أعراض متعدد تُشير إلى رداءة نوعية الهواء الداخلي 
صحة

دبي: صيانة أنظمة التدفئة والتهوية لمواجهة متلازمة المباني المريضة

وعد بركات

الصداع، والتهاب الحلق، وحكة العينين، وصعوبات التنفس، والطفح الجلدي، كلها أعراض قد تُشير إلى رداءة نوعية الهواء الداخلي. ومع ازدياد الوعي بما يعرف بـ "متلازمة المباني المريضة"، وأصبح تحسين جودة البيئات الداخلية محط اهتمام السكان والمستثمرين ومدراء المباني على حد سواء. حيث أكد خبراء سوق العقارات أن الطلب على المباني الصحية بات ضرورة وليس مجرد رفاهية.

أحمد ياسين، وكيل عقارات تجارية، أوضح لصحيفة "خليج تايمز" أن هذا الموضوع لا يقتصر على الجوانب الجمالية فقط، بل يمتد ليشمل الرفاهية الصحية. وقال: "مع تزايد الوعي بمتلازمة المباني المريضة، بات الطلب على العقارات التي تُعزز الرفاهية ضرورةً ملحّةً. حيث أصبح المستثمرون يركزون بشكل أكبر على المباني التي تدعم بيئة معيشية صحية."

وتُعدّ متلازمة المباني المريضة، التي تتجلى في أعراض مثل الصداع والتعب ومشاكل الجهاز التنفسي، بمثابة جرس إنذار حاسم لهذا القطاع. فقد أصبحت الحاجة إلى مباني صحية أمراً لا يمكن إنكاره، حيث يتعرض الكثير من الموظفين في أماكن العمل والسكان لمشاكل صحية مرتبطة برداءة نوعية الهواء الداخلي.

ويسلط خالد صلاح، قائد فريق العمليات الأول في شركة تكييف، الضوء على أهمية أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء في تحسين جودة الهواء داخل المباني. وأوضح: "متلازمة المباني المريضة هي حالة يعاني فيها شاغلو المبنى من مشاكل صحية مرتبطة ببيئتهم الداخلية، دون سبب محدد يمكن تحديده".

خالد صلاح

وأشار إلى أن سوء تصميم أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء وصيانتها يمكن أن يساهم بشكل كبير في حدوث متلازمة المباني المريضة. وأضاف: "التهوية غير الكافية، وفلاتر الهواء المتسخة، ونمو العفن في أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء يمكن أن تؤدي جميعها إلى تدهور جودة الهواء بشكل خطير".

كيفية مكافحة هذه المشكلة؟

ولمكافحة هذه المشكلة، شدد خالد صلاح على ضرورة الصيانة الدورية لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء. وأوصى قائلاً: "الفحوصات المنتظمة، واستبدال الفلاتر، وإدارة الرطوبة تعتبر خطوات حاسمة لمنع تلوث الهواء الداخلي". وأضاف: "الترقية إلى أنظمة تكييف هواء متطورة مزودة بتقنيات فلترة وتحكم محسنة يعد أمراً بالغ الأهمية لتحسين جودة الهواء والحد من المخاطر الصحية".

بدأت الحكومة في الإمارات العربية المتحدة في اتخاذ مبادرات لمعالجة هذه التحديات. فقد تم وضع أطر تنظيمية ومبادئ توجيهية لتعزيز معايير جودة الهواء الداخلي، وضمان توافق المباني الجديدة والقائمة مع المتطلبات الصحية الصارمة.

وأضاف صلاح: "في ظل المناخ الذي يتطلب استخداماً مكثفاً لأنظمة التكييف والتهوية، أصبح ضمان جودة الهواء الداخلي من الأولويات بالنسبة للسلطات المختصة بالبناء والصحة في الدولة. وقد وضعت بلدية دبي معايير محددة لجودة الهواء الداخلي ضمن لوائح المباني المستدامة، والتي تفرض معدلات تهوية دنيا وتدابير للسيطرة على الملوثات".

إبراهيم إمام

ولمعالجة هذه المشكلة، شارك إبراهيم إمام، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي الشريك لمجموعة "بلان رادار" (PlanRadar)، وهي منصة رقمية لإدارة البناء والممتلكات، وجهة نظر مماثلة بشأن معالجة متلازمة المباني المريضة.

الصيانة الدورية

وشدد إبراهيم إمام على ضرورة أن يولي أصحاب المباني اهتماماً خاصاً بالصيانة الدورية وفحص أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء. كما أشار إلى أهمية مراقبة مستويات ثاني أكسيد الكربون، حيث أن ارتفاعها يمكن أن يؤثر سلباً على الوظائف الإدراكية وجودة الهواء. وقال: "مع قضاء الناس أكثر من 90% من وقتهم داخل المباني، أصبح من الضروري معالجة هذه المشاكل".

كما اقترح أن يقوم شاغلو المباني بالإبلاغ الفوري عن أي أعراض مرتبطة بمتلازمة المباني المريضة. وأوضح: "توثيق الأعراض والإبلاغ عنها لإدارة المباني أمر بالغ الأهمية. كما أن استخدام منصات رقمية مثل "بلان رادار" يمكن أن يسهم في تسهيل هذه العملية، وضمان التواصل السريع وحل مشاكل جودة الهواء في الوقت المناسب".

وأكد أن إشراك السكان في هذه العملية يعزز من النهج التعاوني للحفاظ على بيئات داخلية صحية. وتابع: "عندما يتم تثقيف السكان وتشجيعهم على الاهتمام برفاهيتهم، فإن ذلك لا يسهم فقط في تحسين جودة معيشتهم، بل يساعد أيضاً أصحاب المباني في الحفاظ على قيمة العقار وزيادة رضا المستأجرين".

مدير يقاضي سائقاً ويطالبه بتعويض 600 ألف درهم عن إصاباته

مليارا درهم صادرتها الإمارات من الأصول المالية المشبوهة في 2023

مترو دبي : تصميم بيضاوي مبتكر لمحطات الخط الأزرق

100 ألف وحدة سكنية جديدة في دبي لتلبية الطلب المتزايد

الاتحاد للطيران تستأنف برنامج تدريب الطيارين المواطنين