إذا كنت تريد حقاً التعرف على مكان ما، فعليك أن تتعمق في طعامه، والإرث الذي يضفي عليه نكهة مميزة، والقصص التي تربط المجتمعات. وفي دبي، يكون هذا الأمر صعباً بشكل مضاعف؛ فبينما تتمتع المدينة نفسها بنكهات وفيرة، أصبحت على مر السنين موطناً لمجتمعات من جميع أنحاء العالم، وتجلب هذه المجموعات مكوناتها ونكهاتها ووصفاتها الخاصة إلى المزيج.

لهذا السبب، تعتبر جولة الطعام في أزقة دبي القديمة تجربة جذابة للغاية. يسعد فريق شركة (فراينغ بان أدفينتشرز) "Frying Pan Adventures" المحلية بإرشادك في هذه الرحلة.

تقول فريدة أحمد، المديرة العامة للشركة: "نقوم بتنظيم جولات طعام لعرض جانب من المدينة كان موجوداً قبل ظهور كل الاتجاهات الحديثة التي انتشرت بشكل واسع."

بدأت فريدة وشقيقتها أروى استكشاف مشهد الطعام في دبي في عام 2013. تعاملت حكومة المدينة مع مخاوف كوفيد-19 بشكل رائع. ومع ذلك، كانت هناك بعض الشركات، وخاصة تلك المرتبطة بالسياحة، التي واجهت تباطؤاً في أعمالها. تقول فريدة: "كان هناك بالتأكيد انخفاض في عدد زوار المدينة، حتى مع عودة السكان. ولكن حالياً، يبدو أن كوفيد أصبح حدثاً من الماضي البعيد جداً."

"فيما يتعلق بجولاتنا، لقد عدنا إلى ما كنا نفعله قبل كوفيد-19. نعم، أجرينا بعض التعديلات المحددة لدمج المزيد من عناصر النظافة. على سبيل المثال، نوفر الآن في حقائبنا مناديل مبللة ومعقمات لليدين." خلال الجولات، يستخدم الدليل نظام صوتي، ويتعين على الضيوف ارتداء سماعات الرأس لمتابعة الشرح. تقول فريدة: "كنا نقدم سماعات الأذن ثم نقوم بإعادتها وتعقيمها، لكننا توقفنا عن ذلك. الآن، نقدم فقط سماعات يمكن التخلص منها، ونشجع الناس على إحضار سماعاتهم الخاصة أيضاً."

"لكن فيما يتعلق بالطعام والمشي، فقد عاد كل شيء تقريباً إلى ما كان عليه قبل كوفيد، بما في ذلك أحجام مجموعاتنا."

تقول فريدة إن أكثر الرحلات شعبية هي تلك الرحلات إلى أسواق دبي وكورنيش الخور. "مع إضافة أن الطلب الآخر الأكثر شيوعاً هو رحلة الطعام في الشرق الأوسط."، والذي يتيح للزوار تذوق الفلافل والحمّص والكنافة والشاورما والكباب.. حسناً، لقد فهمت الفكرة. وتوضح: "نقدم أيضاً جولة في منطقة "ليتل إنديا"، بالإضافة إلى جولات خاصة متاحة لأعضاء (في أيه بي باس) VIP Pass (من برنامج الولاء المجاني لدينا) للحجز."

كانت الجولة الأخيرة التي أضافتها الأختان إلى قائمتهما هي جولة الطعام في دبي مول، والتي أدرجت في القائمة هذا الصيف. "أردنا أن نمنح الناس خيار تجربة داخلية. وبعد جولات متكررة من البحث والاستطلاع، وجدنا طريقة لإضفاء لمسة دبي القديمة عليها، وتقديم بعض المفاهيم المحلية، وبعض المفاهيم الفريدة أيضاً. وسوف تكون هذه الجولة متاحة الآن على مدار العام".

كما يمكنك أن تتخيل، فإن الانضمام إلى جولة طعام يتطلب ارتداء أحذية مريحة وسراويل فضفاضة وشهية قوية. ومع ذلك، من المؤكد أن هناك بقايا طعام. من أجل تقليل إهدار الطعام، وضعت شركة (فراينغ بين أدفينشرز) "Frying Pan Adventures" خطة لرد الجميل. تقول فريدة: "ما أفعله هو أنني أتوجه إلى النوادل أو موظفي المطعم وأقول: 'انظر، هذا الطعام لم تمسه أيدينا؛ لقد استخدمنا أدوات المائدة لخدمة أنفسنا. هل يمكنك مساعدتي في ضمان تقديم هذا الطعام لشخص يرغب في تناوله؟' لا يمكنك أن تجعل الأمر يبدو كأنك تقدم معروفاً لشخص ما بإعطائه طعاماً، لأنك لا تفعل ذلك. إنهم يساعدونك على تقليل هدر الطعام."

وتقول: "في كثير من الأحيان، يقوم بعضهم بتقاسمها فيما بينهم أو يكون لديهم دائماً عمال توصيل ويرون الناس الذين يكنسون الشوارع، فيذهبون على الفور ويقدمونها لهم"، مضيفة أنه يجب على المرء دائماً أن يسأل الشخص الآخر باحترام عما إذا كان يرغب في الحصول على بقايا الطعام.

فهل تُنظَّم هذه الجولات الغذائية معاً؟ توضح فريدة، بعد الكثير من البحث، أنه على الرغم من أنها وأختها، اللتين نشأتا في دبي، لديهما بالفعل مجموعة من أماكن الطعام المفضلة التي تريدان تعريف العالم بها، إلا أنهما تقومان أيضاً بجمع أسماء المطاعم من الجمهور. تقول: "مثل محل البقلاوة [حلويات الصمدي]، لا أستطيع حتى أن أتذكر ما إذا كان والداي قد وجدا هذا المحل بأنفسهما أو إذا كان شخص ما قد أخبرهما عنه. أعلم أنه منذ منتصف التسعينيات، كنا نحصل على البقلاوة من هناك. ثم هناك بعض المطاعم التي يقترحها الناس علينا. وفي بعض الأحيان، يفتح مكان جديد في الحي ونرى أن الطعام يستحق أن يُدرَج في الجولة."

في الوقت الحالي، يضم فريق عمل (فراينغ بان أدفينتشرز) Frying Pan Adventures موظفين بدوام كامل - فريدة وأروى - وحوالي خمسة مرشدين للطعام. "هذا هو شكل فريقنا، صغير جداً ولكنه فعال للغاية".