حالة حزن شديد مصاحبة 
الصحة النفسية

رحلة "أرجون" و"بريا" مع اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي

قد يأتي اضطراب الحيض مصحوباً بأعراض جسدية ونفسية شديدة

غنوة يحيى ملاعب

لطالما اعتبر أرجون نفسه مطلعاً فيما يتعلق بصحة المرأة أثناء الدورة الشهرية. ولأنه نشأ مع أربع شقيقات، لم يتردد مطلقاً في التطرق إلى هذا الموضوع.

وقال المغترب الهندي البالغ من العمر 34 عاماً: "من التقلصات وتقلبات المزاج وحتى التغيرات الهرمونية، لقد شهدت بنفسي كيف تؤثر هذه الأعراض على النساء في أمي وأخواتي".

لذلك عندما تزوج أرجون من بريا، البالغة من العمر 33 عاماً في عام 2022، كان مستعداً لأن يكون شريكاً داعماً ومتعاطفاً مع زوجته.

ولكن لم يكن من الممكن أن يعدّه أي شيء لما كانت تمر به بريا.

قال: "في البداية، بدا كل شيء طبيعياً. كانت الدورة الشهرية لدى بريا تأتي بالآلام والتقلبات المزاجية المعتادة، ولكن مع مرور الوقت، أصبحت التغييرات أكثر حدة".

لاحظ أرجون تغيراً مفاجئاً على زوجته قبل حوالي 10 أيام من دورتها الشهرية، حيث كانت تقلبات مزاجها تزداد حدة، وكانت تستخدم في حديثها عبارات مثل "أشعر وكأنني أغرق" أو "أنا لا أريد أن أكون على قيد الحياة الآن"، وهو ما جعله يتأثر جداً.

الدكتورة أنجولي دهيلون:

كان أرجون يدرك ما هي متلازمة ما قبل الحيض (PMS)، لكنه كان متأكداً من أن هذا ليس هو ما يحدث مع زوجته.

تعاني النساء من متلازمة ما قبل الحيض قبل الدورة الشهرية، وعادة ما تتميز بتقلبات المزاج، الشعور بالاكتئاب والانفعال والانزعاج والقلق والتعب أو مشاكل النوم والانتفاخ أو التشنج وألم الثدي والصداع وظهور حب الشباب وتغيرات في الشهية أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام، إلخ. تكون الأعراض أحياناً شديدة بحيث تؤثر على الدراسة والعمل والأنشطة الاجتماعية والعلاقات.

ولكن كما أوضحت الدكتورة أنجولي دهيلون، وهي طبيبة نفسية بريطانية تعمل في مؤسسة "كونكت سايكولوجي"، هناك اضطراب نفسي آخر ولا يعرفه كثير من الناس، وقد يؤثر هذا الاضطراب على النساء بشدة إذا ترك دون علاج.

وأوضحت أن "اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي" أو "اضطراب ما قبل الحيض" هو نوع أكثر حدة من متلازمة ما قبل الحيض تصاحبه أعراض نفسية حادة بالإضافة للأعراض الجسدية للحيض".

"قد تعاني النساء المصابات باضطراب ما قبل الحيض من مشاعر غامرة من القلق والانفعال. وقد ينطوي الاكتئاب في اضطراب ما قبل الحيض على مشاعر اليأس وانخفاض احترام الذات والتعب الشديد. وقد تؤدي تقلبات المزاج إلى خلق صعوبات لأداء المهام في الحياة اليومية، مما قد يؤدي أيضاً إلى الشعور بالعزلة. وبمرور الوقت، يمكن أن تؤثر على الصحة العامة وجودة الحياة."

قد تتداخل طريقة ظهور اضطراب ما قبل الحيض مع حالات أخرى تتعلق بالصحة النفسية، مما يجعل تشخيصه أكثر صعوبة. إن اضطرابات الاكتئاب والقلق الموجودة مسبقاً شائعة في كل من متلازمة ما قبل الحيض واضطراب ما قبل الحيض، لذا فمن الممكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية التي تسبب الدورة الشهرية إلى تفاقم أعراض هذه الاضطرابات المرتبطة بالمزاج.

