الدكتور ديفيد روز  
صحة

طب الأسنان البيولوجي: نهج شامل لصحة الفم والجسم

الفم هو البوابة إلى الجسم، حيث ترجع العديد من الأمراض الجهازية - مثل أمراض القلب والسكري - إلى مشكلات صحة الفم.

ديلنا ميستري اناند

إذا أدركنا عدد الأمراض التي تنشأ في الفم، فسنأخذ صحة الفم على محمل الجد. ونحن نعلم أن الفم هو البوابة إلى الجسم، حيث ترجع العديد من الأمراض الجهازية - مثل أمراض القلب والسكري - إلى مشكلات صحة الفم. وبذلك ندرك أهمية الحفاظ على نظافة الأسنان الجيدة والسعي إلى الرعاية الشاملة.

يجسّد طبّ الأسنان البيولوجي هذا النّهج الشامل، مع التركيز على صحّة المريض بالكامل من خلال إعطاء الأولوية لاستخدام المواد غير السّامة والتّقنيات الأقل تداخلاً.

ويقف في مقدمة هذه المبادرة طبيب الأسنان البيولوجي وأخصائي زراعة الأسنان ومؤسس"بوز بيو هيلث" Roze Bio Health، الدكتور "ديفيد روز"، ومن خلال الالتزام بفلسفة "primum non nocere" - عدمُ الضرر أولاً - يدعو الدكتور روز إلى منظور شامل لصحة الأسنان.

في محادثة مع الدكتور روز، نستكشف مبادئ طبّ الأسنان البيولوجي، وفوائده، وما يعنيه لصحتنا العامة.

مقتطفات محررة من المقابلة:

دكتور روز، هل يمكنك أن تشرح لنا ما هو طب الأسنان البيولوجي وكيف يختلف عن طب الأسنان التقليدي؟

يتبنى طبّ الأسنان البيولوجي نهجاً شاملاً لرعاية الأسنان، مع التركيز على العلاقة بين صحة الفم والصحة العامة، والاعتراف بأن ما يحدث في الفم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على بقية الجسم. في حين ركز طب الأسنان التقليدي على علاج مشاكل الأسنان بمعزل عن غيرها، باستخدام مواد وطرق قد لا يُؤخذ في الاعتبار تأثيراتها على الصحة العامة؛ يعطي طب الأسنان البيولوجي الأولوية للمواد المتوافقة بيولوجياً، والرعاية الوقائية، والتقنيات الأقل تداخلاً. يهدف نهجنا إلى علاج الشخص ككل، وليس فقط مشكلة الأسنان.

كيف تؤثر صحة الفم على الصحة العامة؟

ترتبط صحة الفم ارتباطاً وثيقاً بالصحة العامة، حيث تعمل كبوابة للجسم. ففي الفم كمٌّ متنوع من البكتيريا التي يمكن أن تسبّب العدوى أو الالتهاب أو عند استخدام مواد سامة تؤدي إلى عواقب صحية خطيرة. على سبيل المثال، يمكن للبكتيريا الموجودة في الفم أن تدخل مجرى الدم، مما قد يؤثر على أعضاء مثل القلب.

تشير الأبحاث إلى أن ضعف صحة الفم قد يؤدي إلى أمراض جهازية مثل التهاب الشغاف، حيث يصاب الغشاء الداخلي للقلب بالالتهاب بسبب البكتيريا، وهذا يشير لأهمية الحفاظ على نظافة الفم. وقد يوصي طبيب القلب بإجراء فحوصات الأسنان قبل الجراحة للتأكد من عدم وجود أي عدوى قد تؤدي إلى تعقيد الإجراءات.

بالإضافة لذلك فإن أنواع المواد المستخدمة في أعمال طب الأسنان قد يكون لها آثار على الصحة العامة. على سبيل المثال، يمكن للمعادن الثّقيلة الموجودة في الحشوات أن تتسرّب إلى الجسم، مما يؤدي إلى التسمم المحتمل. ولهذا السبب من الضروري مراقبة المواد المستخدمة في طب الأسنان وتفاعلاتها مع اللعاب، حيث يمكن أن تنتقل إلى ما هو أبعد من الفم.

ما هي المبادئ الأساسية التي توجه ممارساتك في طب الأسنان البيولوجي؟

تعتمد عيادتنا عدة مبادئ أساسية ضرورية لنهجنا الشامل لرعاية الأسنان:

1. إعطاء الأولوية لتثقيف المرضى: نؤمن بأن المعرفة قوة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة. ومن خلال تثقيف مرضانا حول صحتهم الفموية، فإننا نمكنهم من اتخاذ قرارات جيدة وواعية بشأن رعاية أسنانهم.

