وجدت "نينا تاندون"، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة (أي بي أيه بون) ، وزوجها "نوح كيتنج"، المستشار الاستراتيجي ومستشار المنتجات الرقمية في الشركة، أن دولة الإمارات تمتلك القدرة على تحويل الأحلام إلى حقيقة. وبمجرد وصولهما إلى البلاد، انتهى بحثهما عن وجهة صديقة للأعمال والمستثمرين.
قالت نينا، وهي مهندسة في مجال الطب الحيوي ومهتمة بالطب التجديدي: "لقد شاركت في تأسيس (أي بي أيه بون ) بهدف ابتكار علاجات جديدة لإصلاح العظام والغضاريف باستخدام الخلايا الجذعية وهندسة الأنسجة. كما حظيت بشرف التحدث على منصات مثل (دافوس و تي أي دي) ، حيث أدافع عن التقاطع بين التكنولوجيا الحيوية والرعاية الصحية".
يأتي نوح من خلفية إبداعية، وقد طبقها على التحديات التقنية لكل من العلامات التجارية الراسخة والشركات الناشئة. يقول المواطن البالغ من العمر 43 عاماً من الولايات المتحدة وكندا: "في مسيرتي المهنية، طورت كل شيء من أحذية كرة السلة التي تعمل بتقنية البلوتوث للاعبي الدوري الأمريكي للمحترفين، إلى مكيفات الهواء التي تعمل بالإنترنت، إلى تطبيقات البيع بالتجزئة والسفر. لقد كنت نشطاً خلف الكواليس في (أي بي أيه بون) لسنوات، وكنت متحمساً لتولي دور أكثر نشاطاً في الشركة بينما نسعى إلى ترسيخ أنفسنا هنا في الإمارات العربية المتحدة".
التقت نينا بنوح عندما كانت في طور إنشاء شركة (أي بي أيه بون ). وقد التقيا أثناء عطلتين منفردتين بعيداً عن المنزل في معسكر لركوب الأمواج في كوستاريكا، حيث سألها عن المهنة التي تعمل بها.
ومن خلال الدردشات اللاحقة، فوجئت نينا عندما وجدت أن نوح قد فهم مهمتها، خاصة أنه كان قد أجرى عملية زراعة عظم في كاحله بسبب إصابة تعرض لها عندما كان طفلاً.
قالت نينا: "على الرغم من أنه لم يكن مستشاراً رسمياً للشركة حتى انتقلنا إلى الإمارات بعد سنوات، إلا أنه كان يعتبر بوصلة للشركة منذ إنشائها، ومستشاراً مهماً في كل خطوة على مسار شركتنا. وعدته أنه بحلول الوقت الذي يحتاج فيه حتماً إلى غضروف لشفاء كاحله، سنكون قد أعددناه له، وكنت أعلم أننا بحاجة لتسريع الأمور لتحقيق ذلك الوعد، وهو ما يجعل وجودنا في الإمارات ممكناً."
تركز شركة (أي بي أيه بون )، التي يملكها الزوجان، على استخدام الخلايا الجذعية لزراعة العظام والغضاريف المخصصة للمرضى. وقالت نينا، التي تبلغ من العمر 45 عاماً وهي أمريكية هندية غير مقيمة: "تتمتع تقنيتنا بالقدرة على إحداث ثورة في جراحة العظام من خلال توفير طعوم حية ودقيقة تشريحياً. شركة (أي بي أيه بون إنك). مسجلة في الولايات المتحدة، ونحن الآن بصدد تأسيس شركة (أي بي أيه بون أل تي دي). كفرع مملوك بالكامل في أبوظبي، ضمن سوق أبوظبي العالمي".
وصل الزوجان إلى الإمارات في عام 2024، بفضل البنية التحتية الرائعة وتركيز الحكومة على التكنولوجيا الحيوية وإعطاء الأولوية للسياحة العلاجية. وقالت نينا: "شعرنا أن الإمارات العربية المتحدة في وضع فريد لدعم هدفنا المتمثل في جعل (أي بي أيه بون) رائدة عالمية في الطب التجديدي".
إن رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لمستقبل الرعاية الصحية ووجود منظمات مثل هاب 71 جعلها مكاناً مثالياً لشركة (أي بي أيه بون). وقال نوح: "كنا مهتمين بشكل خاص بانفتاح المنطقة على التقنيات الجديدة، وهو أمر بالغ الأهمية لما نحاول تحقيقه".
تمت دعوة الزوجين لأول مرة إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 2019 للمشاركة في سلسلة محاضرات المجلس، وقد فتحت أعينهما على التقاء الموارد والمواهب والرؤية المذهلة.
