أثناء السير في الشوارع الضيقة وغير المستوية، التي تضج بصدى الصراعات اليومية، بدا الهواء ثقيلاً، وكانت المساكن تتألف من أكواخ مصنوعة من القماش المشمع والمعادن الصدئة، ولم تكن توفر سوى القليل من الحماية للعائلات التي كانت تسكنها. وبينما واصلت السير، شاهدت أطفالاً يرتدون ملابس ممزقة، يلعبون كرة القدم بأقدام حافية. كانت الأرواح الصامدة والوجوه المبتسمة هي القوة الحقيقية للرياضة.
كانت الرياضة تشكل دوماً جزءاً مهماً من حياتي. وخلال العطلة الصيفية في العام الماضي، كنت محظوظة بالتدريب على بطولة تنس الريشة الوطنية في مركز "بادوكون-درافيد" للتميز الرياضي في الهند. وبعد بضعة أسابيع، أثمرت جهودي والعمل الجاد الذي قام به مدربي عندما حصلت على تصنيفي الوطني.
بعد أن انتهيت من مباريات تنس الريشة، ومع بقاء أيام عديدة على انتهاء الإجازة، بدأت في البحث عن فرص تطوعية يمكنني من خلالها تدريب الأطفال الصغار. وعندها صادفت مركز "Being Child Care" (مركز رعاية الأطفال في الأحياء الفقيرة) بعد أن لاحظت طفلاً صغيراً وهو يلعب كرة القدم بمهارة وهو حافي القدمين. عندما دخلت المركز، استقبلني العديد من الأطفال بحماس. وفي زاوية بعيدة كانت هناك قطع عشوائية من معدات رياضية مهترئة. وعلى مدار فترة ما بعد الظهر، ما لفت انتباهي مراراً وتكراراً هو وجوه الأطفال المشرقة وهم يمررون كرات قدم ممزقة ويلوحون بعصي خشبية من المفترض أن تكون مضارب كريكيت، وكانت ضحكاتهم جاهزة للتغلب على أي عقبات في طريقهم. في تلك اللحظة، أدركت أن الرياضة يمكن أن تكون أكثر من مجرد هواية؛ بل يمكنها أن تكون مصدراً للأمل، وملجأ للهروب من الصراعات اليومية، وبيئة تربط بين مختلف الناس وتتجاوز الظروف.
عند عودتي إلى دبي، ومع استمرار الرياضة في توجيه حياتي بشكل إيجابي، كنت أطمح إلى أن يستفيد الآخرون من قواها التحويلية أيضاً. ولذلك أسست استراتيجية بسيطة وفعّالة لتمكين أولئك الذين لا يملكون ما يحتاجونه ولكنهم محمّلون بالعزيمة. وبمساعدة ودعم من والديّ ومن مستشاري في مجموعة "هيل" التعليمية، تحول ما كان مجرد فكرة إلى "اكويب 2 امباور" (Equip2Empower)، وهي منظمة شبابية تهدف إلى توفير المعدات الرياضية للأطفال المحرومين.
اليوم، لدى "اكويب 2 امباور" أكثر من 25 فرعاً حول العالم، حيث يتمكن الطلاب بكل فخر من تمثيلنا وتمثيل مهمتنا في مدارسهم ومدنهم. لدينا قسم خاص بالرياضة، والذي سيتم تحويله قريباً إلى مجلة، حيث نسلط الضوء على قصص الرياضيين وننشر الوعي حول عالم الفرص التي توفرها الرياضة للناس. نحن نعمل حالياً مع مستفيدين مختلفين وهم (Harmony House India، Being Child Care، Rescue Foundation، Al Jalila Foundation) وأربعة شركاء استراتيجيين. ونعمل معاً لتلبية احتياجات هؤلاء الأطفال الصغار لضمان تحقيق أحلامهم في أن يصبحوا رياضيين. لقد أجرينا العديد من حملات جمع التبرعات الناجحة ذات الصلة بالرياضة، ونحن الآن بصدد تقديمها إلى دور الأيتام والمنظمات المحلية والدولية.
وضمن الجهود المرتبطة بالتوسع، أضافت "اكويب 2 امباور" فرصاً للإرشاد والتطوع وفعاليات لجمع التبرعات. وفيما يتعلق بالرعاية، قمنا بربط الأشخاص بشكل مباشر بالأطفال الذين يطمحون إلى التفوق في الرياضة. ويتمثل هدفنا النهائي في بناء ملعب متعدد الأغراض في منطقة ريفية، لمشاهدة الأطفال وهم يتطورن ويتحدون لتحقيق أحلامهم.
عندما أعود بالذاكرة إلى الوراء، أجد أن مركز الرعاية المجتمعية الصغير في قلب أحد أحياء مومباي الفقيرة كان هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء. وهناك أدركت أن الرياضة يمكن أن تمثل شريان الحياة، ولا يقتصر ذلك على الأطفال، بل ويشملنا جميعاً، نحن من نؤمن بقوة العاطفة والعزيمة والوحدة. في ذاك اليوم، لم يكن هؤلاء الأطفال يلعبون لعبة فحسب، بل كانوا يعلمونني المعنى الحقيقي للمرونة.
بينما نستعد لاستضافة أول حدث رياضي خيري، بالشراكة مع نادي رد لاين للبادل، البرشاء في 16 نوفمبر، ندعوكم للانضمام إلينا في رحلتنا لدعم الرياضيين والمشجعين على حد سواء. نحن جاهزون لدعم الجميع. هل أنت جاهزون أيضاً؟
إن الكاتبة هي طالبة في جامعة هيل، وقد ألهمها شغفها بالرياضة الممزوج برغبة في إحداث فرق إيجابي إلى تأسيس "اكويب 2 امباور".