الطعام المزيف حل مستدام لتجنب الهدر 
الحياة والمعيشة

دبي: المحافظة على الاستدامة وتقليل الهدر بالأطعمة المزيفة

سمية ميهتا

هل سبق لك أن مشيت بجانب كشك طعام ، فأذهلتك إحدى الأطباق الشهية المعروضة والتي تبدو وكأنها طازجة خارجة من الفرن؟ إذا أمعنت النظر، فقد تكتشف، ويا للدهشة، أنها نسخة طبق الأصل من الطعام. تستخدم العديد من المطاعم والمخابز وأكشاك الطعام في الأسواق الآن "طعاماً مزيفاً" لعرض ما تقدمه ، مما يمنح الزبائن فكرة واضحة عما يمكن توقعه من أطباقهم.

ولا يعد هذا النهج فعالاً من حيث التكلفة بالنسبة للمطاعم فحسب، بل إنه يقدم أيضاً حلاً أكثر استدامة لتجنب إهدار الطعام. فمن خلال استخدام نماذج واقعية للغاية، يمكن للمطاعم جذب العملاء مع الحفاظ على الموارد والحد من كمية الطعام التي قد تذهب إلى النفايات.

إذاً، ما الذي يتطلبه تحضير "الطعام المزيف"؟ "سيميرا موين"، المقيمة في الإمارات، فنانة طعام مزيف شغوفة قضت السنوات الأربع عشرة الماضية في دبي، حيث تحول حبها للفن والطعام إلى شكل فريد ومبتكر من أشكال التعبير الفني.

سيميرا موين

تقول سيميرا "لطالما كنت أطمح إلى أن أصبح طاهية، لكن الفرصة لم تأت لي قط، وكان شغفي بالفن معي منذ الطفولة. ومع تقدمي في السن، وجدت في النهاية طريقة للجمع بين الشغفين".

اشتهرت على وسائل التواصل الاجتماعي باسم "طاهية الطعام المزيف"، وهي متخصصة في إنشاء نسخ طبق الأصل عن الأطباق الحقيقية بحيث تكون شديدة الواقعية وجذابة بصرياً للمطاعم والمقاهي والعارضين والعلامات التجارية. ولا يقتصر عملها على هذه العروض فحسب، بل يلعب أيضاً دوراً حيوياً في الحد بشكل كبير من هدر الطعام اليومي.

وتضيف: "لقد حظيت بشرف مقابلة بعض أفضل الطهاة في الإمارات وفرقهم، إنه شعور لا يصدق أن أقوم بتحويل الأطباق الحقيقية التي أعدها هؤلاء الطهاة إلى نسخ واقعية طبق الأصل وأن أشهد ردود أفعالهم. إن تقديرهم يجعلني سعيداً حقاً".

منحوتات طعام مزيفة من إنتاج شركة موين

طاهي الطعام المزيف

بدأت رحلة سيميرا في مطعم BB Social Dining، بالتعاون مع الطهاة "سبيرو" و"هاريس"، مما حددا مسيرتها المهنية المتميزة. ومنذ ذلك الحين، أكملت مشاريع في مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر، مما جعل من دبي ساحة لعبها الإبداعية. تتذكر سيميرا: "كانت لحظة تغيير قواعد اللعبة عندما قمت بصنع نسخ واقعية طبق الأصل للغاية لمطعم Little Jun's من تصميم الشيف كيلفن في Time Out Market - وهي التجربة التي جلبت لي شهرة واسعة النطاق".

ومن بين إنجازاتها الأكثر إثارة التعاون مع شركة "وارنر براذرز" أبوظبي إلى جانب الشيف الأسطوري "ماسي". وتقول: "كان كل تعاون مع هؤلاء الطهاة الرائعين بمثابة مغامرة رائعة، مما زاد من تقديري لمشهد فن الطهي الاستثنائي في دبي".

بالإضافة إلى عملها في المطاعم، قامت سيميرا بإنشاء ألواح شوكولاتة مزيفة لافتة للنظر لعلامة تجارية في دبي مول، كما تعاونت مع طهاة موهوبين مثل ليلي وماي ترانج لصالح شركة Vietnamese Foodies.

كيف يمكن لأحد أن يصبح فنان طعام مزيف مرخص؟

بدأت سيميرا رحلتها بممارسة صناعة أغطية أواني طعام مزيفة، بدءاً بأشياء مثل الماكارون والكعك والكعك الصغير والكعك المحلى. وتوضح: "بدأت كنحاتة، واستغرق الأمر سنوات من التفاني والإتقان، لكنني الآن أتخصص في صناعة نسخ طبق الأصل من الطعام وبغاية الواقعية ".

ومع ذلك، لا يتطلب هذا النوع من الفن تعليماً رسمياً. وتضيف: "لقد نشأ هذا الفن من شغف عميق بالطعام والفن. وقد تطور شغفي إلى تعبير فني فريد من نوعه ما زلت أتقنه".

كيف يتم تصنيع الطعام المزيف؟

بالنسبة لسيميرا، كل مشروع هو بمثابة مغامرة - تحدي جديد لا يوجد دليل محدد يجب اتباعه. تشرح لنا سيميرا خلال رحلتها الإبداعية: "بصفتي نحاتة، أعمل مع أنواع مختلفة من الطين، وغالباً ما أواجه محاولات فاشلة لا حصر لها. كل مطبخ أقوم بتقليده يشبه اللغز، خاصة عندما يتعلق الأمر باختيار الطين المناسب لالتقاط كيانه".

