تشهد مدارس دبي زيادة في عدد التسجيلات للفصل الدراسي الثاني بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالعام الماضي، في وقت تتزايد فيه قوائم الانتظار بسبب الطلب الكبير.
الزيادة غير المسبوقة في عدد الطلبات تعزى بشكل أساسي إلى تدفق العائلات التي انتقلت إلى المنطقة بالإضافة إلى صعود الإمارات كوجهة عالمية للتعليم العالي.
وقال "جلين رادويكوفيتش"، مدير التعليم في مؤسسة تعليم بدبي: "لقد شهدت مدارسنا ارتفاعاً كبيراً في أعداد المسجلين للفصل الدراسي القادم، مما يعكس النمو السريع لدبي وأبو ظبي كمركزين عالميين للتعليم. وبالنسبة للفصل الدراسي الثاني، نشهد زيادة بنسبة 40 في المائة في أعداد المسجلين مقارنة بالعام الماضي. لدينا المزيد من الطلاب الجدد في مدارسنا التي تطبق منهاج البكالوريا الدولية، هذا يعود بشكل أساسي إلى أن مدارسنا ذات المنهج البريطاني قد وصلت إلى طاقتها الاستيعابية ولا تتوافر سوى مقاعد قليلة. وتظهر طلبات العام المقبل بالفعل زيادة بنسبة 22 في المائة".
ونتيجة لذلك، تعمل المدارس على زيادة الطاقة الاستيعابية. "نحن نشهد زيادة ملحوظة في الطلب على المناهج البريطانية ومناهج البكالوريا الدولية، وكلاهما يُحتفى بهما عالمياً باعتبارهما "المعايير الذهبية" لتعزيز التفكير النقدي والتنمية الشاملة. نحن نعمل على زيادة توافر الفصول والأقسام في المدارس ذات الطلب العالي مثل مدرسة "جرينفيلد" الدولية ومدرسة دبي البريطانية في تلال الإمارات.
وأضاف رادويكوفيتش: "بالإضافة إلى ذلك، نفتتح فروعاً جديدة، بما في ذلك مدرسة "ميرا" البريطانية في دبي في عام 2025 ومدارس "هارو" الدولية في الإمارات في عام 2026، حيث تم تصميم كل حرم مدرسي لاستيعاب أكثر من 1800 طالب. وعلاوة على ذلك، عزز استحواذنا على المدرسة اللبنانية الفرانكوفونية الخاصة (LLFP) مجموعتنا من خلال توفير فرص التعليم متعدد اللغات. وتضمن هذه المبادرات استعدادنا لتلبية الطلب المتنوع على القبول في المدارس".
وبينما تسعى المدارس إلى مواكبة الطلب المتزايد، تجد الأسر نفسها أمام بيئة تنافسية متزايدة، حيث أصبحت الطلبات المبكرة والقدرة على التكيف والتخطيط الدقيق ضرورية لتأمين مكان في المدرسة التي يرغبون فيها.
وقال الدكتور "نيل هوبكين"، زمالة الجمعية الملكية للفنون، مدير التعليم في فورتيس للتعليم: "نشهد زيادة كبيرة في أعداد الطلاب المسجلين في كل من مدرسة صنمارك ومدرسة ريجنت الدولية. حققت مدرسة صنمارك ثالث أعلى نتائج في البكالوريا الدولية في دبي هذا العام وتحتل الآن المرتبة 69 على مستوى العالم، وقد أدى هذا إلى اهتمام كبير بتسجيل الطلاب فيها. وبالمثل، حقق طلاب مدرسة ريجنت الدولية "أعلى درجة في العالم" من مجلس امتحاناتهم، مما أدى أيضاً إلى زيادة الاهتمام بالتسجيل. ونتيجة لذلك، شهدنا زيادة بنسبة 30 في المائة في الاهتمام مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي".
ومع ذلك، أكد قادة المدارس التزامهم بالحفاظ على أحجام الفصول الدراسية التي تدعم التميز الأكاديمي.
قال "سيمون هربرت"، مدير المدرسة والرئيس التنفيذي لمدرسة جيمس الدولية - الخيل: "نحرص دائماً على الحفاظ على أحجام مناسبة للفصول الدراسية. ومن المهم أن نحظى بثقة أولياء الأمور في هذا الأمر، مع العلم أن هذه الأحجام لن تزيد بعد انضمام أطفالهم إلى المدرسة".
ينصح الآباء والأمهات ببدء عملية القبول في وقت مبكر حيث يستمر الطلب على التعليم عالي الجودة في النمو.
وأكد مدراء المدارس على أهمية إجراء بحث معمق عن المدارس، مع التركيز على الموقع الجغرافي، وعروض المناهج الدراسية، وقيم المدرسة، والمرافق، والتوافق مع تطلعات الأسرة.
يمكن للوالدين أيضاً الاستفادة من حضور الجولات المدرسية وفعاليات اليوم المفتوح للتعرف على الكادر التعليمي، والتواصل مع فرق القبول أو مجموعات أولياء الأمور للحصول على تفاصيل أكثر.
وأضاف هربرت: "أنصح الآباء والأمهات الذين يتواجدون في الإمارات العربية المتحدة بزيارة المدارس بعد المواقع الإلكترونية والاستماع إلى الأصدقاء وطرح الأسئلة الصحيحة. غالباً ما أحاول المساعدة في هذا من خلال الندوات عبر الإنترنت حول البكالوريا الدولية. أشرح العناصر الأساسية لتعليم البكالوريا الدولية وأجيب على جميع الأسئلة التي قد يطرحها المشاركون.