وبما أن هذا الاضطراب مرتبط أيضاً بصحة الدورة الشهرية، فقد يتم الخلط بين أعراضه والتغيرات المزاجية "العادية" أو الهرمونية. وتشير الدكتورة دهيلون إلى أن الاختلاف الرئيسي هو شدته. فإذا كانت المرأة تعاني من اضطرابات عاطفية شديدة قبل حوالي 10 أيام من الدورة الشهرية، وتتحدث بعبارات مثيرة للقلق وتتجه إلى اليأس - وهو أمر غير معتاد عادةً - فقد يكون هذا دليل على وجود اضطراب ما قبل الدورة الشهرية.

هناك عدة أساليب علاج نفسية يمكن استخدامها في هذه الحالة.

وقالت الدكتورة دهيلون: "إن المعرفة قوة، وبالتالي فإن التثقيف حول الصحة النفسية قد يكون مفيداً كنقطة بداية، حتى يتكون لدى المرأة استيعاب كامل لما يمر به جسدها على المستوى الفيزيولوجي والنفسي".

"غالباً ما أستخدم "العلاج بالقبول والالتزام" لمساعدة الأفراد على الانفتاح ورصد وتقبل الأفكار أو المشاعر غير المريحة، وتعلم كيفية الاستجابة لها بطريقة مختلفة. كما يشجع هذا النهج على اتخاذ خطوات ذات مغزى تجاه القيم الهامة للفرد.

"غالباً ما تعاني النساء ويتعاملن بقسوة مع أنفسهن في ما يتعلق بمواجهة المشاعر، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض. والعلاج المرتكز على التعاطف مفيد خصوصاً في الحد من انتقاد الذات القاسي وتنمية التعاطف مع الذات."

بشكل عام، تحتاج النساء في بعض الأحيان إلى مساحة داعمة للتحدث ومعالجة تحديات الحياة. إن الحصول على فرصة للتحدث عن التجارب المتعلقة بصحة الدورة الشهرية أو تحديات الحياة الأخرى ومعالجتها من الممكن أن يمثل علاجاً، ويسمح للناس باستكشاف ما يتجاوز الأعراض السطحية، ويشمل السياق الكامل لحياتهم.

في النهاية تم تشخيص حالة بريا باضطراب ما قبل الحيض. قادتها الاستشارات التي أجرتها مع العديد من الأطباء إلى العمل مع معالج متخصص. هي وأرجون يتلقيان المشورة الآن. لم يمحُ التشخيص الأيام الصعبة، ولكنه قدم لهما الأدوات التي يحتاجان إليها للتغلب على الصعوبات معاً.

"أدركت أنه بسبب قلقي عليها، أردت محاولة إصلاح الأمور، لكن هذا لم يساعد حقاً. هناك لحظات ما زلت أشعر فيها بالإرهاق والعجز. لكن رحلتي هذه مع بريا لا تتعلق فقط بكوني زوجاً داعماً، بل تتعلق بالتعلم والنمو وفهم تعقيدات هذه الحالة".

وأكدت الدكتورة دهيلون، (ليست هي من تعمل على العلاج مع الزوجين)، على أن تثقيف الصبيان والرجال حول الدورة الشهرية يمكن أن يساهم في تخفيف العبء النفسي على النساء. وقالت: "إذا كان الصبيان والرجال يدركون هذه الأمور حول صحة المرأة والحيض، فيمكنهم حينئذٍ أن يواجهوا الأمر بتفهم ودعم."

"ما زلنا بحاجة إلى التحدث أكثر عن دوراتنا الشهرية لتقليل الوصمة حولها وتمكين النساء من ربط أعراضهن بدورتهن الشهرية وطلب الدعم إذا شعرن أنهن بحاجة إليه. تسير الأمور بشكل إيجابي ونحن الآن نعمل على إزالة الوصمة من المحادثات حول صحة المرأة؛ نحتاج فقط إلى أن يستمر ذلك".

حمدان بن محمد يقود آلاف العدائين في"دبي للجري 2024"

الإمارات: البحث مستمر عن "مولدوفي"مفقود منذ الخميس

إجراءات رعاية الأم العزباء لأطفالها في الإمارات

عطلة للمدارس الخاصة في دبي بمناسبة عيد الاتحاد

رحلات ملهمة لـ 5 نساء في عالم الدراجات النارية بدبي