المديرة العامة لمطعم "أوكو" الياباني في دبي، "ماريا ميلوجيفيتش" وصلت إلى أعلى مستويات المهنة في سن 34 عاماً. تعيش الوافدة الصربية في الإمارات العربية المتحدة منذ 10 سنوات، حيث طورت مسيرتها المهنية في مجال الضيافة وهي الآن تدير أحد أكثر المطاعم رواجاً في دبي. وفي حديثها مع صحيفة خليج تايمز، تخبرنا كيف أثرت نشأتها المتواضعة على قراراتها اليومية، وكيف تحافظ على اتزانها، ومدى اهتمامها بالتجارب المتنوعة في الحياة مقارنة بالأشياء المادية.
إذا كان عليك استخدام كلمة واحدة لوصف المال، فماذا ستكون؟
حرية.
إذا كان عليك كتابة رسالة إلى المال، فماذا تقولين؟
لقد كانت علاقتنا طويلة ومضطربة في بعض الأحيان. لقد كنت سبباً لخلق لحظات من الفرح العظيم لي وبعض من الحزن الشديد. في بعض الأحيان، شعرت أنك أفضل صديق لي، وفي أحيان أخرى، أسوأ عدو لي. وبعد قول كل ذلك، أريد أن أخبرك أنني أقدرك جداً. عندما كنت في حاجة إليك، كنت موجوداً لدعمي. شكراً لك، أحبك.
كيف تصفين علاقتك بالمال؟
أنا لا أدير أموالي بمسؤولية تامة دائماً ولكنني لا أهدرها أيضاً. أقدر التجارب أكثر من الممتلكات، وأنفق معظم دخلي المتاح على السفر والتجارب.
كيف برأيك تشكلت هذه العلاقة؟
لقد نشأت في صربيا حيث لم أحظى بالعديد بالامتيازات على الإطلاق. ومنذ أن أسست حياتي المهنية وكسبت مالي الخاص، أدركت أن المال على الرغم من أهميته، إلا أنه ليس كل شيء. إن عيش الحياة والاستفادة منها على أكمل وجه أكثر أهمية من كمية المال الذي تحتفظ به في البنك.
ما هي الدروس التي تعلمتها من والدتك حول إدارة الأموال؟
لقد عملت والدتي دائماً بجدية استثنائية وما زالت تفعل ذلك حتى يومنا هذا. إنها بالتأكيد أكثر حذراً في التعامل مع المال مني، وربما هذا درس لم أتعلمه بالكامل بعد.
لقد عملت والدتي دائماً بجدية شديدة وما زالت تفعل ذلك حتى يومنا هذا. إنها بالتأكيد حذرة أكثر مني فيما يتعلق بالمال، وربما يكون هذا درساً ما زلت بحاجة لتعلمه بالكامل.
مع من تتحدثين بشأن الأمور المالية وهل تعتبرين هذا الموضوع من المحرمات؟
أتحدث عن المال بصراحة شديدة مع الأصدقاء المقربين وأفراد العائلة؛ إنه بالتأكيد ليس موضوعاً محظوراً ولكنه أيضاً ليس مدعاة للفخر لأي منا.
من الذي علمك أكثر عن الإدارة المالية؟
لا أعتقد أن هناك شخصاً واحداً يمكنني الإشارة إليه. إن أمي تتعامل مع الأمر بحذر، وأصدقائي من الجهة الأخرى - خاصة الذين يعيشون في دبي - هم أقل جدية عندما يتعلق الأمر بإدارة شؤونهم المالية. أنا أقرأ وأهتم بالقصص وراء نجاح الناس.
كيف أثر العيش في الإمارات على علاقتك بالمال و إدراكك له؟
لا شك أن مظاهر الثراء هنا أوضح مما هي عليه في صربيا. أعتقد أنني عندما وصلت إلى صربيا لأول مرة كنت اتطلع إلى العيش بهذا النمط. وبعد عشر سنوات، تعلمت أن المال يأتي ويذهب بنفس السرعة. وتعلمت أن أكون أكثر حكمة، وأن أتأكد من الاحتفاظ ببعض منه جانباً للأيام الصعبة.
إذا كان بإمكانك أن تقدمي لطفلك أو لنفسك الأصغر سناً نصيحة واحدة حول المال الآن، فماذا ستكون ولماذا؟
ابدأ بالادخار مبكراً، ولو بالقليل كل شهر. كلما بدأت مبكراً، أصبح من الأسهل بناء الأمان المالي. عندما تكون شاباً، فإنك لا تنظر إلى المستقبل، وقد تدرك الأمر فقط بعد فوات الأوان.
ما هو الشيء الذي تقدرين إنفاق المال عليه؟
التجارب والسفر. أنا أسافر كثيراً وربما أنفق على السفر أكثر مما ينبغي.
هل تضعين خططاً مالية على المدى الطويل، وكيف تفعلين ذلك؟
بالتأكيد ليس بالقدر الذي ينبغي عليّ فعله. ومع ذلك، فقد استثمرت مؤخراً في بعض العقارات، وهي خطة طويلة الأجل. أحتاج إلى أن أكون أخطط بصورة استباقية أكثر.
ما هو هدفك أو حلمك على المدى الطويل المرتبط بوضعك المالي؟
الحرية المالية. لا أحتاج إلى أن أصل للثراء، ولكنني أحتاج إلى الشعور بالراحة الكافية حتى أتمكن من عيش حياتي والاستمتاع بها دون أن أعاني من ضغوط الأعباء المالية التي تثقل كاهلي.
كم تدخرين شهرياً؟
كل شهر أحاول أن أخصص من 10 إلى 15 بالمائة من راتبي.
ما هو أعظم قرار مالي اتخذته؟
الاستثمار في عقار جميل في جبال صربيا. كان هذا حلماً راودني منذ فترة طويلة وقد حققته مؤخراً. وحول ما إذا كان الأمر سيحقق أرباحاً على المدي الطويل، فالوقت وحده هو الذي سيخبرنا بذلك.