انطلقت الألعاب النارية مُزيّنة سماء الليل، لتنعكس أضواؤها المتراقصة على مياه الخليج العربي، احتفالًا بافتتاح متحف اللوفر أبوظبي في الثامن من نوفمبر عام 2017.
وتحت قبة المتحف الفضية، المُزخرفة بأنماط عربية فنية، يتسلل الضوء كرذاذ ناعم، ليُنير صالات العرض البيضاء بلمسة ساحرة.
وفي ظلّ هذه القبة المهيبة، ينتقل الزائر إلى عالم آخر، وكأنه يحتمي في واحة هادئة، تذكرنا بتلك الواحات التي كانت تشكل ملاذاً للبدو بين أشجار النخيل.
لقد نجح التصميم الفريد الذي ابتكره المهندس المعماري "جان نوفيل" في جعل متحف اللوفر أبوظبي معلماً بارزاً في العالم العربي، وقطعة فنية بحدّ ذاتها.
وفي تصريح له لصحيفة "خليج تايمز"، قال المهندس المعماري الفرنسي الحائز على جائزة "بريتزكر": "إنّ ما يُميز متحف اللوفر أبوظبي عن غيره من المتاحف حول العالم هو كونه تحفة فنية قائمة بحدّ ذاتها، وهو يُجسد التعاون الوثيق الذي يُمكن أن يجمع بين الدول".
ويُعتبر هذا المتحف الرائع أحد أهمّ الإنجازات التي تساهم في تحقيق طموحات دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى "تعزيز مكانتها كوجهة للسلام والتسامح، ودعم التعليم والثقافة، وبناء الجسور بين الحضارات."
أثناء بناء متحف اللوفر أبوظبي، عبّر "جان نوفيل" عن رؤيته قائلاً: "لقد تصوّرتُ هالة عربية، رمزاً للمدينة المُنورة، موطن الروحانية." وأضاف: "لم يكن الأمر يتعلق بتصميم مبنى فحسب، بل بإنشاء حي كامل."
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي كان آنذاك ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أن متحف اللوفر أبوظبي، الكائن في جزيرة السعديات، "يضم أيقونات فنية فريدة تجسّد عبقرية البشرية جمعاء."
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "إنها نقطة التقاء لمحبي الفن والثقافة والجمال في جميع أنحاء العالم".
وانضم إلى القائدين الإماراتيين الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" والملك المغربي محمد السادس خلال الافتتاح الكبير. ووصف "ماكرون" المتحف بأنه "نقطة تحول حاسمة" في العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، التي قال أنها مهمة للاستقرار في الشرق الأوسط".
وأشار "جان لوك مارتينيز"، رئيس متحف اللوفر في باريس آنذاك، إلى أن "المتحف الجديد صُمم ليكون منارةً للتواصل والانفتاح على الآخرين، وفهم التنوع في عالم متعدد الثقافات."
على الرغم من أن الافتتاح الرسمي للمتحف كان في الثامن من نوفمبر عام 2017، إلا أنّه فتح أبوابه للجمهور في الحادي عشر من الشهر نفسه. وعلى مدار أربعة أيام، احتفى متحف اللوفر أبوظبي بافتتاحه بعرض ضوئي ساحر، مُزدانٍ بعبق الثقافة العربية، وتخللته عروض فنية مبهرة قدمها فنانون محليون وعالميون.
وفي تصريح له، توقع محمد المبارك، رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة آنذاك، استقبال أكثر من 5 آلاف زائر في الأسبوع الأول من افتتاح المتحف.
وأضاف: "بصفته متحفاً عالمياً، نتوقع استقبال زوار من شتى أنحاء العالم، فكلٌّ منهم سيجد فيه ما يلامس تاريخه وثقافته، سواءً أكان من الصين أو الهند أو أيّ بلد آخر."