2. استخدام المواد المتوافقة حيوياً: في طب الأسنان البيولوجي، تعتبر المواد التي نستخدمها بالغة الأهمية. فنحن نستخدم مواد مثل الراتنجات المركبة (مواد ترميمية )، والسيراميك (يستخدم للأسنان الأمامية لشكل أكثر جمالاً) ، والزجاج النشط حيوياً، والتي لا تسبب سموماً ويتحملها الجسم بشكل جيد. وتعتبر هذه المواد مهمة لأنها تقلل من خطر حدوث تفاعلات حساسية والتعرض للمواد السامة مقارنة بالمواد التقليدية، مثل حشوات الملغم التي تحتوي على الزئبق. ويتمثل هدفنا في استعادة صحة الأسنان دون المساس بالصحة العامة، واستخدام المواد المتوافقة حيوياً يشكل جزءاً أساسياً من هذه الخطة.

3. اتباع نهج وقائي: الوقاية هي جوهر ممارساتنا. نحن نركز على الحفاظ على صحة الفم والوقاية من المشكلات قبل ظهورها، بدلاً من مجرد معالجة المشكلات عند حدوثها. يتضمن ذلك الفحوصات المنتظمة، والتنظيف، وخطط الرعاية الشخصية المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات كل مريض لوحده. من خلال تحديد المشكلات المحتملة في وقت مبكر ومعالجتها بشكل مبكّر، يمكننا مساعدة مرضانا على تجنب المضاعفات الأكثر خطورة في المستقبل. كما يوفر هذا النهج الوقت والمال والراحة على المدى الطويل.

4. التأكيد على صحة ميكروبيوم الفم(هي البكتيريا المتعايشة الغير مسببة للأمراض الموجودة في الغدد اللعابية): نحن ندرك أن ميكروبيوم الفم نظام متنوع يؤثر بشكل كبير على صحتنا العامة. ويدعم ميكروبيوم الفم المتوازن جهاز المناعة لدينا ويساعد في منع العديد من المشكلات الصحية - من تسوس الأسنان إلى الأمراض الجهازية. نحن نُعلّم مرضانا كيفية الحفاظ على بيئة فموية صحية، بما في ذلك أهمية النظام الغذائي ،وممارسات نظافة الفم، والزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان.

ما هي عواقب عدم علاج مشاكل الفم؟

لا تظل العدوى في الفم، مثل خرّاج الأسنان معزولة، بل يمكن أن تؤدي إلى عدوى واسعة النطاق، تؤثر على أعضاء وأجهزة مختلفة.

وفقاً للطب الصيني التقليدي، فإن الارتباط بين الأسنان والأعضاء المقابلة يوضح بشكل أكبر كيف تؤثر صحة الفم على راحة الجسم بشكل عام. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدّي مشاكل الأسنان إلى تفاقم أمراض المناعة الذّاتية مثل هاشيموتو (التهاب الغدة الدرقية).

باختصار، صحة الفم مهمة ويجب عدم تجاهلها، لأنها لا تؤثر على الفم فقط بل على الجسم بأكمله.

كيف تتعامل مع العلاجات بطريقة شموليّة وغير جراحيّة؟

نعطي الأولوية للعلاجات الأقل تداخلاً للحفاظ على أكبر قدر ممكن من بنية الأسنان الطبيعية. وقد يشمل ذلك تقنيات مثل آلة حفر الأسنان الهوائية عالية السرعة لإزالة التسوس بدلاً من الحفر التقليدي أو استخدام العلاج بالأوزون لتطهير وتعزيز الشفاء. هدفنا هو تقليل الصدمات وتشجيع عمليات الشفاء الطبيعية، مما يسمح بنتائج أفضل على المدى الطويل.

ما هي نصيحتك للأفراد الذين يتطلعون إلى تحسين صحتهم الفموية؟

ابدأ بفحوصات الأسنان الدورية وتنظيفها، ولكن انتبه أيضاً إلى نظامك الغذائي ونمط حياتك. يمكن لنظام غذائي متوازن غني بالأطعمة الكاملة أن يدعم صحة الفم، في حين أن تجنب الإفراط في تناول السكر يمكن أن يمنع التسوس. وابدأ بالتنظيف الصحيح باستخدام فرشاة الأسنان ومعجون الأسنان المناسبين، واستخدام خيط تنظيف الأسنان، واستخدام مكشطة اللسان.

ما هي التطورات المستقبلية التي تتوقعها في مجال طب الأسنان البيولوجي؟

يتطور مجال طب الأسنان البيولوجي مع زيادة الوعي بالترابط بين صحة الفم والجسم بشكل عام. أتوقع تقدماً في طب الأسنان البيولوجي التجديدي، الذي يركز على التئام وتجديد الأنسجة بدلاً من مجرد علاج الأعراض. بالإضافة إلى ذلك، فإن دمج التكنولوجيا، مثل تحليل الحمض النووي وخطط العلاج الشخصية، من شأنه أن يعزز قدرتنا على تقديم رعاية مخصصة لمرضانا.

استطلاع: حوادث الطرق تتصدر قائمة المخاطر في الإمارات

20 ألف شتلة لمزارعي الإمارات لتوسيع المساحات الخضراء

26 مركبة ودراجة نارية حجزت للضوضاء في الخوانيج

67% من سكان الإمارات بين 36 و60 عاماً مصابون بالسكري

مطالب الأطفال في الإمارات تزيد الأعباء المالية على الآباء