السؤال: هل يمكن للباحثين عن عمل أن يبقوا على سرية الأرقام عندما يُسألون عن مقدار ما يكسبونه حاليًا؟ فكيف ينبغي لهم أن يجيبوا على هذا السؤال الشائع إذن؟
الإجابة: في عالم المقابلات الوظيفية، قد تتحول المحادثة حول توقعات الراتب في كثير من الأحيان إلى نقطة حساسة. فعندما يواجه المرشح سؤالاً حول مقدار ما يكسبه حاليًا، يُعرض عليه خيار محوري.
من منظور الموارد البشرية، يمكن لنزاهة الاستجابة أن تحدد نبرة التفاعلات المهنية المستقبلية. ليس من غير المألوف أن يسأل المجندون عن الرواتب السابقة، لكن الحكمة من الكشف عن هذه الأرقام قد تكون موضع تساؤل. هل يُطلب من المرشح الكشف عن راتبه السابق أثناء مقابلات العمل؟ من الناحية القانونية، لا يوجد التزام بالكشف عن هذه المعلومات. ومع ذلك، فإن القرار بشأن ما إذا كان سيتم مشاركة الأرباح السابقة يجلب طبقة مثيرة للاهتمام إلى الحوار حول الشفافية والثقة في البيئات المهنية.
ولنتأمل هنا الحالة التي يقرر فيها المرشح للوظيفة زيادة راتبه السابق على أمل الحصول على عرض أعلى. قد يبدو هذا في البداية مفيداً، ولكن إذا تم اكتشافه، فقد تؤدي العواقب إلى تشويه سمعته المهنية. فمن الصعب إعادة بناء الثقة بعد كسرها، وخاصة في بداية الوظيفة الجديدة. والصدق في مثل هذه المناقشات ليس مجرد خيار أخلاقي، بل خيار استراتيجي أيضاً.
إن النهج الأكثر لباقة بالنسبة للمرشحين هو إعادة توجيه المحادثة نحو المساهمات والتوقعات المستقبلية. على سبيل المثال، قد يجيب المرشح: "إن تركيزي ينصب على القيمة التي يمكنني تقديمها لمؤسستك. أنا أبحث عن دور يوفر تعويضًا عادلًا بناءً على المسؤوليات ومؤهلاتي. ما هو نطاق الراتب الذي حددته لهذا المنصب؟" يحول هذا الرد التركيز من التعويضات السابقة إلى الإمكانات المستقبلية والتوافق مع ميزانية الشركة.
عادةً ما يكون لدى خبراء الموارد البشرية ذوي الخبرة ميزانية واضحة في الاعتبار لكل دور، ولا يسترشدون فقط بالتعويضات السابقة ولكن أيضًا بمعايير السوق والمتطلبات المحددة للوظيفة. اليوم، تميل استراتيجيات التعويض بشكل متزايد نحو نطاقات رواتب أوسع وأجور تعتمد على المهارات، مع التأكيد على قيمة الدور والمهارات التي يتمتع بها المرشح، بدلاً من تاريخ راتبه.
إن التعامل مع مناقشات الرواتب بشفافية ونزاهة يمكن أن يشكل سابقة إيجابية لعلاقات العمل، مع التأكيد على الاحترام المتبادل والمعاملة العادلة. كما يوضح أن المرشح يقدر الصدق ويثق في قيمته، مما يضع الأساس لعلاقة مهنية ناجحة. وفي سوق العمل المتطورة هذه، يتم تقديم خدمة أفضل لكل من أصحاب العمل والمرشحين عندما تستند مناقشات الرواتب إلى الإمكانات والأداء وليس التاريخ.
تم توفير هذا الدليل من قبل معهد تشارترد للموارد البشرية والتنمية، وهو هيئة مهنية للموارد البشرية وتنمية الأفراد. ويدافع معهد تشارترد للموارد البشرية والتنمية عن تحسين العمل وحياة العمل لأكثر من 100 عام. ويساعد هذا المعهد المؤسسات على النجاح من خلال التركيز على موظفيها ودعم اقتصاداتنا ومجتمعاتنا.