لكل فرد منا أسلوبه الخاص والفريد في تنسيق مظهره، والأمر لا يتعلق فقط بما نرتديه، بل بكيفية التعبير عن أنفسنا أيضاً - كيف تتداخل الشخصية في أسلوب التواصل الخاص بك، وكيف تقدم نفسك للعالم، وتزين منزلك، وتدير علاقاتك. كل ما تفعله يعكس أسلوبك، واللمسة الشخصية المميزة لك. وبينما يتمتع كل شخص بأسلوبه الخاص، فليس كل شخص لديه المهارة اللازمة لاستغلال ذلك لتحقيق أقصى استفادة منه.
لنتحدث بصدق، إن الحياة مزدحمة، وعلينا التعامل مع العديد من الأشياء في وقت واحد. جميعنا نمر بأيام نشعر فيها أن ارتداء الملابس مهمة شاقة. سواء كان ذلك بسبب الجداول الزمنية المزدحمة، أو لحظات من انعدام الثقة، أو قلة الاهتمام، فمن السهل أن يصبح نمط اختيارنا للملابس غير مبتكر. عندما نواجه تلك الصباحات المزدحمة حيث يوجد اجتماعات مهمة تنتظرنا، ربما نرتدي أول زي تقع عليه أنظارنا ونخرج مسرعين من الباب. ولكن تخيل: إذا اخترت القصة واللون المثاليين اللذين يلائمان حقاً جسدك وشخصيتك والمناسبة في ذلك اليوم، عند دخولك إلى ذلك الاجتماع ستشعر بالثقة والقوة. إذا كنت تتفق مع ذلك، فأنت تفهم أهمية معرفة الخيارات المناسبة لك ومنح نفسك الفرصة لتبدو وتشعر بأفضل ما لديك، بغض النظر عن مدى انشغال الحياة.
ببساطة، هذا هو ما يعنيه نمط التنسيق الهادف، حيث يتم تحديد وتشكيل أسلوبك الفريد في الوجود، واللباس، والتحدث والظهور - بقصد وهدف. ويبدأ ذلك بتغيير طريقة تفكيرك، ومحادثة تجريها في ذهنك حول ما يقوله أسلوبك الفريد عنك.
تقول "كارينا هارفي"، مدربة الهوية الشخصية المخضرمة، إنه عندما نفكر في قدرتنا على تنسيق مظهرنا بشكل جيد، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو نوع جسمنا وأحدث الصيحات. ونادراً ما نفكر في الدور الذي قد يلعبه سلوكنا أو عقليتنا تجاه تنسيق المظهر.
تقول: "إن نمط التفكير أمر صعب التعامل معه في بعض الأحيان، لأن عقليتنا هي التي تتحكم في الخطاب بداخلنا، سواء كان إيجابياً أو سلبياً. إن عقليتنا مبنية على نظام معتقداتنا وعندما يتعطل نظام معتقداتنا أو يتضرر، فإن حديثنا مع أنفسنا وسلوكنا يعكس ذلك".
وتضيف "كارينا": "ومع ذلك، فإن نمط التفكير أمر مهم فيما يتعلق بتنسيق المظهر. إن ما نفكر فيه ونؤمن به بشأن قدرتنا على تنسيق ملابسنا ومدى الاحترام الذي نكنه لأنفسنا وصورتنا له تأثير كبير على نتيجة محاولاتنا في تنسيق مظهرنا".
على سبيل المثال، إذا قلنا لأنفسنا إننا غير قادرين على التنسيق لأنفسنا، فإن ذلك سيتحول في الواقع إلى حقيقة حيث ستكون كل محاولة باهتة وتفتقر إلى الثقة والإيمان بقدرتنا على التنفيذ.
بدلاً من ذلك، إذا كنت تعتقد أنك تبدو قبيحاً في كل ما ترتديه، فمن المحتمل أن يكون هذا ما ستشعر به دائماً بشأن ما تختاره لتنسيق مظهرك.
