التخطيط للسفر لايشبه أبداً العبور عبر طريق مباشر. ووفقاً لاستطلاع "ترندز جلوبال" (Trends Global)، يقضي المسافرون أكثر من خمس ساعات في الاطلاع على محتوى السفر عبر الإنترنت قبل 45 يوماً من حجز رحلتهم للحصول على أفكار وللتخطيط لها. والآن مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصورة، بدأ العديد من الأشخاص التخطيط لرحلاتهم باستخدام "شات جي بي تي" (chatGPT) من "أوبن أيه آي" (OpenAI) أو "لاما" (Llama) من "ميتا" (Meta)، من بين أدوات أخرى، مما يوفر الوقت ويحقق لهم أهداف السفر.
وفي حديثه عن تجربة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، يقول وليد هلال، وهو مسوق مصري مقيم في دبي يبلغ من العمر 36 عاماً: "أولاً، إذا كنت ذاهباً في رحلة إلى مدينة جديدة، فإنه يساعدني جداً من حيث تحديد خطط الرحلة، وتحديد الأماكن التي يمكنني زيارتها، والأنشطة التي يمكنني تجربتها في الوجهة. في الأساس، أستخدمه للاستكشاف ولفهم وتخطيط مسار رحلتي، خاصة إذا كانت هذه هي المرة الأولى بالنسبة لي وإذا كنت أرغب في استكشاف أشياء كثيرة".
ويضيف هلال أن الأهم من ذلك هو أنه عندما يتعلق الأمر بالتخطيط لبرامج الرحلات المفصلة أو المعقدة، فإن الذكاء الاصطناعي يقوم بذلك بدلاً عنك، بشرط أن تكون صياغتك لنص الطلب صحيحة. "إن طلبي يكون مفصلاً دائماً. في بعض الأحيان أطالبه بطرح أسئلة قد يرغب خبير السفر في معرفتها. أو أطالبه، على أنني أعرف ما أريد القيام به، ثم أطالبه بناءً على ذلك".
سيحدث الذكاء الاصطناعي بعض التغييرات الهامة ومنها توفير الوقت في التخطيط واستكشاف كل ما يقدمه المكان. روهيت أرورا، مدير الاستراتيجية والنمو الهندي البالغ من العمر 46 عاماً والمقيم في دبي، يوضح هذا الأمر قائلاً: "في الماضي، قبل أن يتاح نظام "شات جي بي تي"، كنت تحاول البحث على "غوغل" عن أشياء مثل "قضاء خمسة أيام أو ثلاثة أيام في كذا"، حسب أيام سفرك. وبهذا، يمكنك مقارنة خطط الرحلة. كانت هذه العملية برمتها تستغرق حوالي ثلاث ساعات إلى خمس ساعات. ولكن الآن مع وجود "شات جي بي تي"، يمكنك إدخال التواريخ وموعد رحلتك، ثم يقدم لك خطة الرحلة بالكامل في غضون 10 دقائق أو حتى أقل، مقابل الخمس ساعات التي كنت تحتاجها في الماضي. أعتقد أن إحدى الفوائد الكبيرة هي تبسيط الحياة".
ومع ذلك، لا تزال هذه الأدوات غير قادرة على اكتشاف الأماكن المميزة (الجواهر المخفية) مما يجعل المجال متاحاً لشيئ يعتقد الكثيرون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محله - وهو العنصر البشري. يوضح هلال: "والآن، لأكون صادقاً، معظم الأشياء التي تظهر هي الأشياء العادية التي يمكنك العثور عليها عبر الإنترنت. فهو لا يوفر لك خيارات "جواهر مخفية". وفي الماضي، عندما استطعت استكشاف أي منها تم ذلك من خلال الحديث مع أشخاص موجودين في الوجهة نفسها، وهم يوصونك ببعض التجارب الأخرى، التي لم تكن لتعلم بها من خلال "شات جي بي تي" أو الذكاء الاصطناعي. هناك دائماً مساحة لبعض المعرفة البشرية والتفاعل البشري ".
