ممارسة النشاط البدني لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً 
صحة

الإفراط في ممارسة الرياضة قد يؤدي إلى نتائج عكسية

تظهر "متلازمة الإفراط في التدريب" نتيجةً لرد فعل الجسم السّلبي على كثرة التدريبات مما يؤثر سلباً على الصحة

سارة الكواري

أشار الأطباء إلى أن الإفراط في ممارسة الرياضة، كأن تتجاوز 60 دقيقة يومياً دون أخذ قسط من الراحة، قد يُفضي إلى ما يُعرف بـ "متلازمة الإفراط في التدريب". وتظهر هذه المتلازمة نتيجةً لرد فعل الجسم السّلبي على كثرة التدريبات، مما يؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية.

ونوّهوا بأن من يُعانون من متلازمة الإفراط في التدريب قد يواجهون نتائج عكسية، إذ تُصاب أجسادهم بالإرهاق في محاولتها للتعامل مع الضغوط والمطالب المفرطة.

يوصي الخبراء بممارسة النشاط البدني لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً. ومع عودة تحدي اللياقة في دبي، يسعى القائمون عليه إلى تعزيز نهج متوازن للياقة البدنية والصحة العامة. وتُبرز هذه المبادرة أهمية الالتزام بنصف ساعة من الرياضة يومياً كونه الخيار الأمثل للصحة، فهو يُركّز على الاستمرارية بدلاً من التدريبات الشاقة والمطوّلة.

الالتزام هو الأهم

وفي مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز"، شدد الدكتور "راؤول تشودري"، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى "إنترناشيونال مودرن" في دبي، على أهمية ممارسة التمارين الرياضية من أجل حياة صحية أفضل، منوهاً بفوائدها المتعددة كالحفاظ على صحة القلب، والتحكم في الوزن، وتحسين المزاج.

وأوضح الدكتور "تشودري" قائلاً: "للاستفادة من هذه المزايا فعلياً، يجب الالتزام بممارسة الرياضة وزيادة مستوى النشاط تدريجياً، بدايةً بحصص تمارين معتدلة لمدة 30 دقيقة عدة مرات أسبوعياً". وأضاف: " يُقلل هذا النهج من خطر الإصابات والإرهاق الذي قد ينجم عن التدريبات المفاجئة والمكثفة".

الدكتور راؤول تشودري

وحذّر الدكتور "تشودري" من أن الإفراط في التدريب قد يُسبب في بعض الأحيان إجهاداً مزمناً، يدفع الجسم إلى تخزين الدهون، وخاصةً حول منطقة البطن، بسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول. وأردف قائلاً: "قد يُعاني من يُفرطون في التدريب من نوبات جوع شديدة ورغبة مُلحة في تناول الطعام، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وإحباط جهودهم في إنقاص الوزن".

تأثير الإفراط في التدريب

وأضاف الدكتور "تشودري" مُحذراً: "قد يُؤدي الإفراط في ممارسة الرياضة لدى النساء إلى اضطراب الدورة الشهرية أو حتى انقطاعها، وهي حالة غالباً ما ترتبط بانخفاض مستويات هرمون الإستروجين".

وتابع قائلاً: "أما بالنسبة للرجال، فقد يُؤدي الإفراط في التدريب إلى انخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون، مما يُسبب التعب، وفقدان الكتلة العضلية، وتراجع الرغبة الجنسية. كما أن ارتفاع مستويات الكورتيزول بشكل مزمن قد يُعيق وظيفة الغدة الدرقية وغيرها من العمليات الحيوية، مما يؤثر سلباً على الصحة العامة".

وبما أن العضلات تحتاج إلى وقت للتعافي والنمو بعد التمرين، فإن الإفراط في ممارسة الرياضة قد يُسبب آلاماً مزمنة وإرهاقاً عضلياً ويزيد من خطر الإصابة. وأوضح الدكتور "تشودري" أن "عدم الحصول على قسط كاف من الراحة يُضعف بناء العضلات و عملية التعافي، مما يؤدي إلى تراجع الأداء".

حماية صحة القلب

فيما حذر الدكتور محمد عطية متولي، استشاري جراحة العظام بمستشفى ميدكير الملكي التخصصي، من أن الإفراط في ممارسة الرياضة قد يؤدي إلى مشاكل في القلب، وخاصة الجفاف، مما قد يضعف وظائف القلب ويسبب عدم انتظام نبضات القلب.

كما نبّه إلى أن ارتفاع مستويات التوتر، بالإضافة إلى التمارين الرياضية المُكثفة، قد يُفاقم مشاكل القلب لدى الأشخاص الذين لديهم حوافز وراثية، ويُسبب اختلالاً في توازن الشوارد، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

وأشار الدكتور متولي إلى أنه "قد تلاحظ انخفاضاً في الأداء والشغف، وتقلبات في المزاج، وإصابات متكررة، وضعفاً في الجهاز المناعي، وحتى خفقاناً في القلب".

د. محمد عطية متولي

مخاطر الإدمان

أعربت "ماليني سوبرامانيام"، أخصائية العلاج الطبيعي في مستشفى زليخة في دبي، عن مخاوفها بشأن إدمان التمارين الرياضية، موضحة كيف يمكن أن يؤدي الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية إلى الاعتماد على النظام الغذائي والمكملات الغذائية أو مسكنات الألم القوية والعادات الغذائية السيئة. وقالت: "من الناحية النفسية، قد يُسبب ذلك تقلبات مزاجية وقلقاً وتهيجاً وصعوبة في التركيز"، مُشيرةً إلى أن التعب المُستمر والألم المُزمن واضطرابات النوم قد تكون علامات على إرهاق الجسم.

وحذّرت من أن "ممارسة التمارين الرياضية المُكثفة لفترات طويلة قد تُرهق العضلات بشكل كبير، وتُسبب الجفاف، والألم الناتج عن تراكم حمض اللاكتيك، الأمر الذي غالباً ما يتطلب فترات تعافي طويلة قد تمتد لأسابيع. كما أن الإصابات الشديدة قد تُعقّد عملية التعافي".

ماليني سوبرامانيام

التوازن والتعافي

ولتحقيق التوازن بين ممارسة الرياضة وصحة القلب، يُوصي الخبراء بممارسة النشاط البدني المعتدل لمدة لا تقل عن 150 دقيقة على مدار الأسبوع، مع الحرص على تضمين أيام راحة لمنع الإصابات وتقليل الضغط المُفرط على القلب.

كما يشددون على أهمية تغيير شدة وكثافة التمرين، لأن هذا لا يتحدى الجسم بطرق مختلفة فحسب، بل يساعد أيضاً في تجنب الوصول إلى مرحلة الثبات أو الركود.

وتنصح "ماليني" قائلة: "لا تنسَ أن تنصت إلى إشارات جسدك. فإذا أحسست بالتعب أو عدم الراحة، توقف وقلل من كثافة التمرين أو أخذ قسطاً من الراحة".

يعمل هذا النهج الواعي للياقة البدنية على تعزيز الصحة البدنية والنفسية على حد سواء، مما يضمن روتيناً مستداماً وممتعاً لممارسة الرياضة.

دبي: ضبط برازيلي مطلوب دولياً للاحتيال والتلاعب بنتائج مباريات كرة القدم

حكم قضائي يلزم بنكاً إماراتياً بتسهيل مشروع تطوير عقاري

إنقاذ 4 مواطنين انقلبت مركبتهم في الشارقة

8 فوائد لبطاقة الهوية الإماراتية للمقيمين

دبي:"مبادلة للخير"مبادرة تقلل النفايات بتبادل السلع المستعملة