وكما هي الحال مع أي انطباعات سلبية نحملها عن أنفسنا وعن قدراتنا في مجال معين، فإن مثل هذه المعتقدات سوف تدفعنا في نهاية المطاف إلى التخلي عن محاولة تنسيق مظهرنا بأسلوبنا الخاص. وكلما تراجعنا، كلما اتسعت الفجوة في المعرفة.
ولكن ينبغي لنا أن نستمتع بتنسيق وارتداء ملابسنا. ويبدو أن الذين يعرفون كيف يفعلون ذلك جيداً يستمتعون بالأمر كثيراً، وهو ما قد يجعل الآخرين يشعرون بقدر أكبر من الشك في أنفسهم.
ولكن ماذا لو كنا نعيش في عالم يتمتع فيه الجميع بالقدرة على اختيار وتنسيق ملابسهم بأنفسهم؟ ويؤمنون بقدرتهم على اختيار الملابس التي لن تبدو جميلة فحسب، بل ستجعلهم يشعرون بالرضا أيضاً.
نعم، نحن نفعل ذلك.
تشاركنا "كارينا هارفي" بأربع نصائح يمكنها مساعدة أي شخص على البدء في تبني عقلية إيجابية وفعالة فيما يتعلق بتنسيق المظهر:
1. حدد المعتقدات التي تعيقك ومن أين جاءت هذه المعتقدات.
عادة ما تنشأ علاقة سلبية مع تنسيق المظهر من حدث أو سلسلة من الأحداث أو الملاحظات. تقنعك هذه الأحداث بأنك لا تستطيع أن تنسق ملابسك بشكل جيد أو أن تبدو بمظهر جيد. إن ملاحظة تلك الأفكار المرتبطة بهذه الأحداث والتغلب عليها من شأنه أن يعيد توجيه تفكيرك نحو نظرة أكثر إيجابية.
2. لاحظ خطابك مع ذاتك الذي يمنعك من الإيمان بقدراتك في التنسيق.
غالباً ما يولد من المعتقدات، حوار داخلي مستمر يدعم هذه المعتقدات ويحاربها للحفاظ عليها. وعادةً ما تكون التعليقات البسيطة التي نوجهها لأنفسنا حول أسلوبنا ومظهرنا مدمرة، وربما مقترنة بالمقارنة، وهي أكبر سارق للفرح. إن تعلم تدوين ثرثرتنا الداخلية يمكن أن يساعدنا في تحديد المسببات. وبمجرد أن نفهم كيف يتم الحوار بداخلنا، يمكننا العمل على إعادة صياغة هذه التعليقات إلى توكيدات إيجابية أكثر.
3. فهم أن كل شخص قادر على تنسيق أسلوبه الخاص، ولكن البعض منا لديه المزيد من الخبرة.
يتمتع كل شخص على هذا الكوكب بنفس القدرة على تعلم كيفية تنسيق مظهره وملابسه. ومع ذلك، فإن الاعتقاد بأنك "لا تستطيع" عادةً ما يخفي تلك القدرة وقد يمنعك من المحاولة. ضع في اعتبارك أننا جميعاً في نفس الرحلة، ولكن في مراحل مختلفة. يساعد تعلم ذلك في تحرير عقلك من فكرة أنك لا تستطيع تنسيق مظهرك.
4. تصور إمكانات نمطك.
بمجرد أن تبدأ في الإيمان بقدرتك، لن يكون هناك ما يعيقك. إن فن التصور هو وسيلة رائعة لإطلاق العنان لإمكانياتك. فكر في الشكل الذي تبدو عليه شخصيتك الجديدة من حيث المظهر والفكر والحديث وحتى الرائحة، إن تشكيل هذه الصورة سيساعدك ليس فقط على البدء في فهم نفسك بل وأيضاً في أن تصبح مجهزاً لتنسيق مظهرك بما يناسبك بالشكل المثالي.
ستمر أيام تشعر فيها أن العثور على الزي المناسب ليس بالأمر الصعب، وأيام أخرى قد تتطلب المزيد من الجهد والعزم. ولكن من خلال خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ، يمكنك التحرر من هذه القيود واستخدام مظهرك كأداة قوية للتعبير عن الذات.