علاوة على ذلك، تقدم هذه الخطط خيارات شاملة ويمكنك اختيار ما يناسبك منها بناءً على تفضيلاتك وحتى استخدامها حسب ما يناسبك. هذا ما يفعله أرورا بالضبط. "سواء كنت تختار اتباع الخطة كما هي أم لا، فإن هذا خيار فردي تماماً، ولكنها على الأقل تمنحك إرشادات عامة فيما يتعلق بما يجب رؤيته وما لا يجب رؤيته، وحتى تخصيص التجربة. مثلاً، لقد ذهبت للتو لقضاء عطلة في أذربيجان، طلبت منه تقديم توصية بشأن مطعم يقدم الطعام الأذربيجاني الأصيل. وفي كل يوم، لوجبة الغداء والعشاء، قدم لي توصيات بالمكان. في غضون دقائق، كان يقدم لي تقريباً كل المعلومات التي أحتاج إلى معرفتها كسائح. الآن، بمجرد أن أذهب إلى هناك، بالطبع، سأتحدث إلى السكان المحليين، وسأحاول تدبير أمري، ويمكنني أن أسألهم، مثلاً (ما رأيك بهذا المكان)؟"
هلال، الذي اعتاد إجراء أبحاثه باستخدام محركات البحث ومواقع السفر قبل ظهور الذكاء الاصطناعي، يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يوفر له أيضاً نموذجاً يناسبه. على الرغم من أن استكشافاته لا تنتهي عند هذا الحد. يقول: "الشيء الذي يجعلني أفضله أكثر من غيره وما هو مثير للاهتمام بالنسبة لي هو القدرة على التخطيط للأشياء ونقلها إلى "مايكروسوفت إكسل". هذا ما يحدث فرقاً. ومن ثم يمكنني التحقق منها. بمجرد أن أحصل على المعلومات، أتحقق منها أحياناً باستخدام "يوتيوب"، أو إذا أردت التحقق بشأن حدث ما، حول ما إذا كانت هذه التجربة موجودة حقاً أم لا، لأتأكد تماماً."
ويتطلع أرورا أيضاً إلى عالم يتم فيه دمج الذكاء الاصطناعي في مواقع السفر الخاصة به. "سيكون من الرائع أن أتوجه إلى موقع السفر المفضل لدي، على سبيل المثال، تم التعرف سلفاً على نوع الفنادق التي أفضلها بالإضافة لأشياء أخرى عن تفضيلاتي في السفر. ما يحدث هو أن "جي بي تي" يحصل على معلومات مخصصة للتخطيط لعطلتي. أعتقد أن تضمين ذلك سيكون رائعاً حقاً، لأنه بعد ذلك لن أضطر إلى الذهاب للبحث عبر تطبيق مختلف".
والآن يبدأ الاكتشاف في عالم الذكاء الاصطناعي حتى قبل أن تطأ قدمك أرضاً أجنبية. ولكن كما هو الحال مع كل ما يتعلق بالتكنولوجيا، تكمن الحيلة في استخدامها كمساعد موثوق به وإضافة اللمسة الإنسانية أينما كان ذلك ضرورياً.
1- صياغة الطلب لأغراض المغامرة والاسترخاء
"ساعدني في التخطيط لرحلة [مدة الرحلة] لقضاء عطلة في [الوجهة]، مع التركيز على مزيج من تجارب تتضمن المغامرة والراحة. أود أن أنفق حوالي [الميزانية اليومية أو الميزانية الإجمالية]، وأنا مهتم بـ [أنشطة محددة مثل المشي لمسافات طويلة والغوص وزيارة المنتجعات الصحية وجولات الطعام وما إلى ذلك]. هل يمكنك أيضاً تضمين توصيات للمطاعم المحلية وخيارات النقل وأفضل الأوقات لزيارة المواقع الشهيرة لتجنب الحشود؟"
2- صياغة الطلب بغرض استكشاف الثقافة المحلية والمناظر الطبيعية الخلابة
"أريد خطة سياحية شاملة [لمدة الرحلة] لـ [الوجهة] حيث أستطيع الاطلاع على الثقافة والتاريخ والمناظر الطبيعية الخلابة. هل يمكنك تقديم اقتراحات للأماكن الثقافية التي يمكن زيارتها والمناظر الطبيعية الخلابة والأماكن المميزة؟ أنا مهتم أيضاً بتجربة الأطعمة التقليدية، لذا يرجى تضمين أي توصيات لتناول الطعام المحلي ونصائح حول الآداب والسلوك أو العادات التي يجب أن أعرفها."
3- صياغة الطلب لمغامرة عائلية
"هل يمكنك مساعدتي في إنشاء خطة رحلة مناسبة للعائلة [لمدة الرحلة]؟ تضم مجموعتنا [أعمار المسافرين]، ونود تحقيق توازن جيد بين الأنشطة التعليمية والترفيهية. يرجى تضمين خيارات داخلية وخارجية، واقتراح أوقات التوقف، وتوصيات للوجبات مع خيارات مناسبة للأطفال والمأكولات المحلية. كما أن أي نصائح تتعلق بالسلامة أو خيارات النقل المناسبة للعائلة ستكون مفيدة."