في مبادرة للاحتفال باليوم العالمي للقلب، قام مستشفى رأس الخيمة بتدريب مئات من أفراد المجتمع وتزويدهم بالمهارات والمعارف الضرورية للتعامل مع حالات الطوارئ القلبية كمسعفين أوليين في حالات الطوارئ القلبية. تظهر الإحصائيات أن 9 من كل 10 أشخاص يتعرضون لسكتة قلبية خارج المستشفى يلقون حتفهم، مما يبرز أهمية التدخل السريع عن طريق القيام بالإنعاش القلبي الرئوي (CPR) الذي قد يضاعف فرص النجاة.
وتضمنت فعالية التوعية بصحة القلب سلسلة من الأنشطة المثمرة التي هدفت إلى تعزيز جاهزية المجتمع وتسريع الاستجابة لحالات الطوارئ. شارك الحضور في تدريبات على أساسيات الإسعافات الأولية، التي شملت تقنيات مهمة مثل الإنعاش القلبي الرئوي والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ القلبية. يعتبر هذا التدريب العملي ضرورياً لأي شخص يسعى لإحداث تأثير إيجابي في المواقف التي تتطلب تدخلاً لإنقاذ الأرواح.
وقدم الدكتور عادل رضوي، المدير الطبي واستشاري جراحة القلب والصدر في مستشفى رأس الخيمة، عرضاً توضيحياً شاملاً حول أهمية الحفاظ على صحة القلب. تناول فيه أبرز عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب وأفضل التدابير الوقائية. وشدد على أهمية ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، موضحاً أن الهدف هو القيام بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً. كما قدم نصائح مهمة مثل الحفاظ على وزن صحي وإدارة التوتر بفعالية والإقلاع عن التدخين، مؤكداً أن هذه الخطوات تساهم بشكل كبير في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. إضافة إلى ذلك، حث المشاركين على مراقبة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول باستمرار للحفاظ على صحة قلوبهم.
كما شاركت خبيرة التغذية ربا الحوراني في هذه الفعالية، حيث قدمت نصائح عملية حول كيفية اتباع نظام غذائي صحي للقلب. وأوصت الحضور بإدخال كمية جيدة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون في وجباتهم مع تقليل الدهون المشبعة والصوديوم والسكريات المضافة. وأكدت على فوائد الدهون الصحية، مثل تلك الموجودة في الأفوكادو والمكسرات، وأوصت باستخدام الأعشاب والتوابل كبديل للملح عند الطهي، لتحسين النكهة دون الإضرار بصحة القلب.
كما شارك الحضور في اختبار تفاعلي عزز روح التعاون بينهم، واختبر مدى معرفتهم بصحة القلب. وقد استفاد عدد من المشاركين من فحوصات مجانية لتخطيط القلب (ECG)، حيث تم إجراء هذه الفحوصات لتقديم تقييم شامل لوظائف القلب، مما يساهم في الكشف المبكر عن أي مشاكل قلبية محتملة، وهو ما يمكن أن يكون حاسماً في الوقاية والعلاج المبكر لأمراض القلب.
وأضاف الدكتور رضا صديقي، المدير التنفيذي لمستشفى رأس الخيمة، قائلاً: "تتمثل مهمتنا في تمكين أفراد المجتمع بالمعرفة والمهارات اللازمة للتصرف بفعالية في حالات الطوارئ. ومن خلال تعزيز ثقافة الاستعداد، نضمن أن يكون أفراد المجتمع قادرين على التعرف بسرعة على الحالات الحرجة والتدخل بالإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي حتى وصول الطواقم الطبية المتخصصة. فكل ثانية في حالات الطوارئ القلبية قد تكون الفارق بين الحياة والموت، وهذا التدريب يتيح للمشاركين القدرة على إحداث هذا الفارق."
وتشير الإحصائيات إلى أن 80% من الوفيات الناتجة عن الإصابات يمكن تجنبها إذا تم تقديم الإسعافات الأولية في الوقت المناسب، وأن الاستجابة الفعالة لحالات الطوارئ قد تساهم بشكل كبير في تقليص أوقات التعافي. وفي منطقة مثل الإمارات العربية المتحدة، حيث تعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة، تبرز أهمية هذه المبادرة. تساهم عوامل مثل التغيرات في نمط الحياة، وقلة النشاط البدني، وارتفاع معدلات السمنة والسكري في ارتفاع حالات الإصابة بأمراض القلب، وخاصة بين الفئات العمرية الأصغر.