركبتيه، مما سيساعده في أداء الأنشطة اليومية.
أشار الدكتور "كارثيكراج كوبيراكاني"، جراح العظام في مستشفى ميدكير رويال التخصصي في القصيص، إلى أن التدخل الطبي السريع ساهم في إنقاذ محمد من الإصابة المبكرة بالتهاب المفاصل. وقال: 'لقد كان لاعباً رياضياً منذ سن مبكرة جداً، ولكنه أهمل صحته لفترة من الوقت."
وأضاف الدكتور كارثيكراج: "في سن الرابعة والعشرين، فقد محمد كل غضاريفه. وبمجرد فقدان الغضروف، لا ينمو من تلقاء نفسه. لو لم نقم بإجراء هذه العملية، لتدهورت حالة محمد إلى التهاب المفاصل، وهو ما كان سيتعين عليه التعامل معه طوال حياته."
التهاب المفاصل، وهو حالة تتميز بالتهاب وألم في المفاصل، شائع بشكل خاص بين الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، وغالباً ما يؤدي إلى الألم والتصلب. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن المشاركة المتكررة في الرياضات دون اتخاذ الاحتياطات المناسبة قد تؤدي إلى ظهور مبكر لالتهاب المفاصل لدى الرياضيين الشباب."
قال "هايدن هيل"، أخصائي العلاج الطبيعي الرياضي في مركز (ريو اكتيف) للطب الرياضي والعلاج الطبيعي: "ارتبطت المشاركة المكثفة في الرياضة بزيادة فرص الإصابة بهشاشة العظام المبكرة، وقد عالجت بعض هؤلاء الأشخاص."
وأوضح أن "الرياضات الخاصة التي تنطوي على الكثير من أنماط الحركة نفسها، وتغييرات الاتجاه - مثل الحركة المتكررة عالية التأثير، واصطدام الأجسام، والالتواء - يمكن أن تسبب في بعض الأحيان حدثاً مؤلماً، وبمرور الوقت، التهاب المفاصل".
وبحسب الخبراء، فإن أولئك الذين يمارسون رياضات مثل كرة القدم، والكريكيت، والركبي، والمصارعة، والهوكي على الجليد، والتنس، وكرة السلة، معرضون لمثل هذه المشكلات. وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، كشفت لاعبة الريشة الهندية الحائزة على الميدالية البرونزية الأولمبية، "ساينا نيهوال"، أنها قد تضطر إلى ترك مسيرتها المهنية لأنها كانت تكافح التهاب المفاصل.
بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون الرياضة، قال هايدن إن الطريقة الجيدة لتقليل خطر الإصابة المبكرة بالتهاب المفاصل هي بناء القوة والقدرة على التحمل العضلي بمرور الوقت. وأشار إلى أنه من المهم الحصول على إرشادات من الخبراء.
وأوضح قائلاً: "من الأسهل دائماً القيام بذلك مع شخص يعرف من أين يبدأ، وكيفية التقدم، وكيفية بناء قدرتك على ممارسة التمارين الرياضية، لمنع الإصابات غير الضرورية التي يمكن أن تحدث بسبب التحميل الزائد لجسمك أو مفاصلك، أو ما يُعرف باسم القيام بالكثير في وقت قريب جداً."
وأكد أنه: "إذا لم تكن على علم بما إذا كان يجب عليك البدء أو كيف تبدأ، فإن أخصائي العلاج الطبيعي أو المدرب الشخصي أو طبيب الرياضة الجيد يمكن أن يوجهك إلى الاتجاه الصحيح. ومع ذلك، إذا كنت بمفردك، فإن أفضل مكان للبدء هو مجرد التحرك ببطء في البداية، ثم البناء خطوة بخطوة بمرور الوقت."
وأيد الدكتور كارثيكراج هذا الرأي، وقال أن الناس يجب أن يقضوا ما بين ستة أشهر وسنة في بناء عضلاتهم لتجنب الإصابات. وأضاف: "يجب عليهم ممارسة تمارين القلب لتحسين صحة القلب، ويجب أن يقضوا ما لا يقل عن 45 دقيقة إلى ساعة في العمل في التمدد والمرونة. وهذا من شأنه أن يقلل من الإصابات الرياضية بنسبة 30 في المائة على الأقل."
كما أكد على ضرورة ممارسة العلاج المائي، وقال: "يجب أن تكون التمارين تحت الماء والسباحة جزءاً من النظام الصحي لجميع لاعبي الرياضة. فعند ممارسة التمارين تحت الماء، لا يتم إجهاد المفاصل، ويتم تقوية العضلات في نفس الوقت."
وبحسب هايدن، فإن أفضل طريقة لمواجهة مشاكل التهاب المفاصل هي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وقال: "من المهم أن نتذكر أن ممارسة التمارين الرياضية مفيدة بشكل خاص في منع التهاب المفاصل، والعديد من الأمراض المرتبطة بأسلوب الحياة. سيكون من الأسهل البدء برياضات التحمل منخفضة التأثير لبناء لياقتك البدنية ثم الاستمرار من هناك. ومن المعروف أن تدريبات القوة تساعد على تحسين صحة المفاصل والعظام حتى لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً."
وأضاف الدكتور كارثيكراج أن اتباع نظام غذائي صحي وتناول المكملات الغذائية المناسبة أمر ضروري للحفاظ على الصحة. وقال: "في رأيي، يحدث التهاب المفاصل نتيجة لمجموعة من العوامل، بما في ذلك مشاكل المناعة الذاتية." وأضاف: "في النساء، يمكن أن يبدأ التهاب المفاصل أيضاً مع بداية انقطاع الطمث بسبب اختلال التوازن الهرموني. لذا، يجب على الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أن يكونوا أذكياء وأن يكونوا على دراية بجسمهم حتى يمكن التعامل مع المشكلات الصغيرة وحلها قبل أن تصبح مشكلات أكبر."