على بعد مائة متر تقريباً من المسرح الكبير في حفل توزيع جوائز دبي العالمية لكرة القدم في أتلانتس، مساء الجمعة، فصل حاجز بين قسم كبار الشخصيات ومنطقة البلاتين.
ووقف بعض الأطفال خلف المتراس الموجود في القاعة، ورفعوا أيديهم وصرخوا بأعلى أصواتهم.
كان هناك إثارة ملموسة حيث تم تكريم حفل توزيع الجوائز من قبل نخبة من نجوم كرة القدم العالمية - نيمار، وجود بيلينجهام، وفينيسيوس جونيور، ولامين يامال، وتيبوت كورتوا - بالإضافة إلى اللاعبين الأسطوريين السابقين أليساندرو ديل بييرو وريو فرديناند.
وفي حين استُقبل كل واحد من هؤلاء النجوم بالهتافات الصاخبة، وصل الإثارة إلى ذروتها عندما صعد كريستيانو رونالدو إلى مركز الصدارة، بينما ترددت صيحات "سيووووو" - الاحتفال الشهير للأسطورة البرتغالية بعد تسجيل الأهداف - في أنحاء القاعة.
قبل أقل من شهر واحد من الاحتفال بعيد ميلاده الأربعين، أظهر رونالدو كيف فشل التقدم في السن في التأثير على قوته النجمية.
مثل المهاجم الكلاسيكي الذي يحكم منطقة الجزاء بغرائزه المفترسة، استغل رونالدو الفرصة ليهاجم مجلة كرة القدم الفرنسية ، التي تقدم جائزة الكرة الذهبية، أوسكار كرة القدم، لأفضل لاعب في الموسم.
بعد لحظات من اختيار المهاجم البرازيلي فينيسيوس جونيور كأفضل لاعب في الموسم في حفل توزيع جوائز جلوب سوكر لدوره في انتصارات ريال مدريد في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا هذا العام، صعد رونالدو إلى المسرح لاستلام جائزته الخاصة لكونه الهداف الأعلى - 916 هدفًا - في تاريخ كرة القدم.
وبعد تسلمه الجائزة من سموالشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، أشاد رونالدو بدبي لتنظيمها حفل توزيع جوائز عادل، بينما تساءل عن سبب تجاهل جائزة الكرة الذهبية لفينيسيوس جونيور.
تم تجاهل البرازيلي من جائزة الكرة الذهبية هذا العام حيث ذهبت الجائزة إلى لاعب الوسط الإسباني رودري لدوره في انتصار إسبانيا في بطولة أوروبا 2024 وفوز مانشستر سيتي المجيد بالدوري الإنجليزي الممتاز - وهو القرار الذي انقسم عالم كرة القدم منذ ذلك الحين.
وفي ليلة الجمعة، وجه رونالدو، الفائز بجائزة الكرة الذهبية خمس مرات والذي حقق مكانة أسطورية في ريال مدريد بتسجيله 438 هدفا وأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، انتقادات للجنة الجوائز الفرنسية لتجاهلها تألق فينيسيوس جونيور مع ناديه السابق.
وقال رونالدو قبل أن يشيد بلجنة جوائز دبي: "أعتقد حقًا أن فينيسيوس يستحق الفوز بالكرة الذهبية. لم يكن الأمر عادلاً في رأيي. لقد سجل العديد من الأهداف وسجل أيضًا في نهائي دوري أبطال أوروبا (ضد بوروسيا دورتموند). لذلك كان يستحقها، يجب أن يمنحوك الجائزة عندما تستحقها".
وأضاف أسطورة ريال مدريد، وسط هتافات عالية من الجمهور: "وهذا هو السبب الذي يجعلني أحب حفل توزيع جوائز دبي العالمية لكرة القدم، حيث يتم تنظيمه بشكل جيد كل عام هنا. إنهم يقدمون جائزة صادقة. لقد حضر العديد من الأبطال هذا الحدث على مر السنين لأنهم ينظمون دائمًا حدثًا رائعًا".
وارتفعت أصوات الهتاف أكثر عندما أعلن اللاعب البالغ من العمر 39 عاما عن رغبته في مواصلة لعب كرة القدم.
وقال مهاجم النصر الذي انتهى موسمه الأول في السعودية دون الحصول على أي لقب: "سأبلغ الأربعين قريبًا، ولكنني ما زلت متحمسًا لمواصلة عملي وتسجيل المزيد من الأهداف. لم أنته بعد، أريد أن أصبح بطلًا في السعودية الآن".
خلال النسخة السابقة من حفل توزيع جوائز جلوب سوكر في نفس المكان في دبي، أثار رونالدو ضجة عندما زعم أن الدوري السعودي أفضل من الدوري الفرنسي، أحد أكبر أربع دوريات في أوروبا.
ولكن في ليلة الجمعة، كرر الفائز ببطولة أمم أوروبا 2016 موقفه بشأن الدوري السعودي، الذي شهد تدفق لاعبين من ذوي الأسماء الكبيرة بعد انتقال رونالدو إلى ريال مدريد العام الماضي.
وقال ببساطة في ليلة الجمعة: "الدوري السعودي أفضل، والدوري الفرنسي أسهل".
"لا أقول هذا لأنني ألعب هناك (في السعودية). لا أهتم بما يعتقده الناس (بشأن رأيي)، لكن يتعين عليهم الذهاب إلى هناك (في السعودية) واللعب ورؤية ما إذا كانوا قادرين على الركض في درجات حرارة 38 أو 39 أو 40 درجة واللعب في تلك (الظروف الجوية)."
"يجب عليهم أن ينتقلوا إلى هناك ويشاهدوا. لا تصدقوا كلامي. فقط اذهبوا إلى هناك وشاهدوا.
"كل ما يملكه الدوري الفرنسي هو باريس سان جيرمان، أما الباقي فقد انتهى. باريس سان جيرمان لديه أفضل اللاعبين، والمزيد من الأموال، ولا أحد يستطيع منافسته (في فرنسا).
وأضاف "ما قلته هنا (سابقا) كان حقيقة، ولم أكن أكذب. لا أعرف لماذا تفاجأ الناس"، مما أثار استحسان الحضور.