وأضاف: "كانت دولة الإمارات العربية المتحدة على رأس قائمتنا عندما بحثنا في جميع أنحاء العالم عن المكان المثالي لإطلاق فرع (أي بي أيه بون) العالمي".
لقد وفرت دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة من خلال منصات مثل هاب 71، بيئة حاضنة لشركة (أي بي أيه بون)، ونظاماً بيئياً نابضاً بالحياة للتوسع.
وأضافت نينا: "لقد كان الوصول إلى البنية التحتية المتطورة، فضلاً عن تركيز الحكومة على جعل المنطقة مركزاً للابتكارات الطبية، عاملاً أساسياً في مساعدتنا على تسريع خططنا للتوسع. هناك روح مستقبلية من الطموح هنا تتوافق تماماً مع أهدافنا".
ويضيف نوح: "تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة الدعم المالي والتشغيلي للمشاريع المبتكرة مثل مشروعنا. وقد صممت هاب71 برنامجاً يستهدف الشركات في مرحلة النمو مثل (أي بي أيه بون) لتمكينها من التوسع بسرعة هنا، مما يقلل من الوقت والجهد الذي قد يستغرقه التأسيس في مكان آخر. إنه نظام بيئي مصمم لتسريع نمو التقنيات المستقبلية مثل (أي بي أيه بون)".
كانت طموحات نينا الريادية موضع تأثر كبير من قبل عائلتها، وخاصة من خلال التجارب التي شاركتها مع شقيقاتها والدعم الذي قدمته لها والدتها.
قالت نينا"عندما كنا صغاراً، بدأت أنا وأخواتي جمعية تعاونية لرعاية الأطفال مستوحاة من كتب نادي جليسات الأطفال التي كنت أعشقها. بدأ الأمر كله مع أختي الكبرى شيلا، التي كانت تأخذ بنات جارتنا الثلاث بعد المدرسة وتأتي بهن إلى جزيرة روزفلت. ومع تزايد الطلب على رعاية الأطفال، تدخلتُ أنا وأختي الصغرى للمساعدة" .
"لقد لعبت والدتنا دوراً محورياً في تعزيز روح المبادرة لدينا. فبعد عودتها إلى وول ستريت كمحاسبة بعد ثماني سنوات من العمل كأم بدوام كامل وربة منزل، ساعدتنا في إدارة أعمالنا الناشئة. كما قدمت لنا برامج جداول البيانات مثل لوتوس1-2-3 وإكسل وعلمتنا كيفية تنظيم مواعيدنا وتتبع أرباحنا بشكل فعال. وكانت أيضاً أكبر داعم لنا؛ فكلما رأت أماً تدفع عربة أطفال أو عربة تسوق، كانت تسأل بحماس: "مرحباً! هل تحتاجين إلى جليسة أطفال؟ لدي بنات مراهقات"."
لقد علمتها هذه المغامرة العائلية دروساً قيمة حول المسؤولية والعمل الجماعي وأساسيات إدارة الأعمال. كما ظل معها شغفها بريادة الأعمال .
يتذكر نوح أنه خلال سنوات دراسته الجامعية، كان منغمساً في مجتمع من الفنانين والموسيقيين المستقلين. ويقول: "لقد أظهرت لي مشاهدتهم وهم يستكشفون مساعيهم الإبداعية بينما ينحتون حياتهم المهنية أنه من الممكن الحفاظ على الحرية الفنية مع الاستمرار في النجاح المهني".
كما قال نوح "لقد ألهمني شغفهم وتصميمهم على اتباع مسار إبداعي بنفسي، مما عزز فكرة أن ريادة الأعمال لا تعني التضحية بشخصية الفرد أو رؤيته. لقد شكلت هذه التجربة رؤيتي من خلال إظهار أنه من خلال التفاني والإبداع، يمكن للمرء أن يرسم مسيرة مهنية مرضية ومستقلة" .
العثور على مجموعات المهارات التكميلية واحترام مجالات الخبرة الخاصة بكل منكما.
لا تخف من تكوين أسرة، فلا يوجد وقت "مثالي" ونحن سعداء للغاية بوجود ابنتنا أونا (5) وابننا فيليكس (3) معنا في هذه المغامرة.
يعد التواصل المفتوح أمرا بالغ الأهمية، خاصة عند تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
ومن المهم أيضاً ألا ننسى الاحتفال بالانتصارات الصغيرة التي نحققها على طول الطريق. فريادة الأعمال هي أسلوب حياة.