ريم حرازين 
الحياة والمعيشة

فن فلسطيني ينبض بالحياة في تصاميم "ريم حرازين"

حسين عباس رضوي

بالنسبة للفنانة الفلسطينية ريم حرازين، لم يكن الفن ترفاً، بل كان عبارة عن مذكراتها التي تعبر فيها عن أفكارها وتعطي صوتاً لذاتها الداخلية دون خوف أو قيود.

فقدت أول رسوماتها -التي تصور امرأة تناضل من أجل حقوقها- في منزلها المهدم.

وتقول في حوار مع صحيفة الخليج تايمز : " لم يتربى الفلسطينيون في ظروف عادية، فمنذ ولادتنا، نناضل من أجل البقاء والحرية والحقوق وحلم العودة إلى الوطن. نكبر ونحن نحمل مفتاح العودة، الكوفية المنسوجة في هويتنا. نحلم بالعودة، وزراعة أشجار الزيتون على الأرض، وتزيين أنفسنا برموز تراثنا".

ترتبط الفنانة الفلسطينية البالغة من العمر 30 عاماً بجذورها ارتباطاً وثيقاً. استخدمت ريم هذا الارتباط للتعاون مع علامة أسلوب الحياة "Palestine Hustle" لإطلاق مجموعتها "Native"، وهي خط أزياء محدود الإصدار يحتفي بالهوية الفلسطينية، ويشير إلى التراث الغني والروح الدائمة للشعب الفلسطيني.

تعرض المجموعة قمصاناً بغطاء رأس تحمل زخارف من التاريخ والثقافة الفلسطينية، كما صممتها ريم.

وأضافت: "الفن جزء لا يتجزأ من رحلتنا الجماعية، والأغاني والتطريزات الفلسطينية تحكي قصة كل مدينة وكل شبر من أرضنا. ولهذا السبب فإن تركيزي على التراث الفلسطيني من خلال الفن أمر بالغ الأهمية، إنه تراثي، وصوتي، وقصتي، وقصة شعبي أثناء حياتي وبعدها".

وتعمقنا أكثر في حياة ريم حرازين، وناقشنا كيف تتردد أصداء زخارف التاريخ والثقافة الفلسطينية معها، وكيف تعمل وسط الشدائد المستمرة، وأملها في فلسطين حرة.

تتميز مجموعة "الأصلي" بزخارف معقدة من التاريخ والثقافة الفلسطينية. هل يمكنك توضيح أهمية هذه الرموز وكيف تتردد في ذهنك شخصياً؟

في ظل محاولات محو هويتنا وسرقة تراثنا وتاريخنا وكل ما يتعلق بوجودنا، ننهض من خلال الفن. الفن هو مقاومتنا ورسالتنا الحية للعالم. يحب الفلسطينيون الحديث عن تاريخهم وأرضهم، ويرتدون الكوفية بفخر في كل تجمع ويزينون أنفسهم برموز الوطن. نفعل هذا للبقاء على اتصال بجذورنا ومشاركة قصتنا مع العالم.

كل رمز في مجموعة "الأصلي" هو شهادة على قدرتنا على الصمود.

مفتاح العودة يرمز إلى ارتباطنا ببيوتنا وأرضنا التي سُلبت منا، إنه المفتاح الذي ظل جدي وجدتي يحملانه حتى الآن، والحلم الذي ظل في عيون كل أجدادنا والذي نواصل نقله من جيل إلى جيل - حلم العودة، حلم الأرض.

الكوفية رمز نضالنا، وهي تحكي الكثير عن هويتنا وصمودنا. أتذكر أول كوفية ورثتها عن جدي رحمه الله، كانت أول شيء وضعته في حقيبتي عندما هجرت من منزلنا.

تُجسّد أوراق الزيتون الصمود والقوة. فلا توجد قطعة صغيرة من أرض فلسطين لا تُزرع فيها أشجار الزيتون، وهناك حماسة في كل موسم لحصادها. تُذكّرني شبكة الصيد والبحر، شريان حياتنا إلى العالم والمنفذ الوحيد لغزة، بذكريات عزيزة هناك مع والدتي وعائلتي.

وإلى جانب زخارف أوراق الزيتون يقع جدار القدس، الذي يذكرنا بالحواجز التي تحيط بنا، ولكنه أيضاً رمز لوحدتنا والتزامنا بحقوقنا. وكان لا بد أن يجسد التصميم روح وطننا ومعالمنا التي تتحدث عن هويتنا، وتحكي قصتنا، وقصة أرضنا، ونشاركها مع العالم.

