لاحظ الأطباء في الإمارات ارتفاعاً في حالات التأثر بالخانوق، حيث يأتي المرضى الصغار إلى المرافق الصحية وهم يعانون من السعال "النباحي".
وأوضح الأطباء أن الخانوق هو نوع من عدوى الجهاز التنفسي التي عادة ما تسببها الفيروسات. وتؤدي العدوى إلى تورم داخل القصبة الهوائية، مما يتداخل مع التنفس الطبيعي وينتج عنه الأعراض المعتادة للسعال "النباحي".
قال الدكتور "إجناتيوس إدوين ديسوزا"، استشاري طب الأطفال ورئيس قسم طب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى جامعة ثومباي: "الخانوق هو عرض حاد يصيب الجهاز التنفسي العلوي تسببه عادة عدوى فيروسية ويؤثر على الأطفال الصغار. وهو ينطوي على التهاب في مجاري الهواء العلوية، وتحديداً الحنجرة والقصبة الهوائية، ويُعرف أيضاً باسم التهاب الحنجرة والقصبة الهوائية؛ وفي الحالات الشديدة، يُشار إليه باسم التهاب الحنجرة والرغامى والقصبات".
وأضاف: "عادة ما يبدأ المرض في الليل، وما يثير قلق الآباء هو السعال النباحي والصرير الذي يصدر أثناء الشهيق، لذلك، غالباً ما يطلبون الرعاية الطارئة".
أثناء الفحص في قسم الطوارئ، أشار مختصو الرعاية الصحية أيضاً إلى أن الأطفال المصابين بالخانوق يبدون عموماً نشيطين ومرحين وعادة ما يحافظون على مستويات تشبع الأكسجين الطبيعية، لكن أولئك الذين يعانون من أعراض أكثر شدة يحتاجون إلى مراقبة دقيقة للتأكد من تعافيهم.
وأكد الأطباء أن هذا المرض أقل شيوعاً لدى الأطفال فوق سن السادسة، ويحدث عادة في الفترة ما بين سبتمبر ومارس.
وقالت الدكتورة راين سيم (الدكتورة نورين سيم)، استشاري طب الأطفال في المستشفى الدولي الحديث بدبي: "عندما يصاب طفلك بعدوى فيروسية، يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى تورم البطانة داخل الأنبوب في الحلق وعند الاستنشاق يمكن أن يتسبب التضييق في إصابة طفلك بسعال يشبه النباح. يكون هذا أكثر وضوحاً عندما يبكي أو ينزعج الطفل. يمكن أن يعاني أيضاً من الحمى وسيلان الأنف وألم في الأذن. يظل المرض معدياً طوال وجود الحمى".
وأكد مختصو الرعاية الصحية أيضاً أنه مع تغير الفصول، من المهم أن يهتم الناس بصحتهم.
وقال الدكتور حسن سعيد عثمان بدر، استشاري طب الأطفال في مستشفى زليخة الشارقة: "إن حلول فصل الخريف يعني انخفاض درجات الحرارة ليلاً، وبالتزامن مع بدء العام الدراسي، فإن ذلك يساهم في ارتفاع حالات التأثر بالخانوق".
وعن الأسباب، أوضح بدر أن الفيروس نظير الإنفلونزا، وهو المسبب الأكثر شيوعاً لالتهاب الحلق وليس له تطعيم حتى الآن.
وأكد أنه على الرغم من أن لقاح الإنفلونزا ليس مصمماً خصيصاً للوقاية من الخانوق، إلا أنه يمكن أن يساعد في التخفيف من شدة التهابات الجهاز التنفسي بشكل عام.
وأضاف أن "لقاحات الإنفلونزا تساعد على تقليل التهاب الحلق الناجم عن فيروسات الإنفلونزا، لذا ينصح باتخاذ الإجراءات الوقائية".
يتحسن معظم الأطفال في غضون يومين إلى سبعة أيام مع إدارة الأعراض التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
قال بدر: "يمكن للمرضى تناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لعلاج الحمى أو الألم، وتناول الكثير من السوائل، والتركيز على الأطعمة المهروسة/العصائر. إن العسل مهدئ ومضاد طبيعي للالتهابات (فقط للأطفال فوق سن 12 شهراً) ويمكن استخدام بخاخات أو أقراص مخدرة/مهدئة للحلق لتخفيف الأعراض".
والجدير بالذكر أنهم يؤكدون أن تطبيق ممارسات النظافة البسيطة يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض خطيرة.
وقال ديسوزا: "إن غسل اليدين بانتظام، وتجنب الاتصال الوثيق بالأفراد المصابين بعدوى الجهاز التنفسي أو المدخنين، والحفاظ على النظافة العامة الجيدة هي ممارسات أساسية للحد من انتشار الفيروسات التي تسبب الخانوق. بالإضافة إلى ذلك، فإن التأكد من حصول الأطفال على التطعيمات الروتينية، بما في ذلك لقاح الإنفلونزا، قد يساهم بشكل غير مباشر في الحد من شدة الأمراض ومن الإصابة بالفيروسات التي يمكن أن تؤدي إلى الخانوق".