الضغط لتحقيق أعلى مستويات الجمال 
الحياة والمعيشة

خبراء : وسائل التواصل تسهم في اضطراب"خلل الشكل"

مشاهدة "صور خالية من العيوب" طوال الوقت على منصات "انستغرام" و "تيكتوك" يمكن أن يضر بتقدير الشخص لذاته

زين بسلت

في عالم تهيمن عليه فلاتر "الانستغرام" وتريندات ا"لتيك توك"، أصبح الضغط لتحقيق أعلى مستويات الجمال بعيدة المنال أشد من أي وقت مضى. وفقاً للخبراء، ظهرت زيادة هائلة في اضطرابات خلل الشكل (BDD)، وهي حالة تؤثر على العقل حيث يصاب الناس بالهوس بالعيوب المتخيلة أو البسيطة المتصورة في مظهرهم.

وقالت خبيرة مقيمة في دبي لصحيفة خليج تايمز أنه منذ عام 2020، كانت هناك زيادة بنسبة 120 في المائة في حالات اضطراب خلل الشكل على مستوى العالم بين الشابات بسبب الاستخدام الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت الدكتورة "سوبيا نسيم"، استشارية طب الأطفال والمراهقين في مستشفى ميدكير دبي: "تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في هذا الأمر، أرى أن الشباب يتأثرون بطريقة غير مسبوقة. يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للصور المثالية إلى المقارنات والنقد الذاتي، مما يؤدي إلى تأجيج اضطراب خلل الشكل".

الدكتورة سوبيا نسيم

وشاركت دوللي أبو خضرة، المقيمة في الإمارات العربية المتحدة، البالغة من العمر 24 عاماً مع صحيفة خليج تايمز، صراعها الشخصي مع اضطراب خلل الشكل، قالت: "إن المرور بالواجهة الأساسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم يمثل لعبة مقارنة قاسية".

وأضافت: "كنت أرى صوراً لأشخاص بملامح وأجسام خالية من العيوب طوال الوقت، مما جعلني أقارن نفسي بهم طوال الوقت وجعلني أشعر بعدم الكفاءة وقادني لانتقاد نفسي".

دوللي أبو خضرة

فهم اضطراب خلل الشكل

لاحظت الدكتورة سوبيا نسيم أن اضطراب خلل الشكل يجعل المصابين به مهووسين بشكل مفرط بالعيوب المتصورة في مظهرهم. وأوضحت: "قد لا تكون هذه العيوب ملحوظة للأشخاص الآخرين لكنها تؤثر عليهم بشكل كبير. إنهم يقضون الكثير من الوقت مشغولين بمظهرهم أو جزء معين من مظهرهم إلى الحد الذي يبدأ في التأثير على حياتهم اليومية"، وأضافت: "يمكن أن يؤثر اضطراب خلل الشكل بشدة على قدرة الشخص على متابعة نشاطاته اليومية ويمكن أن يؤثر أيضاً على العمل والعلاقات والصحة النفسية بشكل عام".

وهناك العديد من الآليات النفسية التي تجعل وسائل التواصل الاجتماعي مؤثرة للغاية في تشكيل معايير الجمال. أحد العوامل الرئيسية هو تصميم خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعمل على عرض محتوى للمستخدمين يتماشى مع اهتماماتهم، بما في ذلك الجمال والموضة.

و أوضحت الدكتورة سوبيا نسيم: "تم تصميم الخوارزميات لتحفيز الدوبامين في دماغك، إنه يلعب نوعاً ما على نقاط ضعفك ويغذي اهتماماتك، خاصة إذا كانت ذات طبيعة مهووسة. تعمل قوة الإيحاء والضغط من الأقران على تضخيم تأثير معايير الجمال غير الواقعية هذه".

مصدر قلق للشباب

إن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صورة الجسد مقلق بشكل خاص للشباب، إذ أن المراهقين في مرحلة هشة حيث يتطور تصورهم واحترامهم لذواتهم. وأكدت الدكتورة سوبيا نسيم: "عادةً ما تكون الأعمار الأكثر عرضة للخطر بين 12 و 15 عاماً. إن هذا سن حساس للغاية بالنسبة لمعظم الشباب والمراهقين لأن هذا هو الوقت الذي يطورون فيه شعورهم بالذات".

وأوضحت أن رؤيتهم المستمرة للصور المثالية يمكن أن تؤدي إلى عدم الرضا عن مظهرهم وزيادة خطر الإصابة باضطرابات خلل الشكل.

وتحدثت دوللي أبو خضرة عن تجربتها الخاصة، وقالت: "لقد عانيت من تقديري لذاتي بشكل كبير نتيجة لهذه المخاوف. لقد عانيت من القلق والاكتئاب نتيجة لشعوري بعدم الجدارة والقبح. إن محاولة إدراك نفسي بطريقة جيدة هي معركة مستمرة".

آليات التأقلم

بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب خلل الشكل، يمكن أن يكون العلاج مفيداً بشكل كبير. غالباً ما يُنصح بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) كخط أول من العلاج.

وقالت الدكتورة سوبيا نسيم: "يتضمن العلاج السلوكي المعرفي تقنيات مثل منع الاستجابة للرؤية، حيث يبدأ الشخص برؤية ما يجده غير سار ببطء بمساعدة طبيب نفسي. إلى جانب العلاج السلوكي المعرفي، يمكن وصف مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) للمساعدة في علاج القلق والاكتئاب والأفكار الوسواسية".

وبدأت دوللي أبو خضرة العلاج في سن العشرين بعد تشخيص إصابتها باضطراب خلل الشكل، وقالت: "كان العلاج مفيداً بشكل لا يصدق، وخاصة العلاج المعرفي السلوكي. ما أحدث فرقًا كبيراً هو تعلم تحدي أفكاري السلبية ورؤيتها من منظور مختلف، كما ساعدتني تمارين كتابة اليوميات واليقظة الذهنية في إدارة قلقي".

تعزيز جمال التنوع

هناك حاجة متزايدة لمعالجة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صورة الشكل. و كما اقترحت الدكتورة سوبيا: "نحن بحاجة إلى تعزيز فكرة المزيد من التنوع في تصوير الجمال، بما في ذلك أنواع الجسم وألوان البشرة والملامح المختلفة. يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي تضمين ميزات تعزز الصحة النفسية، مثل التذكير بأخذ فترات راحة وفلترة المحتوى لتقليل التعرض لمحتوى غير واقعي".

وأكدت دوللي أبو خضرة على الأمر وشددت على أهمية التصالح مع الذات وتبني معايير الجمال الواقعية.

وأضافت "أريد أن أؤكد على أهمية الاعتراف بمخاوفنا الشخصية ومعاملة أنفسنا بلطف، يجب أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي منصة للسعادة والمجتمع، وليس للشك في الذات والمقارنة".

عطلة للمدارس الخاصة في دبي بمناسبة عيد الاتحاد

دبي: مركز الشرطة الذكي العائم يقدم خدماته نهاية 2026

3 ألاف درهم وتذاكر العودة شرط لتأشيرة زيارة الإمارات

الإمارات: رفع الحظر الجزئي عن الطائرات بدون طيار

عروض وهمية تقدم بيانات مجانية بمناسبة عيد الاتحاد