المجموعة الأصلية

ذكرت أن تصميم هذه المجموعة وسط الدمار الحالي في غزة كان حافزاً لك. كيف تؤثر التحديات الشديدة التي تواجهها في غزة على عملك الفني والتصميمي؟

بصراحة الحياة في غزة مليئة بالتحديات، لكن هذه التحديات تمنحني الدافع والقوة. عندما أرى الدمار والألم من حولنا، أشعر بمسؤولية كبيرة لإظهار جمال وروح شعبنا من خلال تصاميمي. أفكر في كل قطعة كرسالة للعالم، مفادها أنه على الرغم من كل شيء، يمكننا خلق الجمال والحفاظ على تراثنا. الظروف المؤلمة والصعبة تدفعني إلى الإبداع أكثر، والتعبير عن الأمل والصمود بكل خيط ولون. غزة تعلمني كيف أكون أقوى وأحول الحزن إلى إبداع يلامس القلوب ويصل إلى العالم أجمع.

هل يمكنك أن تحدثينا عن أهمية الفن كشكل من أشكال المقاومة والصمود بالنسبة لك ولمجتمعك في غزة؟

بالنسبة لنا في غزة، الفن ليس مجرد وسيلة للتعبير؛ بل هو روحنا وصوتنا الذي يرتفع فوق الشدائد. عندما نرسم أو نصمم، فإننا نشارك قصتنا مع العالم؛ ونقول أنه على الرغم من كل الدمار والحصار، لا يزال هناك أمل وجمال. الفن هو فعل المقاومة لدينا. كل لون وكل خط هو صرخة تقول إننا هنا، نعيش ونحلم. نستخدم الفن لنقل مشاعرنا وأحلامنا وقدرتنا على الصمود. إنه يجمعنا ويقوينا ويمنحنا الأمل بوجود ضوء في نهاية النفق. الفن هو المقاومة، إنه الحب، إنه الأمل. في كل لوحة وكل قطعة، نعبر عن روحنا التي لا تنحني.

كيف تتصورين مستقبل الفن والثقافة الفلسطينية، خاصة في ظل الصراعات المستمرة والأمل في فلسطين حرة؟

أرى مستقبل الفن والثقافة الفلسطينية مليئاً بالأمل والإبداع، على الرغم من كل التحديات والصعوبات. أحلم بيوم نعيش فيه بحرية وأمان في وطن فلسطيني حر من الشرق إلى الغرب، ونعرض بفخر فننا وتراثنا للعالم.

أرى أجيالاً من الفنانين ينقلون قصصنا بألوانهم وألحانهم، ويتحدثون عن صمودنا وأحلامنا بطريقة تلامس القلوب. بإذن الله، سنكون أحراراً يوماً ما، وستكون كل قطعة فنية بمثابة نافذة تعكس جمال روحنا وقوتنا. ورغم كل شيء، الأمل موجود دائماً، والفن هو ما يجعلنا نستمر ونحلم بغدٍ أفضل.

ما هي النصيحة التي تقدميها للفنانين الطموحين في غزة أو مناطق الصراع الأخرى الذين يحاولون متابعة شغفهم على الرغم من العقبات الكبيرة؟

نصيحتي لكل فنان طموح في غزة، أو أي فنان يواجه تحديات في وطنه، هي: لا تتوقف أبداً عن الإيمان بموهبتك وأحلامك، مهما كانت الظروف صعبة. اجعل إيمانك بنفسك وبفنك أقوى من أي تحد. الفن هو صوتك وسلاحك ووسيلتك للتعبير عن مشاعرك ومشاركة أملك مع العالم.

لا تستسلم، بل استخدم الألم والإحباط كوقود لإبداعك. كل لوحة وكل تصميم تبتكره هو جزء من قصتك التي يجب أن تُسمع. تذكر دائماً أنك لست وحدك، فهناك العديد من الأشخاص حول العالم الذين يُعجبون بشجاعتك ويدعمون رحلتك.

احرص على أن يمتلئ قلبك بالأمل، وتذكر أن الإبداع لا حدود له، حتى لو كانت الحدود مادية أو نفسية. ابحث عن الإلهام في كل ما حولك، في الطبيعة، في الناس، في قصص الحياة اليومية. استمر في التعلم والتطور، ودع حلمك يكون دائماً أمام عينيك. في النهاية، الفن هو ما يجعل صوتك مسموعاً ويترك أثراً دائماً.

أعمال فنية مضمخة بالأمل
إبتسامة تمتلأ بالمستقبل

مواطنات: إلزام الشركات بمقعد للمرأة خطوة نحو الشمولية

رائدات أعمال: عانينا من التحيز ونتطلع لتمثيل أكبر

قفزة قياسية لأسعار الذهب بدبي بعد خفض الفائدة الأمريكية

"كولدبلاي" ..حفل حصري في أبوظبي ضمن جولتها العالمية

50 ألف درهم غرامة 3 كُتاب عَدل بأبوظبي لمخالفتهم التوجيهات والقرارات