ومن أكثر الأجزاء الممتعة في هذه العملية لقاء الطهاة. تقول: "أحب تجربة مشاهدتهم وهم يعدون لي طبقاً ما لأعيد صنعه. وعندما يقدمونه لي، غالباً ما أجد نفسي أحدق في الطبق وأفكر، "كيف لي أن أتمكن من إعداده؟" إنه مزيج مبهج من الإبداع والتعقيد يدفعني إلى صقل حرفتي".

سيميرا موين ..الشغف أساس عملها

بعد 10 سنوات من النحت، لا يختبرها كل تحدٍ جديد فحسب، بل ويغذي شغفها لمواصلة تحسين حرفتها. وعندما سُئلت عما إذا كان الناس يخطئون في اعتبار طعامها المزيف طعاماً حقيقياً، أجابت بـ "نعم!". تقول سيميرا: "لقد أخطأ الناس في اعتبار عملي طعاماً حقيقياً في مناسبات عديدة، وهو ما أعتبره إشادة بالحرفية".

وتضيف: "كلما زرت مطاعم، غالباً ما يروي لي الطهاة قصصاً مضحكة عن كيفية اضطرارهم إلى منع الناس من تناول الطعام المزيف، معتقدين أنه حقيقي. وكل زيارة تحمل حكاية جديدة".

الغذاء المزيف والاستدامة

إن إنتاج الأطعمة المزيفة يدعم بشكل مباشر استدامة الغذاء، وهي قضية بالغة الأهمية في عالم اليوم، ويتماشى مع أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة للحد من هدر الغذاء، وتعزيز كفاءة الموارد. وتوضح الفنانة أن استخدام الأطعمة المزيفة للعرض في المطاعم يمكن أن يقلل بشكل كبير من هدر الطعام اليومي ويوفر التكاليف.

"تساعد عروض الأطعمة المزيفة في الحفاظ على الموارد الطبيعية والمساهمة في الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعد استدامة الغذاء من الأولويات، يساعد استخدام الأطعمة المزيفة شديدة الواقعية في العروض على منع إهدار الطعام الحقيقي الذي قد يتم التخلص منه بعد العرض."

ولا يساعد هذا على الحفاظ على الطعام نفسه فحسب، بل يوفر أيضاً الماء والطاقة والموارد اللازمة لإنتاجه ونقله. وتقول سيميرا: "من خلال اختيار الأطعمة المزيفة، يمكننا المساهمة في مستقبل أكثر استدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يساعد في الحد من هدر الطعام غير الضروري ودعم مبادرات الاستدامة الأوسع نطاقاً في الدولة. لا يوفر هذا الاختيار المال على المكونات فحسب، بل يوفر أيضاً وقتاً ثميناً لموظفي المطبخ".

ما هي الاستخدامات الأخرى للأطعمة المزيفة؟

على مدار فترة سنوية، يمكن أن تصل تكاليف التوفير والحد من هدر الطعام من خلال استخدام عروض الطعام المزيفة إلى أرقام كبيرة، مما يثبت أنه استثمار عملي للمطاعم على المدى الطويل.

"بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام عروض الطعام المزيفة يمكن أن يؤدي أيضاً إلى عرض أكثر جاذبية بصرياً للأطباق، حيث يمكن تصميمها لتبدو أكثر واقعية وجمالية مقارنةً بالطعام الحقيقي الذي قد يفقد نضارته ومظهره بمرور الوقت"، كما تقول سيميرا.

علاوة على ذلك، يمكن أن تكون عروض الطعام المزيفة مفيدة أيضاً للعملاء لأنها يمكن أن توفر فكرة أوضح عن شكل الطبق قبل الطلب، مما يقلل من فرص خيبة الأمل أو عدم الرضا عن الطبق الفعلي الذي يصل إلى الطاولة. "يمكن أن يؤدي هذا في النهاية إلى زيادة رضا العملاء وزيادة تكرار الزيارات للمطعم."

كما تُستخدم الأطعمة المزيفة على نطاق واسع في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، مثل إنتاجات نتفليكس. وتقول سيميرا: "تصوير المشاهد بالطعام الحقيقي بشكل متكرر أمر غير ممكن لأن الطعام الحقيقي يمكن أن يفسد ويفقد لونه ويتغير قوامه بعد ساعات تحت الأضواء الساخنة. وعلاوة على ذلك، لا يستطيع الممثلون حمل أشياء مثل الآيس كريم لفترات طويلة، حيث يبدأ في الذوبان. ولهذه الأسباب، يعد الطعام المزيف أداة أساسية في صناعة الترفيه، مما يضمن الاتساق والجودة في كل مشهد".

تحدي دبي للياقة البدنية يعود بفعاليات جديدة ومسابقات دولية

"الموارد البشرية": الهوية الإماراتية إلزامية للدخول إلى منصاتنا الإلكترونية

بدء ترشيح المعلمين المتميزين للإقامة الذهبية

سلطان القاسمي: التأمين الصحي لجميع مواطني الشارقة

منخفض مداري محتمل في بحر العرب الأسبوع المقبل