تُعتبر الإمارات العربية المتحدة محطة أساسية لكل من يريد أن يستهل العام الجديد بجرعة مركزة من الحماس والبهجة. فهي تقدم باقة متنوعة من التجارب التي ترضي جميع الأذواق، بدءاً من عروض الألعاب النارية الساحرة التي تزيّن برج خليفة، مروراً بالملاذات الهادئة في أحضان جبال رأس الخيمة الشامخة، ووصولاً إلى المنتجعات الشاطئية الفاخرة التي تُوفر الراحة والاسترخاء.
وفي ظل انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون العشر درجات في بعض مناطق الإمارات العربية المتحدة، يتزايد إقبال الكثير من المقيمين على استكشاف معالم الدولة وقضاء العطلات داخلها، خاصة مع ارتفاع أسعار تذاكر الطيران وتأخر إصدار التأشيرات. وقد لاحظت وكالات الحجز السياحي ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار غرف المنتجعات، وصل في بعض الأحيان إلى 300%، بسبب زيادة الطلب من قِبل السياحة الداخلية.
وبحسب رامي بدر، رئيس المبيعات في شركة دوبامين للسفر والسياحة، تتراوح أسعار الفنادق الحالية في دبي بين 800 و2000 درهم لليلة الواحدة، بينما تتراوح في أبوظبي بين 600 و1800 درهم. ومع ذلك، تُقدم رأس الخيمة خياراً أكثر ملاءمة للميزانيات المختلفة، حيث تتراوح أسعار الفنادق فيها بين 500 و1500 درهم، مما يجعلها وجهة مفضلة للمسافرين الذين يبحثون عن خيارات ميسرة التكلفة.
وشهدت الوجهات الثلاث المذكورة أعلاه انتعاشاً سياحياً لافتاً، فقد سجلت دبي زيادة قدرها 130%، في حين وصلت النسبة في أبوظبي إلى 210%، أما رأس الخيمة فقد تصدرت القائمة بنسبة بلغت 295% مقارنة بالعام الماضي، وذلك بناءً على إحصائيات موقع إكسبيديا. ولا شك أن العروض الرائعة للألعاب النارية التي تزين برج خليفة ليلة رأس السنة، إلى جانب المناظر الطبيعية الخلابة التي يوفرها جبل جيس، ساهمت بشكل كبير في جذب السياح الراغبين بقضاء عطلة متميزة بمناسبة العام الجديد.
ولاحظ وكلاء السفر أن الطلب المتزايد على السياحة الداخلية انعكس على أسعار الإقامة في مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة، حيث أشار "مير راجا وسيم"، مدير شركة كلداري الدولية لخدمات السفر، إلى هذا الارتفاع قائلاً: "في السابق، كانت أسعار الغرف في رأس الخيمة تُقارب 400 درهم، أما الآن فقد قفزت في بعض المنتجعات إلى 1500 درهم، ونتوقع موجة جديدة من الارتفاع مع اقتراب موسم العطلات ورأس السنة".
وقال "راهيش بابو"، مدير العمليات في شركة "مسافر دوت كوم" (Musafir.com): "لاحظنا ارتفاعاً بنسبة 15% في حجوزات الرحلات الداخلية، حيث تُفضل العائلات قضاء أوقات ممتعة في المتنزهات الترفيهية أو الاستمتاع برحلات بحرية، بينما يميل الأزواج إلى قضاء أوقات رومانسية في المنتجعات الهادئة، في حين يفضل الأفراد الاسترخاء في ملاذات قريبة".
ووفقاً لتوقعات السفر الشتوي التي أصدرتها شركة إكسبيديا، يتجه المقيمون بشكل متزايد نحو الوجهات القريبة للاستفادة من إجازاتهم السنوية المتبقية. وتواصل الإمارات العربية المتحدة بزخمها السياحي استقطاب المسافرين من خلال تنوع تجاربها ووفرة خياراتها الفاخرة. وقد أشارت إكسبيديا إلى ذلك بقولها: "يعد استكشاف الوجهات القريبة من أسهل الطرق للاستمتاع بالوقت، وتبقى الإمارات العربية المتحدة بما تقدمه من تجارب مُتنوعة وخيارات فاخرة وجهة مثالية تأسر قلوب وعقول المسافرين".
وتُتيح العطلات المحلية فرصة للاسترخاء والتخلص من ضغوط السفر لمسافات طويلة. وأضاف "بابو": "إن سهولة السفر داخل الدولة وتكلفته المنخفضة، إلى جانب انخفاض القيود المفروضة عليه، تجعله خياراً مغرياً للمقيمين الراغبين بقضاء أوقات ممتعة مع ذويهم".
وأظهرت آخر المعطيات في حجوزات السفر تصدّر العائلات لقائمة المسافرين الراغبين في قضاء العطلات، يليها الأزواج ثم الأفراد. وفي هذا السياق، أوضح "بدر"، أحد وكلاء السفر، أن العائلات تستحوذ على 45% من إجمالي الحجوزات، فيما يمثل الأزواج 35% والأفراد 20%، وهذا يشير إلى تنامي الرغبة في قضاء الإجازات داخل الدولة. وأضاف "بدر" أن انتشار مفهوم "التخييم الفاخر" واستخدام "المركبات المجهزة للسكن" شجع الكثيرين على اختيار قضاء إجازاتهم داخل الإمارات.