مشروع إنساني رائد 
الحياة والمعيشة

مبادرة إماراتية لجمع الأجهزة الإلكترونية القديمة ومساعدة الطلاب المحتاجين

وضعت مبادرة "تبرع بجهازك" في الإمارات تدابير أمنية صارمة للحفاظ على خصوصية بياناتك.

كريستين برنابي

لنكن صريحين مع أنفسنا، كم مرة قمنا بالتخلص من جهاز كمبيوتر محمول تعطّل عن العمل، أو هاتف قديم لم يعد يُجدي نفعاً؟ هذه الأجهزة، التي اعتدنا على رميها في سلة المهملات دون تفكير، والتي تُعرف باسم "النفايات الإلكترونية"، لا تتلاشى ببساطة، بل تتراكم لتُشكل أكواماً هائلة من النفايات تُثقل كاهل كوكبنا.

يتجاوز الأمر مجرد تخلص كل شخص من جهاز أو اثنين، فالأرقام صادمة حقاً! يُنتج العالم كمّاً هائلاً من النفايات الإلكترونية يصل إلى 50 مليون طن سنوياً، أي ما يُعادل رمي 800 جهاز كمبيوتر محمول في كل ثانية! تخيّل حجم هذه الكارثة البيئية وتأثيرها المدمّر على كوكبنا.

إذا كان لديك أجهزة إلكترونية قديمة لم تعد تستخدمها، فبدلاً من رميها في سلة المهملات، لماذا لا تتبرع بها؟

لحسن الحظ، تُطلق حكومة الإمارات العربية المتحدة مبادرة رائعة تُساعدنا على التخلص من أجهزتنا الإلكترونية القديمة بطريقة مسؤولة ومُستدامة. فهي تقوم بحملة سنوية دائمة لجمع هذه الأجهزة وإصلاحها، ثم توزيعها على الطلاب المحرومين حول العالم. بهذه الطريقة، لن نُساهم فقط في الحفاظ على بيئتنا، بل سنشارك أيضاً في عمل خيري نبيل.

تُعرف هذه المبادرة الإماراتية الرائدة باسم "تبرع بجهازك"، وهي لا تقتصر على نوع مُحدد من الأجهزة، بل تستقبل جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية، حتى تلك التي توقّفت عن العمل. إليك كيفية المشاركة:

ما يمكنك التبرع به:

  • أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة، والأجهزة اللوحية.

  • الهواتف الذكية.

  • أدوات الاتصالات والشبكات مثل أجهزة التوجيه والمحولات والمودمات.

  • الطابعات.

  • الملحقات مثل سماعات الرأس والشواحن وبنوك الطاقة.

كيفية التبرع

يمكنك التبرع كفرد أو كمؤسسة.

إذا كنت فرداً، فيمكنك التوجه بأجهزتك إلى أقرب مركز للهلال الأحمر الإماراتي في مختلف أنحاء الدولة. يمكنك العثور على عناوين هذه المراكز على الموقع الإلكتروني للهلال الأحمر الإماراتي (emiratesrc.ae).

وإذا كنت تُفضل عدم مغادرة منزلك، فيمكنك طلب خدمة الاستلام من المنزل بكل سهولة: قم بتنزيل تطبيق "ريلوب" (Reloop) وسجل فيه، ثم اطلب خدمة الاستلام من خلال التطبيق. والمُميز في هذا التطبيق هو أنه يُتيح لك كسب نقاط عند التبرع بأجهزتك، ويمكنك استخدام هذه النقاط للحصول على قسائم مُختلفة.

أمّا إذا كنت تمثل مؤسسة، فسيتعين عليك ملء نموذج على موقع "تبرع بجهازك" (DYOD) الإلكتروني وإدخال التفاصيل المطلوبة، مثل عدد الأجهزة التي ستتبرع بها، ثم تحديد العنوان الذي ترغب في تسليم الأجهزة منه. ستجد النموذج على هذا الرابط: https://www.donateyourowndevice.org/donation-channels

هل أنت قلق بشأن بياناتك؟

أحد العوائق التي تمنع الكثيرين من التبرع بأجهزتهم الإلكترونية، أو حتى بيعها أو إهدائها، هو الخوف من سرقة البيانات الشخصية المُخزنة على هذه الأجهزة.

ولكن، لا داعي للقلق، فقد وضعت مبادرة "تبرع بجهازك" في الإمارات العربية المتحدة تدابير أمنية صارمة للحفاظ على خصوصية بياناتك. فبعد استلام الأجهزة المُتبرع بها، سواءً كانت أجهزة كمبيوتر محمولة أو هواتف ذكية، يتم إرسالها إلى منشأة متخصصة في مسح البيانات بشكل آمن ودائم. وقد تعاون القائمون على المبادرة مع شركة "إيسايكلكس" (EcycleX) الخبيرة في هذا المجال لضمان مسح جميع البيانات الشخصية من الأجهزة قبل إعادة استخدامها.

ماذا يحدث للأجهزة المتبرع بها؟

لا تُهدر مبادرة "تبرع بجهازك" أي جهاز، سواءً كان يعمل أم لا. فالأجهزة المُعطلة وغير القابلة للإصلاح يتم إعادة تدويرها بطريقة صديقة للبيئة، أمّا الأجهزة التي لا تزال صالحة للاستخدام، فيتم تجديدها وإصلاحها ليعود لها بريقها من جديد، قبل أن تصل إلى أيدي الطلاب المحتاجين.

أمّا عن المُستفيدين من هذه الأجهزة المُجددة، فهُم طلاب "المدرسة الرقمية"، وهي مشروع إنساني رائد من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية. تُقدم المدرسة الرقمية تعليماً معتمداً عبر الإنترنت للذين لا يستطيعون الوصول إلى التعليم التقليدي في المنطقة العربية وبقية أنحاء العالم.

وأوضحت المبادرة أن هؤلاء الطلاب "يعيشون في مُجتمعات مُهمشة تفتقر إلى الخدمات الأساسية، ولا يتمتعون بفرصة الوصول إلى العالم الرقمي".

وبعد إتمام عملية التجديد أو إعادة التدوير، تصل الأجهزة المُتبرع بها إلى الطلاب المُستحقين في إحدى الدول السبع التي تُغطيها المدرسة الرقمية، وهي: الأردن ولبنان ومصر والعراق وموريتانيا وبنغلاديش وكولومبيا.

دبي تشدد قوانين المرور: حجز المركبات 30 يوماً للمخالفين

مريم الزعابي: بطلة إماراتية في سماء الطوارئ

الإمارات تنفي شائعات التحقيق حول عملة"واب" المشفرة

الإمارات:ارتفاع في عدد المواليد وزيادة معدلات العقم الثانوي

68% من موظفي الإمارات يسعون للتغيير بسبب نقص المزايا