يلجأ العديد من الأزواج في الإمارات إلى حفلات الزفاف الجماعية والاحتفالات المشتركة لتخفيف الأعباء المالية مع الاحتفاظ بفرحة الاحتفال بحبهم. ويجمع هذا التوجه أزواجاً عدة في احتفال واحد، وله فوائد اقتصادية كبيرة. وتشير بعض التقديرات إلى أن دمج حفلات الزفاف في حدث أكبر يمكن أن يوفر ما يقارب من 70 إلى 80% من الميزانية الإجمالية، وفقاً لخبراء الصناعة.
ورغم أن حفلات الزفاف الجماعية لها جذور عميقة بين الإماراتيين وتحظى بدعم من المبادرات الحكومية، إلا أن المقيمين الأجانب أيضاً باتوا يتبنون هذا الأسلوب كطريقة ذكية لإدارة تكاليف الزفاف.
وقالت "غوري تشادا"، المدير الإبداعي لشركة "بيغ نايت إيفينتس": "إقامة حفلات الزفاف الجماعية يمكن أن تكون اقتصادية للغاية ويمكن توفير مبالغ كبيرة فيها. حيث يمكنك توفير التكاليف المتعلقة بقاعات الزفاف والغرف الفندقية و؛الديكورات والترفيه والجوانب التقنية مثل الصوت والإضاءة والتصوير الفوتوغرافي والفيديو وغيرها."
وأشارت "تشادا" إلى أن هناك زيادة في الإقبال على خيار الزفاف الجماعي بين المتزوجين الجدد. وأوضحت: "رغم أن النسبة الدقيقة قد تختلف، إلا أن الأزواج يمكنهم توفير ما يقارب من 70 إلى 80% من ميزانيتهم من خلال دمج حفلات الزفاف في زفاف جماعي واحد كبير."
ومع ذلك، تدرك "تشادا" أن إدارة عدة أزواج في حفل واحد تتطلب تنظيماً دقيقاً لضمان أن يحصل كل زوجين على الاهتمام اللازم. وقالت: "كل عروس وعريس لهما خصوصيتهما، ومن المهم تذكر الأهمية العاطفية لهذا اليوم." وأضافت: "في حفلات الزفاف الهندية، التي غالباً ما تتضمن فعاليات عدة، قد نقوم بجدولة الاحتفالات في أوقات مختلفة أو تنظيم أنشطة متزامنة لتلبية احتياجات الجميع."
وتحظى حفلات الزفاف الجماعية بدعم من مبادرات حكومية مختلفة. تحدثت "مها ب"، وهي مقيمة إماراتية حضرت مؤخراً حفل زفاف جماعي، عن تجربتها قائلة: "كان هناك أربع عرائس في الإجمال. حصلت كل عروس على ساعة واحدة للدخول والتقاط الصور واستقبال الضيوف والاحتفال مع زوجها. بهذه الطريقة، احتفل كل شخص بلحظته الخاصة تحت الأضواء."
كما سلطت مها الضوء على المزايا المالية، حيث قالت: "كان إيجار القاعة 500 درهم فقط، لكن تكاليف الديكور والحفل قد تصل إلى 100 ألف درهم، وبمشاركة هذه النفقات، كان عليهم المساهمة بمبلغ 25 ألف درهم فقط".
ورغم أن كل عروس قد تكون لها تفضيلات مختلفة، لاحظت مها أنهن جميعاً اتفقن على خيارات محايدة وجميلة ومقبولة للجميع.
وأضافت: "الطعام أمر أساسي وموجود في كل حفل زفاف، لذا لا يمكنهن الاختلاف بشأنه. ويمكن أن تكون الديكورات بسيطة جداً بألوان محايدة يتفق عليها الجميع."
تلعب جمعية النهضة النسائية في دبي دوراً حاسماً في الترويج لحفلات الزفاف الجماعية لتخفيف الضغوط المالية على الأزواج المحليين. وأوضحت عفراء الحاي، مديرة قسم الاستشارات والتدريب، مبادرتهم "زفة حراير". وقالت: "عندما أكملت دولة الإمارات عامها الخمسين، احتفلنا بخمسين زفاف. وسنواصل هذا التقليد هذا العام مع عدة حفلات زفاف جماعية."
وفي يوم الثلاثاء، احتفلت جمعية النهضة النسائية في دبي بالنسخة السادسة والعشرين من "زفة حراير" في قاعة الشيخ راشد بمركز التجارة العالمي. وشهد الحدث زفاف 14 عروساً وعريساً، حيث غطت الجمعية جميع التكاليف، بما في ذلك إيجارات القاعة وملابس العرسان والدعوات والضيافة والرقصات الشعبية التقليدية.
ولأول مرة، ستُقام حفلات الزفاف المقبلة في فترة ما بعد الظهر. يتماشى هذا التغيير مع توجيهات القيادة الإماراتية الهادفة إلى تقليل تكاليف المهور والمصاريف العامة للزواج عبر تحديد مدة الحفلات بأقل من أربع ساعات.
ولا يقتصر هذا الاتجاه على الإماراتيين فقط. فقد قرر الأخوان الهنديان "آرش" و"أرجون" تنظيم حفل زفاف مشترك، ما ساهم في تقليص التكاليف بشكل فعّال. قال "آرش": "كنت على وشك الزواج أولاً، لكنني اقترحت تأجيل الحفل لمدة عام حتى نتمكن من دمج احتفالينا." كانت زوجته مترددة في البداية، لكن بعد حساب التكاليف، أدركوا أن هذا الخيار هو الأكثر منطقية. وأضاف مشدداً على نجاح التنظيم: "لقد وفرنا 50,000 درهم لكل منا".
وبالمثل، تخطط الصديقتان السودانيتان علياء محمود ورزان مصطفى لإقامة حفل زفاف مشترك مع شريكيهما. وقالتا: "لن يوفر لنا هذا الأمر نحو 20 ألف درهم لكل منا فحسب، بل سيكون أيضاً بمثابة فرحة مشتركة".
وقد قامتا بالفعل بحجز خدمات الطعام وهما في صدد استئجار موسيقي، مدركتين أن الترفيه هو الأكثر تكلفة في حفلات الزفاف. ومع ذلك، بالنسبة للفعاليات التقليدية السودانية الأخرى، تخطط علياء ورزان لإقامة فعاليات منفصلة لضمان حصولهما على الاهتمام الكامل من ضيوفهما.