تعهدت المملكة العربية السعودية بتنظيم "بطولة العمر" بعد اختيارها، يوم الأربعاء، لاستضافة كأس العالم 2034 خلال جلسة استثنائية لكونجرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وستشهد المملكة العربية السعودية حضور أكبر عدد من الفرق والمشجعين أكثر من أي وقت مضى، عندما تستقبل 48 دولة للتنافس عبر خمس مدن مقترحة لاستضافة كأس العالم بعد 10 سنوات.
وأشاد عبد العزيز بن تركي بن فيصل آل سعود، وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، بحقوق استضافة كأس العالم، مشيراً إلى أنها لحظة تاريخية للمملكة.
وقال وزير الرياضة السعودي ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل إن هذه لحظة تاريخية للمملكة العربية السعودية وحلم أصبح حقيقة لجميع سكاننا البالغ عددهم 32 مليوناً الذين يحبون اللعبة ببساطة. "إن المملكة العربية السعودية تمر برحلة تحول رائعة في ظل رؤية 2030، واليوم هي خطوة كبيرة أخرى إلى الأمام تعكس وتحتفل بالتقدم الذي أحرزناه بينما نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً.”
وأضاف: "نحن نتطلع بالفعل إلى الترحيب بالعالم ومشاركة بلدنا الجميل وثقافتنا وشغفنا العميق باللعبة بأذرع مفتوحة وقلوب دافئة. ونحن نتطلع إلى تقديم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 التي تخلق فرصاً جديدة للجميع".
من خلال حملة بعنوان "ننمو معاً"، قدمت المملكة العربية السعودية كتابها الرسمي لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034 في يوليو 2024، لتضع مخططاً لخطتها لاستضافة البطولة.
وكشف الكتاب الرسمي عن طموحات المملكة لاستضافة كأس العالم في خمس مدن وهي الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم، في 15 ملعباً على أحدث طراز.
سيكون محورها هو استاد الملك سلمان الدولي الجديد في الرياض، الذي سيستضيف المباراة الافتتاحية والنهائية وسيصبح موطناً للمنتخب السعودي لكرة القدم.
ومن المقرر إنشاء عشرة مواقع للمشجعين، بما في ذلك موقع في حديقة الملك سلمان في الرياض، والذي يمتد على مساحة 100 ألف متر مربع، وآخر مخطط على طول الواجهة البحرية الشهيرة في جدة.
سيتيح مفهوم البطولة المدمجة تجربة استثنائية للاعبين والمشجعين والمسؤولين على حد سواء، مع مرافق وأماكن إقامة متميزة تناسب كل الميزانيات – كل ذلك مع أوقات سفر قصيرة عبر خطوط مواصلات متصلة بشكل جيد.
ويبلغ متوسط زمن الرحلة بين المدن الخمس المضيفة أقل من ساعتين، وسيستفيد زوار المملكة أيضاً من عملية التنقل السلسة.
ستتاح للمعجبين فرصة استكشاف بعض مواقع التراث العالمي الثمانية التابعة لليونسكو في المملكة، فضلاً عن تقدير الهندسة المعمارية المميزة والطعام اللذيذ والمشهد الفني النابض بالحياة والفعاليات الموسيقية الحية و"الحفاوة" – الضيافة السعودية الدافئة.
وفي الوقت نفسه، أكد الاتحاد الافتراضي في كونغرس الفيفا الاستثنائي تعيين المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030 بشكل مشترك، وستقام ثلاث مباريات أيضاً في أميركا الجنوبية.
وتمت الموافقة على الملف السعودي بالتزكية خلال اجتماع الاتحادات الوطنية الـ211 الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث لم يقف أي منافس في الطريق.
وقال رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل: "كرة القدم تعيش في قلوبنا، لذا فإن استضافة كأس العالم لكرة القدم هو الشرف الأسمى، ونحن نعمل على تحقيق ذلك منذ فترة طويلة جداً. نحن نرحب بالمسؤولية والفرصة للمساعدة في تنمية اللعبة عالمياً للجميع وتقديم مساهمة إيجابية على المسرح العالمي".
"المملكة العربية السعودية خطت خطوات كبيرة في كرة القدم للرجال والنساء وفي جميع أنحاء المجتمع، وإن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 هي دعوة مفتوحة للعالم للانضمام إلينا في هذه الرحلة المثيرة المقبلة. نحن نعد بتقديم بطولة العمر التي ستخلف تأثيراً إيجابياً دائماً على مستقبل كرة القدم واللاعبين والمشجعين".
وفي الوقت نفسه، سيشمل التنظيم غير المسبوق لبطولة 2030 ثلاثة اتحادات في أوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، في حين سيقام كأس العالم المقبل في عام 2026 ــ الأول الذي يضم 48 فريقاً ــ في أميركا الشمالية.
وستحتفل بطولة 2030 بمرور قرن على إقامة أول بطولة لكأس العالم في أوروجواي، ونتيجة لهذا فإن العرض المشترك الذي قدمته المغرب وإسبانيا والبرتغال سيمنح الدولة الأمريكية الجنوبية مباراة واحدة إلى جانب الأرجنتين وباراجواي.
وأكدت الفيفا قبل أكثر من عام أن العرض المشترك الذي قادته المغرب وإسبانيا والبرتغال هو المنافس الوحيد لاستضافة كأس العالم 2030، في حين سقطت جميع الترشيحات المحتملة الأخرى.
في عام 2019، أطلقت أربع دول من أميركا الجنوبية عرضاً مشتركاً، إيماناً منها بأن "مونديال المئوية" يجب أن يقام كاملاً في القارة التي بدأت فيها البطولة."
في هذه الأثناء، حلت المغرب محل أوكرانيا كشريك لإسبانيا والبرتغال، فيما وافقت أميركا الجنوبية على التنحي مقابل استضافة ثلاث مباريات.
وفي أعقاب هذه "مونديال المئوية" الذي يقام في شتاء نصف الكرة الجنوبي، سوف تعبر الفرق الستة المشاركة المحيط الأطلسي للعب بقية البطولة.
ومن المتوقع أن تكون إسبانيا، التي استضافت كأس العالم عام 1982، محور الاهتمام إذ تضم 11 ملعباً من أصل 20 ملعباً مقترحاً.
وبعد فشل المغرب في الحصول على حق استضافة البطولة خمس مرات سابقة، سيصبح المغرب ثاني دولة أفريقية تستضيف البطولة بعد جنوب أفريقيا في عام 2010.
وتشمل الأماكن المحتملة لاستضافة نهائي 21 يوليو ملعب "سانتياغو برنابيو" في مدريد وملعب "كامب نو "الذي تم تجديده في برشلونة بالإضافة إلى ملعب "الحسن الثاني" المخطط له بين الدار البيضاء والرباط والذي من المقرر أن يتسع لـ 115 ألف من الجمهور.
(مع مدخلات من وكالة فرانس برس)